الفضيحة والعار هي كل ما ينتج عن القيم والمبادئ الأخلاقية لدى الفرد والمجتمع، ومجرد إحساس الفرد أو الجماعة بالخزي والعار نتيجة هذا التدهور فهو دليل وجود هذه القيم أيضاً إلا أنك لا تجد ذلك في قاموس نظام الملالي.

كان العالم أجمع يتوقع رداً انتقامياً لإيران من سلطات الاحتلال الإسرائيلي بعد قصف الأخيرة للقنصلية الإيرانية في دمشق ومصرع 7 أفراد من قيادات قوات حرس نظام الملالي بعد توعد إيران بالانتقام؛ وامتداداً لمسرحياتها المفضوحة أعلنت أنها ستهاجم بـ 110 صاروخ أرض - أرض و36 صاروخ كروز و185 مسيرة ثم وأعلنت أن هجماتها على سلطات الاحتلال الإسرائيلي حققت كل أهدافها فيما تؤكد الأخيرة إحباط هذا الهجوم (المسرحي)، والحقيقة هي أن معظم الصواريخ الإيرانية لم يصل منها إلى أهدافها سوى 7 صواريخ، ولم تخترق إي طائرة أجواء سلطات الاحتلال الإسرائيلي، والغريب في الأمر أن الملالي لم يتحركوا للانتقام لمقتل 7 أفراد أو لآلاف الشهداء وتدمير عشرات الآلاف من المنازل في غزة وتشريد مئات الآلاف، ويبدو أن المسرحية متفقٌ عليها بالتنسيق بين إيران وأميركا سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وأنها مجرد ضربات وهمية لحفظ ماء الوجه المُراق منذ سنين، ولم يخجل ملالي إيران من الإعلان عن أنهم أبلغوا أميركا بالهجوم قبل وقوعه بـ 72 ساعة بحسب تصريح وزير خارجية الملالي.

لم نرى مهزلة في حياتنا كتلك التي تجري في الشرق الأوسط في مسرحية (المُبكي المُضحك) من إعداد وإخراج النظام العالمي وبطولة الكيان الصهيوني وكهنة الظلام في إيران ودور الكومبارس للنظام السوري والميليشيات والقوى العاملة بالوكالة.

آخر الفصول في مسرحية النظام العالمي
من مشاهد هذا الفصل أن تمخض جبل التهديدات التي أطلقها بيت الكهنة في طهران فولد عاراً أدنى من أن يكون فأرا؛ وما ذلك بجديد على النظام الكهنوتي في إيران إذ اعتدنا ذلك كثيراً منه عندما يتعلق الأمر بالصهاينة وأصدقائهم الأمريكان.. لكن عندما يتعلق الأمر بالشعب الإيراني ودول وشعوب المنطقة لا نرى سوى أنياب الإفتراس ومخالب الفتك ومخلوقاً آخر لا يردعه رادع بل يجد له دعماً أوروبياً وأميركياً أدنى حالاته التغاضي عما يجري والإكتفاء بتصريح تنديد للمجاملة.

يقولون (شر البلية ما يُضحك) كم من مسؤول أمريكي تحدث عن تنسيق مسبق بين قادة نظام الملالي والإدارة الأميركية فيما يتعلق بالكرامة والحق في الرد على التنكيل بقادة وقوات الملالي الذين كذبوا بعض المسؤولين الأمريكان عندما أفشوا حقيقة ذلك التنسيق ونتائج عمليات قصف الملالي الوهمي للمواقع الأمريكية في العراق على سبيل المثال، وقد كنا نتساءل لماذا لم تسفر تلك الضربات عن أي أضرار تُذكر، ولم يُقتل فيها أحد سوى بعض الجرحى من غير الأمريكيين، ومعظم الصواريخ كانت تقع خارج القواعد وتنفجر قبل الوصول إليها وقد اُفتُضِح أمرُ ذلك فيما بعد.

الجديد في الأمر ليس ما قيل أنه شر البلية بل شر الفضائح حيث جاءت خاتمة التهديد والوعيد الذي قام به الملالي رداً على محو قنصليتهم في دمشق بمثابة مكافأة للصهاينة شركائهم بمشروع تمزيق الشرق الأوسط والهيمنة، وكذلك تشجيعاً لهم على ممارسة المزيد من التنكيل بهم وبسيادة المقاومة، ويرى البعض أن ما جرى هو عملية تبييض لوجه الصهاينة بعد عارهم في غزة وافتضاح أمرهم وكشف وجههم الحقيقي أمام العالم؛ إذ لم نسمع يوماً ولم نرى عدواً يقول لعدوه سأتيك غدا بقوة هكذا حجمها وشكلها وتوقيتها وقدرتها، ثم تمر صواريخ ومسيرات نظام الملالي فتنير سماء مناطق سكنية بالأردن في مشهد استعراضي يقول لمن يرى ها هو ذا قويٌ يفعل ويُحطم ويُدمر.. ولم يعلم من شاهد ذلك العرض الهزيل أن ما مر تلاشى وتبخر عندما وصل إلى مناطق سلطات الاحتلال.. وبات التندر والسخرية من نظام الملالي وما لحقه من عار مادة يتداولها الجميع، وباتت فضائحهم شر الفضائح بعد التصريحات الأمريكية والإسرائيلية الأخيرة، أما الجميل في الأمر فقد كان تحذير الملالي لبعض الدول العربية من مغبة معاونة الصهاينة والدفاع عنهم، وأخر الطرائف أن الملالي لم يطلقوا صواريخ على إسرائيل خشية أن تصيب هذه الصواريخ المسجد الأقصى المبارك بالخطأ.. ختاما لم يبقى لنا إلا أن نقول " شر البلية ما يُضحك".