حوار مع عبدالله صالح

أحمد خضر من دبي: عرف الفنان الإماراتي عبدالله صالح بمواهبه المتعددة، فهو صاحب كلمة ونغم، وحركة وصوت، هو الممثل المسرحي والتلفزيوني والإذاعي، وهو الكاتب الغنائي والملحن والمؤدي، لذا يقع عليه الاختيار في العديد من الأدوار، وهو شخصية مؤثرة جداً في الحركة الفنية المحلية يمدها بالإبداع والتجديد.في هذا اللقاء تساءل فيه عبدالله صالح عن سر إهمال الدراما المحلية من قبل التلفزيون، رافضاً أن يكون الأمر محض صدفة، ويؤكد أن ذلك أصاب الفنان الإماراتي الذي تألق في مسلسلات خليجية وعربية بالإحباط، أما بخصوص الآلية الجديدة لأيام الشارقة المسرحية، فذكر أن هذا العرس الفني السنوي بحاجة دوماً إلى إعادة تقييم من أجل الوصول إلى الصيغة الأفضل للمحافظة على ديمومته واستمراره، موضحاً أن معظم الفرق المسرحية تبقى نائمة لا تعمل طيلة أيام السنة إلى أن تأتي مناسبة معينة مثل أيام الشارقة المسرحية لتحريك هذا السكون وإيقاظها من حالة السبات التي هي فيها، مضيفاً أنه يجب ألا تتوقف الفرق المسرحية عن أداء دورها، وألا تبقى رهينة للمواسم المسرحية ومعه يستمر الحوار.

* لماذا اختار مسرح دبي الشعبي ان يقدم مسرحية (السردال) في أيام الشارقة في الدورة الجديدة؟
ـ أحداث هذا العمل وقعت عام 1897، إبان الاحتلال الإنجليزي لمنطقة الخليج بما فيها الإمارات، وبسط نفوذ شركة الهند الشرقية، ومندوبهم التاجر الهندي شنكر، وهو السركال، وفكرة هذا العمل تقوم على هيمنة هؤلاء الآسيويين على الاقتصاد والسوق، وكأن التاريخ يكرر نفسه في الوقت الحاضر، العمل تأليف وإخراج أحمد الأنصاري، ويشارك في التمثيل نخبة كبيرة من الممثلين، منهم محمد سعيد، وأنا، وعادل إبراهيم، ومريم سلطان، وعبدالرحمن محمد، ومروان عبدالله، وفاطمة حسن، وسعيد عبدالعزيز وغيرهم.

* لماذا اختفت الوجوه المسرحية القديمة من العمل، هل هي إغراءات التلفزيون؟
ـ نعم هذه هي الإشكالية التي جعلت الفنانة الإماراتية تتواجد في الخارج، لكن نتمنى أن يكون هناك عملية توازن، لأننا بحاجة ملحة للعناصر النسائية، لكن أصبح لهن أجوراً معينة، وصار لديهن مطالب معينة لا يستطيع أن يلبيها المسرح.

* أين تقع الفرق المسرحية في الإمارات من الحصول على الجوائز أم تقديم الأعمال الجيدة؟
ـ لافرق بين تقديم الشيء الجيد والحصول على الجائزة التي تبقى أولاً وأخيراً رمزية ومكافأة للتميز والإبداع، لكن الظاهرة المزعجة هي عدم تنافس المسرحيين في الإمارات إلا إذا كان هناك مهرجان من أجل حصد الجوائز، وأنا أسأل لماذا لا تكون أيام السنة كلها بمثابة مهرجان مسرحي، أين هي الفرق المسرحية، إنها تجري وراء الجوائز وبريق الإعلام.

* على من تقع المسؤولية والبعض يعاني من عجز مالي مثلاً؟
ـ المسؤولية تقع على الفرق المسرحية ذاتها، ولا يوجد هناك أي تقصير من المسؤولين، الفنان الحقيقي هو الذي يبقى متواصلاً مع الناس في أعمال مستمرة، ويطور نفسه للوصول إلى حالة أرقى وأفضل، أما أن ينفذ عملاً كل سنة أو سنتين تحت حجج وذرائع واهية فإن هذا السلوك لا يليق بالفنان الذي نريده.

