•الفانوس الصيني يقضي على المحلي والسعر والشكل اكبر تحدي .
•زيادة الإقبال على الشرائط الدينية وتراجع شرائط الأغاني .
•ملابس المحجبات الأكثر مبيعا في هذا الشهر .

محمد الشرقاوي من القاهرة

قضية شائكة تطل علينا كل عام في نفس التوقيت والظروف ويشتكي منها رجل الشارع العادي ويطلق الحكوميون تحذيراتهم بالحد من فواتير الاستيراد لبعض السلع والمنتجات التي يصنفها البعض بأنها سلع استفزازية، بداية من الفانوس الصيني تحديداوالياميش وغيرها من السلع ولعب الأطفال الأخرى ، حيث قدر بعض الخبراء تكلفة استيراد فانوس رمضان سنويا الى 2 مليوندولار اميركي (11.5 مليون جنيه مصري ) خاصة وأنها تعمل على العمل على اندثار صناعة قائمة منذ العهد الفاطمي، فمظاهر رمضان بالقاهرة بدأت مبكراً وبدت أولى مظاهره في الفانوس الصيني الذي بدأ يحتل الصدارة ليتفوق بذلك على نظيرة المصري المتقادم بفعل الزمن.

وبدأت المحال التجارية في مصر عرض فوانيس شهر رمضان المبارك مبكرا ابتهاجا بقدوم الشهر الكريم، حيث زينت المتاجر بالفوانيس الملونة وبأشكالها المختلفة الجميلة التي تحمل أسماء عربية مثل بكار وحبيبة وغيرها من الأسماء الشهيرة في المسلسلات المصرية ، وتشهد الأسواق المصرية حاليا إقبالا من الأطفال والكبار على شراء فانوس رمضان خاصة مع اختلاف أسعارها والذي يمكن أن يصل في كثير من الأحيان الى مائتي جنيه أو ثلاثمائة ( 50 دولار تقريبا) ويصل اقل سعر له 30 جنيها مصريا طبقا لإمكانياته ومميزاته ، و يزداد انتشار الفوانيس بدرجة كبيرة مع اقتراب حلول شهر رمضان، و لوحظ تراجع الفانوس المصري ليجلس في مقاعد المتفرجين كعادة كل عام ليتفوق عليه الفانوس الصيني ، وعرف فانوس رمضان لأول مرة في أيام الفاطميين، وارتبط الفانوس بشهر رمضان بداية من اليوم الخامس من شهر رمضان عام 358 هـ عندما خرج أهالي القاهرة لاستقبال المعز لدين الله الفاطمي ليلا حاملين المشاعل والفوانيس مرددين الهتافات والأغاني ويعتبر أهل القاهرة هم أول من حمل الفانوس في رمضان.

ورغم وجود أماكن بعينها تعد معقل صناعة الفوانيس في مصر مثل باب الخلق وغيرها والتي تعد أشهر وأعرق مناطق تصنيع الفوانيس في القاهرة إذ تراجع الفانوس المصري أو البلدي كما يطلق عليه شيوخ المهنة واشاوستها أمام الصيني فبات الفانوس الصيني يقدم كافة المظاهر الإسلامية بداية من التكبير والتهليل والأذان وترديد ألاغاني مثل وحوي يا وحوي وغيرها ، وعلى العكس من ذلك الذي يبتعد الكثير عن الفانوس المصري نظرا لعدم استطاعته مواكبة التغيرات التي تحدث من حولة وبات مكانة الطبيعي في "المتحف" إلا أن الفانوس المصري يمتاز بأشكال وأنماط تراثية متعددة لكل منها اسم معين، ويعد أشهرها الفانوس المربع الذي يوجد في أركانه الأربعة فوانيس أخرى أصغر حجما، وأيضا الفانوس الذي على شكل نجمة، والفانوس الكروي، وكل هذه الأشكال وغيرها تصنع من خامات محلية أهمها الزجاج الملون، وتعبر عن الفن الإسلامي ذو القيم الجمالية الأصيلة والذي يحمل رموز وإبداعات الشعب المصري عبر التاريخ.

