ما زال يعلق في أذهان البعض من الناس، وإلى اليوم، وبالرغم من الانفتاح الذي أصابهم في أفكارهم وفي رؤاهم، أنَّ كل من يُمارس الرياضة لا بد أن الفشل سيكون مصيره بلا أدنى شك!

من خلال الانتشار المرعب والمهيب للشبكة العنكبوتية، ومواقع التواصل الاجتماعي التي تواكب الأحداث، وإبراز ما يمكن أن يفيد القارئ والمتابع، سواء لجهة الطالب أو الرياضي، وبالرغم من هذه القفزة التي شهدها العالم، فإنَّ الإحباط، وعدم النجاح والتفوق ظل ديدنه، وإلى ما لا نهاية.

فإذا كان طالباً مثلاً، فإنه لا بد أنه سيتعثّر في دراسته لذلك نرى فئة من الناس، وبصورةٍ خاصة، الآباء أنفسهم هم الذين يُعارضون ممارسة أبنائهم الرياضة وبشدة، بدعوى الخوف على مستقبلهم، وهذا ما ينطلي اليوم، وللأسف، على عددٍ غير قليل من أمثال هؤلاء بذرائع مختلفة، في الوقت الذي نجدُ فيه أنَّ من نجح في هذا المضمار هم من الطلاب المثقفين النجباء الذين نالوا أرفع المراتب العلمية، وكانت لهم بصمات واضحة في الملاعب الكروية، وغيرها من الألعاب الأخرى، فردية كانت أم جماعية، وسجلوا نتائج لافتة لا تزال وإلى اليوم، تخلّد ذكراهم، أضف إلى الرياضيين الذين يُمارسون أدواراً إدارية وفنية إلى جانب دورهم كلاعبين معروفين سبق أن شهدت عليهم الملاعب، والشارع الرياضي بالدور الكبير الذي لعبوه حتى تمكنوا من اعتلاء منصات التتويج، وأن يحفروا أسماءهم بأحرف من ذهب، في مختلف الألعاب الرياضية التي شاركوا فيها.

وإننا إذ نقدر للآباء هذا الشعور الأبوي، خاصة أنَّ هناك نماذج من الذين يمارسون رياضة ما فشلت في أن تجمع بين النجاح في مجال الكرة والدراسة، وتناسى هؤلاء وأولئك أنَّ ممارسة الرياضة تعطي دافعاً قوياً لمن يُمارسها في أن يتفوق في دراسته، وسيأتي اليوم الذي يتبوأ فيه المنصب الذي يرغب فيه… وكما أن هناك نماذج طيبة جمعت بين الخيّرين، وينبغي الاحتذاء بها، فإننا إذ نؤكد أنَّ الدور الكبير الذي لعبته الرياضة بمسعاها العام، تركت منعطفاً هنا، ومرمى حصاة هناك، وقد تكون حجر عثرة في مكان آخر!

إقرأ أيضاً: ما مبرر صيام بن زيما عن التهديف؟!

تظل العبرة للطالب المجتهد الذي يعرفُ كيف يُوفّق بين ممارسته الرياضة، واللعبة التي يرغب فيها، والدور المناط به في الاهتمام بدراسته، وهي في نهاية المطاف، ما يمكن لها من أن تفضي إلى تحقيق مستقبل متفرّد، أضف إلى أنها سترفع من شأنه الاجتماعي، كل ذلك بالتوازي مع ممارسة اللعبة التي يشتهيها ويهواها، والأمثلة تطول في هذا المجال.

وهناك الكثير من الرياضيين الذين برزوا في الشأن الرياضي، ونجحوا في الوقت نفسه في إكمال دراستهم، واستطاعوا تجسيد طموحهم، وتحقيق رغبة آبائهم باختيارهم الفرع العلمي الذي يُحبون، أضف إلى تجلي حلم رياضي كان يُرسمُ بالتوازي مع النجاح الدراسي، وما يعنيه بالنسبة إلى الغالبية من الرياضيين المتفوقين في دراستهم، ومن ثم، تمكنوا من تحقيق حلم وردي طالما راود رغباتهم وتطلعاتهم وأمانيهم.

إقرأ أيضاً: تتويج ليفركوزن بلقبه الأول

وتظل الرياضة المحفّز الأساس لأي نجاح وتفوق دراسي، وممارستها ستقودك إلى نيل الدرجات الدراسية العليا، لأنها تجسّد مقولة: "العقل السليم في الجسم السليم". فالرياضة "ترفع من مستويات الطاقة في الجسم، ويساعد ذلك على التخلص من كل صعب، وتعلم التعامل بإيجابية مع جميع المواقف المختلفة في الحياة"، و"مارس الرياضة، هذا يعني أنك تملك الكثير من الثقة بالنفس، ولا تكترث إلى أفعال الماضي، فقط انظر إلى المستقبل والحاضر "، وهناك مقولة مفادها أن "من يمتلك الإرادة يمتلك الطريق".

فالرياضة بعرفها الدارج تأتي في سلم التراتبية من حيث الترفيه والانفتاح الحضاري، والمتابعة غير العادية لها من قبل غالبية الناس وعامّتهم، ويمكن تصنيفها بالمرتبة الأولى من حيث الاهتمام بها، ناهيك بالجماهيرية العريضة التي تمارسها وتتابع أنشطتها أولاً.. وثانياً وحتى عاشراً.