القوي الغربية مترددة في ليّ ذراع النظام السوري
عائلة الأسد المهدَّدَة نقطة قوته وضعفه


إقرأ أيضا
سورية تواجه امتحانًا صعبًا في مجلس الامن

روسيا محرجة في حرصها على سورية

الاردن يدعو سورية الى التعاون مع ميليس

واشنطن : أوردت صحيفة "واشنطن بوست" أن الرئيس السوري بشار الاسد وشقيقه ماهر الاسد وصهره آصف شوكت يمثلون القيادة المشتركة العليا لسورية التي تواجه أكبر أزماتها منذ عقود بعد صدور تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس . وأكدت أن هذه الدائرة العائلية هي مصدر قوة بشار الاسد، وربما تكون نقطة ضعفه أيضا، فاذا ثبت تورط احد افراد العائلة فإن هذه الفضيحة قد تطيح نظام "البعث" السوري بأكمله.
وأضافت أن اسمي ماهر وآصف وردا في تقرير ميليس رغم قول دبلوماسيين أن الأدلة على تورطهما ليست دامغة. ونقلت عن مثقف سوري قوله: " المسألة بالنسبة إلى النظام ان حماية احد اركانه هي حماية للنظام بأكمله" ، ناسبة إلى مراقبين كثر أن أي تغيير لا بد من أن يكون من داخل الدائرة الداخلية للنظام، وإذا لم تتكسر هذه الدائرة فيمكن دمشق أن تصمد أمام الأزمات القصيرة المدى، حتى ان لدى البعض سيناريو محتملا لخلاص سورية من حالة العزلة الراهنة. وطالما لم يتحرك اعضاء العائلة ضد بشار الاسد فإن من الصعب تخيل قيام انقلاب ناجح ضده.
ولاحظت الصحيفة أن اعتماد القيادة في سوريا على العائلة ليس بالأمر الغريب في الشرق الاوسط، لكن مقابلات مع محللين ودبلوماسيين ومعارضين سوريين رسمت صورة دائرة محكمة بدأت تضيق في السنوات الخمس الماضية بعدما تخلص الرئيس بشار الأسد من معظم مساعدي والده من الحرس القديم، وآخرهم وزير الداخلية غازي كنعان الذي قيل انه انتحر.
ويقال ان الانقسامات داخل النظام تتفاقم، لكنها نحيت جانبا بعد اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري واجبار القوات السورية على الانسحاب من لبنان . ويلقي بعض السوريين باللائمة على افراد دائرة الحكم الضئيلة العدد في اتخاذ العديد من القرارات الخاطئة والمتعلقة بلبنان والعراق ويرون أنها أدت إلى عزلة سورية.
ويعتمد بشار الاسد على قاعدة التأييد التي بناها والده الراحل داخل القطاع العام والجيش وحزب "البعث" وطبقة التجار الجدد من كبار المسؤولين. ويثير افتقار الرئيس إلى الخبرة والحزم تذمراً ، لكن قليلين يشكون في انه يسيطر على الوضع. وكان الأسد الاب قد عين ابناء الطائفة العلوية ولا سيما عائلته "الكليبية" في المناصب الرئيسية في الجيش وأجهزة الامن. ويقول محللون ان "ماهر الاسد الشقيق الأصغر للرئيس قليل الظهور في العلن، ويُقال أنه ذو نزعة عنيفة وعصبي المزاج، وان آصف شوكت كان أكبر المستفيدين من انتحار غازي كنعان بعدما تمكن من بناء شبكة نفوذ داخل الجيش وأجهزة الامن".
ويرى محللون غربيون ان عاملي الوقت والخشية من تصاعد العنف في الشرق الاوسط فيما الازمة العراقية مفتوحة على مصراعيها، يصبان في مصلحة سورية التي تتعرض لضغط دولي للتعاون مع لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري.
ويرى رئيس قسم الشرق الاوسط في المعهد البريطاني للعلاقات الدولية ان "موقف النظام السوري لا يتسم بالإحراج لأن خصومه يفتقرون الى استراتيجية واضحة، وأشك في ان يكثفوا ضغوطهم خشية زعزعة استقراره في غياب اي خيار بديل". ويضيف ان "الوقت يقف الى جانب سوريا والتوصل الى تفاهم دولي لفرض عقوبات عليها سيكون أمرا صعبا لأن هذه العقوبات سيكون لها على المدى البعيد تأثير مدمر على دول اخرى في المنطقة خصوصا لبنان، كما أن إنشاء محكمة خاصة او دولية وهي الهيئة الوحيدة التي في امكانها محاكمة متهمين سوريين قد يستغرق اشهرا وهذا يعني سنوات لإصدار حكم، والمنطقة لا تستطيع ان تحتمل على قول موسكو خلق مناطق توتر جديدة فيما الأزمة العراقية مفتوحة".
بدوره يرى باحث في معهد الدراسات السياسية في باريس ان "القوى الغربية تواجه معضلة وتتردد في ليّ ذراع سورية خشية زعزعة استقرار نظامها"، لكنه يبدي تحفظا، معتبرا ان "سوريا تفيد فقط من عامل الوقت، وهي ليست في منأى عن سيناريو يؤدي الى منح لجنة التحقيق الدولية صلاحيات تمتعت بها بعثات الامم المتحدة للتفتيش في العراق على حساب السيادة السورية".ويضيف ان "سوريا محاصرة بقرارين دوليين ( ١٥٩٥ و ١٥٥٩ ) يمكن ان يؤديا الى استخدام القوة بموجب القرار1566 المتعلق بمكافحة الارهاب.