لندن: اكدت نتائج تقرير للجنة الرقمنة والثقافة والاعلام والرياضة في مجلس العموم البريطاني، على ضرورة تحرك الحكومة والأجهزة الرقابية حيال المواد المضللة التي تبثها شركات الاعلام الاجتماعي، والا فإنها ستواجه "أزمة ديمقراطية"، وسلطت اللجنة الضوء على التأثير هذه المواد في الانتخابات على وجه الخصوص.

وحذر التحقيق برلماني من ان الديمقراطية البريطانية في خطر بسبب الأخبار الكاذبة واستهداف المواطنين "بآراء مؤذية" والتلاعب بالمعلومات.

التحقيق
وكانت لجنة الرقمنة والثقافة والاعلام والرياضة في مجلس العموم بدأت تحقيقاً في الأخبار الكاذبة بعد فضيحة شركة كامبردج اناليتيكا التي حصلت على معلومات شخصية عن عشرات الملايين من مستخدمي فيسبوك بصورة غير مشروعة.

ازمة ديمقراطية
ويقول تقرير اللجنة عن نتائج التحقيق، الذي سربه دومينيك كامينغز مدير حملة بريكسيت الرسمية قبل نشره يوم الأحد، ان بريطانيا تواجه "أزمة ديمقراطية" إذا لم تتحرك الحكومة والأجهزة الرقابية بسرعة لتشديد الضوابط على شركات الاعلام الاجتماعي أو فرض ضريبة جديدة عليها متهماً هذه الشركات بالربح من المواد المضللة ، كما افادت صحيفة الغارديان. وكان كامينغز، مدير حملة "صوتوا لصالح الخروج" ، رفض المثول امام اللجنة البرلمانية للإجابة عن اسئلتها. وتعرب اللجنة في التقرير عن مخاوفها من تدخل روسيا في الحياة السياسية البريطانية ايضاً. 

استغلال المخاوف
ويلفت التقرير الى "توجيه آراء فئوية متشددة تستغل مخاوف اشخاص واحكامهم المسبقة للتأثير في الطريقة التي يخططون التصويت بها والتأثير في سلوكهم" محذراً من ان هذه الاساليب تشكل خطراً على الديمقراطية أكبر من الأشكال المألوفة للتضليل الاعلامي. 

 وتبدي اللجنة قلقها بصفة خاصة من الطريقة التي يمكن ان تُستغل بها المعلومات على الانترنت للتأثير في الانتخابات.

جمع الادلة
وأمضت اللجنة البرلمانية 18 شهراً في سلسلة من الجلسات لجمع الأدلة شهدت في احيان كثيرة سجالات ساخنة ونقاشات محتدمة مع شخصيات مرموقة انتقل خلالها التركيز من التضليل الاعلامي الى تأثير الشبكات الاجتماعي وخاصة فيسبوك ، واستخدام الاعلانات الموجهة خلال الاستفتاء على بريكسيت.

ومما يرد في التقرير "ان فيسبوك عرقلت جهودنا للحصول على معلومات عن شركتهم طوال فترة التحقيق، وكأنها تعتقد ان المشكلة ستختفي إذا لم تتقاسم المعلومات عنها، ولا ترد إلا بعد الضغط عليها".

وتنقل بي بي سي عن التقرير ان فيسبوك "كانت توفر شهوداً غير مستعدين أو قادرين على تقديم اجابات كاملة عن اسئلة اللجنة".
ويكرر التقرير دعوة رئيس فيسبوك التنفيذي مارك زوكربيرغ الى المثول امام اللجنة.

ومما يتضمنه التقرير ان اللجنة تلقت "أدلة مقلقة" عن قرصنة وتضليل اعلامي وقمع اصوات في انتخابات منذ عام 2010 داعياً الحكومة الى التحقيق في هذه الاتهامات.

فيسبوك ويوتيوب
ويقول التقرير ان شركات مثل فيسبوك ويوتيوب "لا تستطيع" الاختفاء وراء الادعاء التي تكررها بأنها مجرد "منصة" وليست "ناشرة" ولا تتحمل مسؤولية المحتوى الذي يُنشر على شبكاتها.

يستند تقرير اللجنة الى 20 جلسة استماع الى أدلة شفهية طُرحت خلالها 3500 سؤال على 61 شاهداً، وتضمن عمل اللجنة زيارة الى واشنطن. وتلقت أكثر من 150 افادة تحريرية.

وتخلص اللجنة الى ان مصطلح "الأخبار الكاذبة" يجب ألا يُستخدم في الاجراءات اللاحقة بسبب "تداوله دون فكرة واضحة عما يعنيه أو تعريف متفق عليه". 


أعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الغارديان" و"بي بي سي". الأصل منشور على الرابطين أدناه:
https://www.theguardian.com/technology/2018/jul/27/fake-news-inquiry-data-misuse-deomcracy-at-risk-mps-conclude

https://www.bbc.co.uk/news/technology-44967650