أيام تركيا الساخنة على وقع طبول الحرب
سيناريوهات quot;المعارك القادمة من الشمالquot; بعيون تركية


تركيا مستعدة لدفع الثمن من اجل محاربة الارهاب

موقف العراق بشأن الأكراد يطمئن أردوغان

طالباني يستبعد تدخلا عسكريا تركيا شمال العراق

مدينة حدودية عراقية تظهر التحدي لتوغل تركي

تظاهرة أمام مبنى الأمم المتحدة بأربيل ضد التوغل التركي

دنيا غورصوي من اسطنبول : لا تزال تركيا تتصدر جدول أعمال دول العالم ووسائل الإعلام الدولية، بعد أن وافق البرلمان التركي على مشروع قرار حكومة حزب العدالة والتنمية الذي يسمح للجيش التركي بالقيام بعمليات عسكرية في شمال العراق من أجل ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني الذي يقوم بعمليات ضد تركيا منذ عام 1984 حتى الآن. وعلى الرغم من الهجوم الذي أدى أمس إلى قتل 32 متمردًا كرديًا و 12 جنديًا تركيًا، وتأكيد البيان الصادر عن الاجتماع الذي عقده الرئيس التركي عبدالله غول بحضور رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان ومسؤولين عسكريين، بينهم رئيس الاركان الجنرال ياسر ان تركيا quot; لن تتساهل ابدًا مع المساعدة والدعم للارهاب، إلا أن اعلان اردوغان ان رد فعل تركيا لن يكون متسرعًا لم يغلق الباب امام احتمالات quot;ايام دموية quot; قادمة ، فالباب ما زال مفتوحًا على كل الاحتمالات.

تعددت الآراء والنظريات والسيناريوهات حول العمليات العسكرية التي قد يقوم بها الجيش التركي في شمال العراق. تستبعد النظرية الأولى إمكانية قيام تركيا بمثل هذه العمليات، وان كانت تتوقع أن تمارس انقرة ضغوطات على شمال العراق لمدة سنة.

اما النظرية الثانية فتقول إن الجيش التركي لن يقوم بعملية عسكرية شاملة، وانما سيكتفي بقصف مواقع حزب العمال الكردستاني، وبتغلغل وحدات الحركة الخاصة في شمال العراق مما سيؤثر سلبًاعلى الاقتصاد التركي.

وفي النظرية الثالثة ستقوم تركيا ببناء منطقة عازلة بعمق 20-40 كيلومترًا في شمال العراق، اما السيناريو الرابع فيقول إن تركيا قد تقوم بعمليات عسكرية برية واسعة النطاق. وعلى الرغم من السيناريوهات كلها يبقىاحتمال نشوب مواجهةعسكرية بين تركيا والولايات المتحدة الاميركية من اخطر النظريات التي يتم طرحها من قبل المحللين. حيث اكد الخبراء الاقتصاديون انه في حال حدوث هذا السيناريو، فإن ذلك سيؤدي الى خسارة في البورصة بقيمة 150 مليار دولار وإزدياد نفقات تركيا من البترول بحدود10 مليار دولار، إضافة الى خسائر بقيمة 10 مليارات دولار في القطاع السياحي اضافة الى توقف دخول الرأسمال الاجنبي الى البلاد و قيمته 20 مليار دولار ما يعني انهيار كلي للاقتصاد التركي .

هذا وتدور نقاشات واسعة في اوساط الاكاديميين والسياسيين في تركيا حول امكانية قيام الجيش التركي بعمليات عسكرية في شمال العراق وتعددت الاراء والطروحات بهذا الصدد.

يقول الصحافي التركي البارز من صحيفة ملليت حسن بولور في حديث خاص لـquot;إيلافquot;، إن جميع وسائل الاعلام العالمية تبث اخبارًا تؤكد فيها امكانية دخول تركيا الى شمال العراق على الرغم من عدم اتضاح موقف تركيا حول ذلك، وانتقد بولور الغرب لتغاضيه عن الاحتلال الاميركي للعراق، وقال إن البرلمان التركي وافق على مشروع القرار الذي يجيز للجيش التركي الدخول الى شمال العراق لكن اقدام تركيا على تنفيذ ذلك ما زال غير مؤكد وربما لن تقوم تركيا بمهاجمة شمال العراق اطلاقًا . .


من جانبه، قال النائب حسيب قبلان وهو نائب عن الحزب الديمقراطي الاجتماعي _ له 9 نواب في البرلمان التركي_ ان تركيا تحاول اسكات الاكراد مشيرًا الى ان دخولالجيش التركي الى شمال العراق سيؤدي الى حرب طاحنة في المنطقة. وقال النائب قبلانإن الديكتاتوريين والجيش يحاولون كتم صوت الاكراد منذ 84 عام، ولا يمكن حل المشكلة الا بالحوار.

من جهته رأى الكاتب التركي المختص بقضايا الشرق الاوسط فائق بولوت لـquot; إيلافquot; ان مشروع القرار المذكور الذي اتخذه البرلمان التركي يهدف الى امتصاص رد فعل الجيش والرأي العام التركي من جهة، وتوجيه رسالة جدية الى الحكومة العراقية والسلطة الكردية في شمال العراق. وادعى بولوت ان اردوغان منع عملية عسكرية عاجلة للجيش التركي من خلال اصداره لمشروع القرار المذكور مؤكدًا ان اردوغان يفضل الطرق الدبلوماسية وأن ذلك سيكون بداية حوار بين تركيا والسلطة الكردية في شمال العراق. وحول امكانية نجاح العملية العسكرية التي قد يقوم بها الجيش التركي ضد مواقع حزب العمال الكردستاني، قال بولوت quot;يمكن ان تكون العمليات العسكرية ناجحة لكنها لن تعطي أي نتيجة ايجابيةquot; .

من جانبه، اكد استاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة استنبول عرفان تشفتشي لـ quot;إيلافquot; ان العمليات العسكرية في ما وراء الحدود التي قد يقوم بها الجيش التركي لا يمكن ان تنهي حزب العمال الكردستاني بشكل نهائي، إلا أنها ستضعفه من الناحية اللوجستية و من ناحية الكوادر البشرية.و اعتبر تشفتشي ان هجمات حزب العمال الكردستاني ضد تركيا تجري تحت حماية الادارة الاميركية، مشيرًا الى ان الولايات المتحدة الاميركية وإسرائيل تستخدمان المشكلة الكردية في المنطقة لزرع بذور الشقاق بين العرب والاتراك اللذين يعتبران اكبر عنصرين في العالم الاسلامي.


هذا وكان الرئيس السوري بشار الأسد اول رئيس دولة في العالم يؤكد حق تركيا بالقيام بعمليات عسكرية في شمال العراق ضد مواقع حزب العمال الكردستاني مؤكدًا ان ذلك يندرج في اطار حق الدفاع عن النفس.وانتقد الرئيس العراقي جلال تصريحات نظيره السوري قائلا quot;لم أكن أتوقع هذا الموقفquot; واصفا ذلك quot;بالأمر المؤسفquot;.

وتبقى زيارة رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان الى الولايات المتحدة الاميركية في الخامس من تشرين الثاني القادم المحطة التي ستضع النقاط على الحروف وتوضح معالم العملية العسكرية التي قد تقوم بها تركيا في شمال العراق.