* كفنان معاصر للمسرح الإماراتي منذ دخلت التجربة عام 1978 ـ كيف ترى مسيرته؟
ـ المسرح في الإمارات يتطور بشكل ملحوظ، وأتمنى من الفرق المسرحية أن تواصل تقديم الأعمال الجيدة، كذلك أرجو من رجال الأعمال دعم الفرق المسرحية النشيطة.

* ماذا أفادتك تجربتك التلفزيونية كفنان؟
ـ تجربتي التلفزيونية جيدة، وخدمتني كثيراً، وأعتقد أن التواصل الفني بين التجارب المتعددة في المسرح والتلفزيون يعطي للفنان الإماراتي فرصة لإبراز نفسه.

* ما رأيك في العناصر الغنائية النسائية في الإمارات؟
ـ وصلت ظاهرة الأصوات النسائية في الإمارات إلى مرحلة متقدمة، حيث ظهرت بعض الأصوات الجيدة التي دخلت مرحة النضج في الصوت والأداء، وأصبح لهن قاعدة جماهيرية في منطقة الخليج والعالم العربي، وأنا شخصياً أحب الاستماع لأغانيهن.

* بعض الفنانين أو المتذوقين للغناء يرشحك كمطرب من الدرجة الأولى رغم تركيزك على التمثيل.. فما رأيك؟
ـ لقد اجتهدت في الغناء لكنني وجدت بعض شركات الإنتاج تستغل الفنانين دون أي عائد، لذا فإنني إذا أردت إصدار أشرطة من جيبي الخاص فإن العملية فيها صرف كبير، وأياً كان وضع الفنان فإنه لا يستطيع أن يتحمل وحده تكلفة الإنتاج والدعاية والإعلام للوصول إلى أبعد نقطة جماهيرية على المستوى المحلي والخليجي.

* كيف يقع الاختيار على الفنان عبدالله صالح في أداء العديد من الأدوار؟
ـ اسأل من يختارني، لكنني أرى أن الفنان الإماراتي مطالب بالعمل والتواجد في الساحة الفنية بقوة.

* أيهما تفضل الكتابة أم التلحين أم الإخراج أم التمثيل، فأنت من أصحاب السبع صنايع؟
ـ كلها جوانب يكمل بعضها بعضاً، فأنا فنان أتواصل مع الجمهور، بالفكرة أو الحركة أو الأغنية، أعشق الفن الذي أحرص على أن أقدمه أصيلاً متقناً كي يخدم المجتمع.

* ابنك الفنان مروان عبدالله صالح هل ورث الفن عن أبيه؟
ـ ربما تأثر بالبيئة الفنية التي عاش في كنفها، لكن لو لم يكن موهوباً، ولديه الاستعداد الفطري في حب الفن والتعلق به لما اتجه إلى هذا الاتجاه.

* بعض الفنانين يزعجهم النقد.. ماذا تقول في ذلك؟
ـ النقد يكون مقبولاً إذا كان بشكل عام يخدم العمل المطروح، وليس النقد بمعنى التجريح، لأن الفنان إنسان ناضج يهمه بالدرجة الأولى جودة العمل الذي يقدمه، وإذا وقع في أخطاء فلنعطه فرصة للتعلم منها وتصحيحها، أما تقييم الفنان وتفصيل المقاس الذي يناسبه من وجهة نظر النقاد فإننا نخوض في أمور لا تعنينا، فلنترك الفنان يقيم نفسه بنفسه ويتحسس هو المسائل التي تعنيه أو لا تعنيه.

* لماذا تبدو الفرصة نادرة للفنان المحلي في القنوات الفضائية؟
ـ بعض القنوات الفضائية تبحث عن النجم (البياع) الذي يسوق العمل، وكثيراً من الحيان يلجأون إلى الفنانين الخليجيين الذين يتكررون في كل المسلسلات، وحتى المؤسسات الإنتاجية التي علقت عليها آمال كبيرة لم تتح للفنان المحلي المساحة الكافية، كون هذه المؤسسات ربحية، وتبحث عن العمل الذي يشترى في القنوات، لذا كررت نفس أسلوب وسياسة القنوات الأخرى، بل إنها تدعي أن بعض التفزيونات تفرض عليها الأسماء الخليجية، وهو ما يصيبنا بالإحباط، لكن في الواقع هناك استثناءات فيما يخص القنوات الفضائية المحلية التي أعطت لنا مجالاً للظهور على الشاشة، والمشاركة في العديد من المسلسلات.