بعد تسميته مغنية quot;بالشهيد quot;والمطالبات بسجنه وفصله :
عزل النائب الكويتي عبد الصمد والتحقيق معه قريبا

عبد الصمد لإيلاف: الطفيليات تسمي عماد مغنية quot;إرهابيًا

وكيل المراجع الشيعيَّة في الكويت يرفض وصفه بالـquot;إرهابيّquot;:
على شيعة الكويت أن يكفّوا عن اعتبار عماد مغنيّة شهيدًا

نواب كويتيون سنة ينددون بتجمع شيعي احيا ذكرى عماد مغنية

إيلاف من الكويت:على الرغم أن النائب عدنان عبدالصمد يتواجد هذه الأيام في مدينة فرانكفورت الألمانية إلا أن الضجة الهائلة التي أثارها بسبب وصفه لعماد مغنية بquot;الشهيدquot;, ومهاجمة من يصفونه بquot;الإرهابيquot; يصل صداها حتى هناك. عبدالصمد المعروف بجرأته وتصريحاته النارية أغلق الآن هاتفه كليا, ولا يرد حتى على الرسائل القصيرة, ولكنه سيعود للكويت بعد أيام وقد تحولت إلى كويت أخرى غير التي تركها ولن يكون هو عبدالصمد نفسه الذي يعود إليها .في الكويت أصبح محل استياء شعبي والصحافة الكويتية تشن عليه حملات كاسحة ( إحدى الصحف وضعت حرف x على صورته), ومطالبات بعزله من مجلس الأمة ورفع الحصانة البرلمانية عنه حتى يصبح في مرمى الدعاوى الغاضبة التي تطالب بمعاقبته وسجنه.

أما عبدالصمد الذي ذهب إلى فرانكفورت بشعبية كبيرة فيختلف عن الشعبية التي يملكها عبدالصمد الذي سيعود للكويت بعد أيام. فقد هبطت شعبيته لدرجة كبيرة, وأصبح هذا البرلماني الشهير محترقا سياسياً ( أحد المعلقين قال لإيلاف إنه من غير المجدي الحديث عن الماضي . عبدالصمد انتقل للماضي) و من المؤكد أنه سيظل وحيدا في الفترة القادمة في مواجهة الأيام العصيبة والسوداء التي تنتظره في الكويت.

هذه الأيام السوداء بدأت قبل حتى أن يعود, فقد تخلى عنه زملاؤه في البرلمان وطالبوه أن يعتذر للشعب الكويتي وأن يقدم استقالته ويبتعد وقالوا انه أساء لصورة مجلس الأمة بتباهيه بمجرم قتل كويتيين كعماد مغنية . زملاؤه في كتلة العمل الشعبي التي ينتمي لها عبدالصمد ( وهو أحد أعضائها البارزين) تخلوا عنه وأصدروا بيانا يوم أمس عزلوه من التكتل . محمد الخليفة أحد نواب تكتل العمل الشعبي قال لإيلاف :quot; أنا قدمت استقالتي من الكتلة إذا لم يتم عزل عبدالصمد وهذا ما حدث يوم أمس بالإجماع. لا يمكن السكوت عن التصرفات والتصريحات التي قالها عن مجرم مثل مغنية قتل الكويتيين بدم بارد quot; . ويضيف :quot; عبدالصمد تجاوز الثوابت الوطنية وآذى مشاعر الكويتيين. يجب أن يعتذر ويبتعدquot; . الآن سيظل عبدالصمد وحيداً ومشاعر النبذ ستلاحقه داخل المجلس. جميع الكتل داخل المجلس لا تريده , فقد أعلن الكل استياءهم من تصرف عبدالصمد , فمن يريد في النهاية العمل مع منتحر سياسياً؟!. يقول النائب الإسلامي ضيف الله بورمية لإيلاف :quot; يجب أن يعتذر عبدالصمد للشعب الكويتي لأنه أساء لهم بشكل كبيرة قبل أن يسيء لمجلس الأمة . لا أعرف مادة من الدستور يمكن أن تؤدي إلى خروجه, ولكن يجب أن نعود للدستور لكي نعرف هل توجد آلية قانونية لإجراء ذلكquot; .
ولكن عبدالصمد سيواجه خارج الدستور لهجة و إجراءات أكثر قسوة .فأصبح يوصف بشكل علني بمزودج الولاء وغير الوطني, وأنه يحب حزب الله أكثر من الكويت ,و هناك تهافت من الناس والمحامين لرفع دعاوى قضائية عليه بحجة الإساءة لمشاعرهم الوطنية ,وتمجيد عدو زعزع الأمن, وخطط لمقتل أميرهم ,وخطف طائرة كويتية ,وقتل مواطنين كويتيين . وتم بالفعل رفع دعوى عليه هو ومجموعة من الشخصيات السياسية المهمة التي حضرت احتفالية التأبين. فقد قامت مجموعة من المحامين يوم أمس بمقابلة النائب العام, واستمع لنص الشكوى التي رفعوها واتهموا فيها عبدالصمد ومن معه بشق الوحدة الوطنية والتحريض على الانتماء لquot;حزب الله الكويتيquot; الذي يتشكل بالخفاء. ومن المتوقع أن يفتح التحقيق في الأيام القادمة مع عبدالصمد وأحمد لاري( لاري تم عزله من كتل العمل الشعبي لا وهو أيضاً لا يرد على الاتصالات ولا يغادر بيته) النائب الآخر الذي حضر حفل التأبين ومجموعة أخرى من الأسماء .

