مرة أخرى يضيع النصراويون إدارة وجماهيرا وإعلاما بوصلة الحقيقة المرة التي يمكنهم من خلالها معرفة الأسباب الحقيقية التي قادت فريقهم للخروج من استحقاقين بشكل رسمي هما دوري أبطال آسيا و"كأس الدرعية للسوبر السعودي"، بالإضافة إلى خسارة المنافسة على لقب الدوري نظرياً ومنطقياً ومعنوياً، في وقت لا تبدو فيه مشاعر الثقة حاضرة بقدرة "الأصفر" على تحقيق لقب كأس الملك.

يذهب الشارع النصراوي لإطلاق الاتهامات مع كل خسارة، فتارة يتم اتهام اتحاد الكرة، وتارات كثيرة تتم مهاجمة التحكيم، ومرات أكثر يتم توجيه سهام الاتهامات صوب اللجان، كما لم يسلم القائمون على لجنة الاستقطابات من الضغط النصراوي، فيما أصبح الصوت النصراوي الناقد أشبه بالعملة النادرة وهو الصوت المغيب.

يبالغ إعلام النصر والمؤثرون في الشارع "الأصفر" في توجيه اللوم على كل الأطراف الأخرى، بينما يتجاهلون تماماً سوء العمل الإداري النصراوي وغياب حضور النظرة الفنية الحاذقة عند بناء الفريق واختيار عناصره.

خذوا على سبيل المثال صفقة التعاقد مع سيكو فوفانا الذي يعد اسماً لامعاً ومميزاً، لكن هل سأل متخذ القرار نفسه ومن حوله إن كان فوفانا يخدم طريقة و "ستايل" النصر؟ ماذا عن صفقة الظهير الأسترالي عزيز؟ هل يمكن القول إنها كانت صفقة ناجحة وأن اللاعب قدم الإضافة؟ انتهى موسم عزيز مع النصر بمجرد الخروج الآسيوي فكم كلف التعاقد معه؟ وهل كان من الممكن أن يسير الفريق بدونه؟

صحيح أن النصر تعاقد مع الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو لكن ماذا عن المجموعة والمنظومة التي تخدم رونالدو ليحقق مبتغى التعاقد معه؟ ناهيك عن التعاقد مع المدرب البرتغالي لويس كاسترو؟ هل كان الخيار الأنسب، وهل استطاع معالجة مشكلة التنظيم الدفاعي الأزلية، ولماذا لا يملك النصر النفس الطويل للمنافسة على الدوري، إذ باستثناء الجولتين الأولى والثانية سجل الفريق بداية مثالية لكنه توقف وتعثر في بداية النصف الثاني من المسابقة في وقت كان منتظراً من فريق ينافس على لقب الدوري أن يصل لأوج مستوياته وعطاءاته في هذه المرحلة من الموسم تماماً مثلما يحدث في الهلال.

مثل هذه الأسئلة هي ما يحتاج أن يطرحه النصراويون على صانع القرار في ناديهم، فلا لجنة الاستقطابات ولا اتحاد ياسر المسحل ولا لجنة الانضباط أو التحكيم كانوا مسؤولين عن هذه القرارات، والمؤسف أن توجيه السهام لهؤلاء جعل كثير من النصراويين يتعاملون مع الأمر وكأنه حقيقة وواقع مسلم به.