خلف خلف ndash; إيلاف: ارتفعت أسعار السجائر في قطاع غزة بشكل كبير خلال الفترة الماضية بشكل بات يطرح تساؤلات حول الأسباب التي تقف وراء ذلك. هذا فيما يمر معظم المدخنين بحالة عصيبة حيث أصبح الحصول على علبة السجائر يحتاج لمال ومشقة. ويمازحني أحد الزملاء الصحافيين في غزة كل يوم أكثر من مرة عبر (المسنجر)، قائلا: quot;هات سيجارةquot;. وحين سألته عن سبب ارتفاع الأسعار السجائر في القطاع، أجاب: quot;البعض يقول إن السبب يكمن في رفع الضرائب التي تفرضها الحكومة المقالة على السجائر، بينما تدافع حماس عن حكومتها، مؤكدة أن سبب ارتفاع الأسعار يعود للحصار المفروض على القطاعquot;.

وارتفعت أسعار كافة السلع والمنتوجات في القطع منذ إغلاقه بشكل تام في منتصف يونيو عقب سيطرة حركة حماس عليه، بعد قتال دامي مع عناصر حركة فتح والأجهزة الأمنية الفلسطينية راح ضحيته العديد بين قتلى وجرحى.

ويذهب البعض لأصدر أقاويل حول قرار quot;حمساويquot; بحت بفرض ضرائب عالية على السجائر في محاولة لإجبار أكبر عدد ممكن من الشبان على ترك هذه العادة التي ذهب بعض رجال الدين لتحريمها.

مع الإشارة إلى أن أغلب عناصر وأنصار حركة حماس لا يدخنون، وبالتالي فأن رفع الأسعار يستهدف بالدرجة الأولى أبناء حركة فتح. وهو على ما يبدو ما جعل الأخيرة في منطقة الشهيد رسمي الطيبي بمدينة خانيونس لتعلن عن أسبوع الإقلاع عن التدخين، وذلك ابتداء من اليوم السبت الموافق 20/10/2007.

حيث دعت الحركة في بيان لها وصل quot;إيلافquot; نسخة منه كافة أبنائها وكافة أبناء الشعب الفلسطيني إلى quot;الكف والامتناع عن التدخين لما له من مضرة بالصحةquot;، على حد قولها. وبرر البيان الأسباب، وذلك: quot;نظرا للوضع الاقتصادي التي يمر به أبناء شعبنا والغلاء الذي طرا على أسعار الدخان في قطاع غزة نتيجة سياسة فرض الضرائب التي تمارس من قبل البعض في قطاع غزةquot;.

وأكدت حركة فتح في بيانها أنها ستقوم بتنظيم عدة فعاليات خلال الأسبوع من شانها أرشاد المواطنين وحثهم على ترك التدخين والابتعاد عنه حيث ستستمر هذه الحملة أسبوع كامل أي حتي تاريخ 27/10/2007.

وطالبت الحركة في منطقة الشهيد رسمي الطيبي كافة المناطق التابعة للإقليم إلى ضرورة الحذي بهذه المسيرة التي من شانها quot;التوفير عن أبناء شعبنا وحثهم على الابتعاد والإقلاع عن التدخين ومحاربة ظاهرة التدخين لما لها من أضرار صحية ومادية على أبناء شعبناquot;.

ويجد المدخنون من الطبقة الفقيرة والمتوسطة في القطاع أنفسهم أمام خيارين، أما أن يتركوا التدخين، أو أن يقوموا بشرائها ولو على حساب المستلزمات الأساسية من طعام ومشرب التي تحتاجها بيوتهم.

وبحسب إحصائيات غير رسمية ينفق الفلسطينيون ما يقارب 450 مليون دولار سنوياًً أي بمعدل 1.2 مليون دولار يوميا تقريبا، كما يستورد الفلسطينيون 80% من السجائر.

ويصل سعر علبة السجائر من أي نوع رديء ما يزيد عن 3 دولارات وأجودها يصل ما يقارب 10 دولارات، بينما وصل سعر علبة المعسل إلى ما يقارب 8 دولارات في بعض المناطق، علما بأن سعرها في جمهورية مصر المصدر الأكبر لسجائر قطاع غزة 2 جنيه مصري، والمعسل 3.5 جنيه مصري.

في غضون ذلك، عقب وزير الاقتصاد في الحكومة المقالة المهندس زياد الظاظا على سبب ارتفاع أسعار السجائر، قائلاً: quot;أن نجل الرئيس محمود عباس وأحمد قريع مسئول ملف المفاوضات وشركة القدس لتوريد السجائر، أوقفوا عملية توريد السجائر للقطاع، الأمر الذي رفع ثمنها لقلة العرض، على حد قوله.

وأشار الظاظا في حديث لصحيفة فلسطين المقربة من حركة حماس أن ارتفاع سعر مثل هذه السلع أمر طبيعي في عملية العرض والطلب، نافياً بشدة أن تكون حكومة هنية ووزارة الاقتصاد قد فرضت أي رسوم جمركية إضافية على السلع والمواد التموينية أو السجائر، موضحاً أن الحكومة قدمت كافة التسهيلات الممكنة للتجار لدخول جميع السلع والبضائع دون قيود.