وقال محمود البرعي أحد أصحاب الورش إن الفانوس الصيني قضى على نظيرة المصري بالقاضية فالسعر والشكل أصبحا أهم عناصر الجذب سواء لكبار أو للصغار معا.

وبات أصحاب الورش يؤيدون ويطالبون بشدة تنظيم هذا السوق ووضع قيود على عملية الاستيراد خاصة وان موضوع مثل " إغراق الفوانيس الصينية للأسواق المصرية" قديم ودخل أروقة ومناقشات البرلمان المصري منذ عدة سنوات ، والذي أدى لحصار الفانوس المصري وخاصة المعروف بالبلدي وانهيار صناعته اليدوية وإغلاق ورشها".. فالمشكلة ما زالت قائمة بل وتتفاقم مع كل عام ، فالفوانيس الصينية هذا العام لا تكتفي بغناء أغاني رمضان التقليدية، مثل "مرحب شهر الصوم"، أو " وحوي يا وحوي"، بل راحت الفوانيس الصينية تغني الاغاني الدينية، ناهيك عن أغاني حديثة أخرى شائعة مثل "بابا أبح"، وتتراوح أسعار هذه الفوانيس "المغنية" ما بين 20 الى 60 جنيها مصريا.

أصحاب الورش شكواهم متكررة فبعد أن كانوا لا يلاحقون من كثرة الطلبات بات اغلبهم يعانون من البطالة وأصبح صاحب الورشة يوضع في اختيار صعب لكي يوازن بين تكلفة الخامات غالية الثمن والبيع بأسعار رخيصة تنافس سعر المستورد المنخفض.


وقدر الخبير الاقتصادي المهندس رأفت رضوان الرئيس السابق لمركز معلومات مجلس الوزراء المصري حجم ما تستورده مصر من فوانيس رمضان سنويا بـ 2 مليون دولار من الصين في الوقت الذي بدأت فيه المنتجات الصينية تغزو كافة الأسواق المصرية بشتى منتجاتها حيث تحولت قضية الفانوس إلى قضية شائكة ومن مجرد احد ملامح الشهر الكريم إلى قضية اقتصادية من الطراز الأول .

لم تعد الفوانيس وحدها هي أهم مظاهر الشهر بل امتد أيضا الموضوع الى الزى الديني والحجاب هو الآخر وكذلك الأشرطة الدينية وعن مؤشرات الشرائط الدينية في مصر، ارتفعت بورصة الشرائط الدينية مع مطلع شهر رمضان الكريم حيث شهدت الأسواق اتجاهات ايجابية تجاة بعض الشيوخ من أمثلة الداعية الإسلامي الشاب عمرو خالد حيث شهدت بعض المجموعات إقبالا شديدا مثل : كيف نستقبل رمضان ؟ وليلة القدر ، إنما تصل ربك من خلال الحديث عن صلة الرحم في الشهر الكريم ، ومع الله ، سيرة بعض الصحابة من أمثال خالد بن الوليد ، زوجات الرسول (ص) ، كما شهدت الأسواق إقبالا على بعض الشرائط الدينية الأخرى مثل الحجاب والحياء ووصل سعر الشريط الواحد ثلاثة جنيهات (نصف دولار تقريبا) ووصل سعر مجموعة الشرائط لهذا الداعية الى 50 جنيها (9 دولارات) وفقا لكل مجموعه .


أما الشيخ طارق السويدان (الكويتي الجنسية) فجاء في المرتبة الثانية بعض عمرو خالد ومن مجموعاته الشهيرة الدار الآخرة وقصص الأنبياء وزوجات النبي (ص) ، وبات أصحاب المحال التجارية المتخصصة في بيع الملابس يعلنون عن تشكيلة جديدة من ملابس المحجبات وزي رمضان .

"أقرأ ايضا"

رمضان كريم ولكنه في سورية مقلق قليلا