يقول المحامي ضيدان المطيري أحد المحامين الذي رفعوا القضية أنهم قابلوا النائب العام يوم أمس وجلسوا معه لثلاث ساعات وشرحوا له تفاصيل دعواهم ووجه ببدء التحقيق خلال الأيام القادمة . مجموعة هؤلاء المحامين لا يطالبون فقط بنزع الحصانة عن عبدالصمد وفصله من المجلس ولكنهم يريدون أن يسجنوه أيضا . ويضيف في حديث مع إيلاف :quot; النص ال15 من قانون الجزاء يقول إن أي شخص ينقل أخبارا أو يقوم بتصرفات تؤذي الوضع الاجتماعي وتربك حالة الأمن يواجه عقوبة السجن لمدة 3 سنوات . عبدالصمد أساء للشعب الكويتي بكامل تنوعاته وطوائفه عندما يسمي قاتلا ومجرما مثل مغنية بالشهيد وهو يستحق هذه العقوبةquot; . ويضيف :quot; عندما قام عبدالصمد وحلف أمام الأمير بالولاء للوطن والأمير ومن ثم يقول بعد ذلك إن محبة حزب الله هي وسيلة من وسائل التقرب إلى الله . ماذا يمكن أن تمسي هذا إلا أنه حنث بقسمه ووعده للأمير وللشعب الكويتي quot;.

يقول المطيري إن لديهم كما كبيرا من الوثائق التي جمعوها من الصحف وأماكن أخرى تثبت ولاء عبدالصمد ورفاقه لحزب الله وليس للكويت ويضيف :quot; الفئة الضالة التي حضرت حفل التأبين ورفعوا أعلام حزب الله يشكلون حزب الله الكويتي وهو الأمر المحظور في الكويت لارتباطه بجماعات مسلحة في الخارج وتهديده للأمن الوطني . أن وجود مثل هؤلاء وبوجود نواب يدعمونهم من هذا النوع يشكل مصدر تهديد كبير لأمننا واستقرارنا ويجب أن نحاربهم quot; . ويلح المطيري على فكرة أن هذا الحديث يجب أن لا يفهم منه أنه موجه للشيعة ويضيف :quot; الطائفة الشيعية معروفة بالكويت بتضحياتها في سبيل الكويت, وهؤلاء الفئة الضالة لا يمثلونهمquot; .

وقام يوم أمس وزير الداخلية الكويتي الشيخ جابر الخالد برفع شكاوى قضائية على النائبين عبدالصمد ولاري بحجة الإساءة لشخصه والسخرية منه بعد وصفه لمغنية بquot; القاتلquot; وquot; الإرهابيquot; وطالب أن ترفع الحصانة البرلمانية عنهما.

ولكن ماذا يمكن أن يفعل عبدالصمد الآن وهو يواجه كل هذا الغضب الشعبي النبذ البرلماني والملاحقات القضائية المتزايدة التي تريد الإطاحة به وزجه بالسجن؟. الذين يعرفون النائب عبدالصمد يدركون أنه شخصية جريئة ,ولا تتراجع بسهولة عن آرائها . وعندما تحدث عبدالصمد مع quot; إيلافquot; كان يبدو شخصا مؤمناً بكل ما يقوله ويهاجم بضراوة كل من ينتقد مغنية ويرى فيه قائدا عسكريا وإسلاميا عظيما . عبدالصمد رجل متدين وكل ما يقوله يعبر عن عقيدته الدينية ولكنه يغضب بذلك الشعب الكويتي ومن المرجح أن يذهب للسجن بسبب هذه العقيدة التي لن يصدقه أحد أنه سيتخلى عنها حتى لو أعلن ذلك في التلفزيون الكويتي. كل الأفكار التي قالها عبدالصمد هي تعكس جزءا مهما من طريقة تفكيره وإيمانه. المسألة إذن ليست مجرد أفكار بسيطة أو زلة لسان يمكن التراجع عنها. لن يفيد جلوس السيد عدنان عبدالصمد في فرانكفورت والبحث عن حل لهذه المشكلة . ماذا سيفعل إلا أن يتعود على الكويت الجديدة التي لم تعد كم كان يتذكرها قبل أيام .

.