أراني متفقا تماما مع مقالة الدكتور شاكر النابلسي في عدد إيلاف ليومي 20 و21 نوفمبر الحالي عن الدورين الإيراني والسوري في العراق، وأعاجيب الدبلوماسية والسياسة.
إن المغرض المنتفع، أو المنقطع عن واقع العراق والمنطقة، هما وحدهما يجهلان الدور التدميري والإرهابي لهذين النظامين، اللذين ما انفكا يصدران الإرهاب للعراق، ويسندان الإرهابيين بكل الطرق، في جرائمهم اليومية الشنيعة ضد العراقيات والعراقيين. أجل، المغرض المنتفع أو المنقطع تماما عن الوضع العراقي يمكن أن يجهلا تحالف كل من النظامين مع القاعدة ومع أعوان صدام في العراق، ودور إيران بالذات في نشر الطائفية والتوسع في الجنوب وفي مؤسسات السلطة.
ما اقترفه النظامان منذ سقوط صدام صارخ ومعلوم، والجرائم اليومية التي يقترفها الإرهابيون الصداميون والقاعديون والمليشيات الحزبية الطائفية تكاد توازي جرائم صدام لو أخذنا الأمور نسبية بحسب عدد السنين. أي لو ظلت هذه هي الحال عشر سنوات أخرى لتوازت هذه الجرائم اليومية مع جرائم النظام المنهار.
لقد كتب المثقفون العراقيون والعرب الموضوعيون الحريصون على مصالح البلد وشعبه مئات المقالات عن هذه الحقائق الدامية. ونشرت الصحافة الدولية مئات من التقارير والمعلومات الموثقة عن ذلك.
لكن ماذا نرى اليوم؟! المعلم في بغداد بوعوده الكاذبة وأحمدي نجاد يدعو لعقد مؤتمر ثلاثي فقط عن وضع العراق والعلاقات القائمة وكأنه ولي أمرنا وأمر المنطقة، ونرى مسارعة الحكومة العراقية للموافقة بترحاب، بعد أن أصبحت طهران محجُا سياسيا للحاكمين!
لقد برهنت القيادات العراقية الحاكمة منذ تحرير بغداد على تخبطها، وتجاهلها للمخاطر الحقيقية التي تحيق بالعراق، وانطلاقها من حسابات ضيقة، فئوية أو شخصية مصلحية، كما برهن بعضهم على كونه لا يمثل العراقيين بقدر تمثيله للمصالح والحسابات العدوانية لنظام ولاية الفقيه.
ماذا يمكن أن نكتب ونحن نرى تخبط القيادات الحاكمة، وسياساتها الفاشلة، التي بدلا من معالجة آلام شعبنا ولأم جراحه، التي تركها نظام الفاشية الساقط، تضيف خرابا بعد خراب وكوارث فوق كوارث؟! أجل هل تنفع الكتابة أم صارت بلا جدوى بعد أن هيمنت الطائفية والفئوية والمصالح الشخصية وتأصلت وتزداد تأصلا كل يوم؟!
أما عن المواقف الأمريكية من العراق والمنطقة بعد نجاح الديمقراطيين فله مجال آخر، وقد توقف لديه مقال الدكتور النابلسي: quot;بيكر والمُعلِّم يرقصان التانجو في بغدادquot;.
مسكين هذا العراق المستباح وبئس القيادات!