مسؤولون حادثتهم إيلافيستنكرون الحادث
اغتيال الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني

إيلاف من بيروت: اغتيل الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي، في انفجار قنبلة زرعت في سيارته (من طراز مرسيدس) قرب منزله في منطقة وطى المصيطبة في العاصمة بيروت عند وقوع الانفجار في تمام الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي (السابعة غرينتش). مصادر فضلت عدم الكشف عن هويتها ذكرت لوكالات الأنباء إن حاوي توفي على الفور في الانفجار. فيما أصيب سائق حاوي بجروح طفيفة نقل على إثرها الى المستشفى. وتمكنت عناصر الدفاع المدني ورجال الإطفاء والصليب الأحمر التي توجهت فورا الى مكان الانفجار من انتشال جثة حاوي ونقله الى احدى مستشفيات بيروت. اغتيال جورج حاوي يأتي بعد سلسلة من الانفجارات التي هزت العاصمة اللبنانية منذ شهر تشرين الأول(أكتوبر) من العام الماضي مع محاولة اغتيال النائب مروان حمادة. ثم في الرابع عشر من شباط اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، وثم اغتيال الصحافي اللبناني في صحيفة النهار، سمير قصير في الثاني من الشهر الجاري. أول تعليق اتى من رئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي الذي استنكر عملية الاغتيال، فيما النائب بطرس حرب استنكر واستهجن اغتيال الشخصيات السياسية في لبنان.

يا انصار العقل اتحدوا
وكان الراحل جورج حاوي هو الذي اطلق شعار (يا أنصار العقل اتحدوا...) وذلك في معرض كثير من حواراته واطروحاته السياسية الجدلية، حيث كان يتحدث عن ضرورة (إعادة الاعتبار إلى العقل في عالمنا العربي) مؤكداً ضرورة الحوار بين مختلف التيارات، لإنجاز ثورة تغييرية داخل كل منها، ثورة (في الفكر القومي تخرجه من متاهات شعارات القرن التاسع عشر إلى رحاب القرن الحادي والعشرين... وثورة في الفكر الديني تطول المفاهيم والممارسات ومنظومة القيم التي ألصقت بالإسلام فشوّهت حقيقة رسالته وجعلته قابلاً لشتى الاتهامات الظالمة... وثورة في الفكر الليبرالي توقف اتكال أصحابه على نقل تجربة الغرب حرفياً دون أخذ ظروفنا بعين الاعتبار...).

عنصر من قوى الدفاع المدني تستكشف معالم السيارة التي ادى تفجيرها
لاسلكيا الى مقتل حاوي بعد 19 يوما من اغتيال الصحافي سمير قصير
استنكارات بالجملة

الرئيس لحود:
وصف رئيس الجمهورية اللبناني العماد اميل لحود جريمة اغتيال الامين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي، بأنها "حلقة جديدة في مسلسل المؤامرة التي تستهدف لبنان الواحد منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في شباط الماضي وحتى اليوم". وقال لحود:"في كل مرة يخطو لبنان خطوات متقدمة نحو استعادة عافيته واستقراره وأمنه، تأبى يد الشر المتربصة بالوطن الا ان تنغص على اللبنانيين عيشهم وهناءهم ، وها هي تستهدف اليوم مناضلا وطنيا يشهد له تاريخه السياسي والحزبي دفاعه الدائم عن القضايا العربية العادلة، وكفاحه المستمر من اجل السيادة والديموقراطية والعدالة والمساواة، والذين استهدفوه اليوم انما ارادوا اسكات ما يمثله جورج حاوي من مبادئ فكرية وسياسية ميزت مواقفه ومسيرة حياته".

وتساءل الرئيس لحود:"هل مصادفة ان تقع هذه الجريمة اليوم، بعد ساعات قليلة من انتهاء الانتخابات النيابية وما تميزت به من ديموقراطية شهد لها العالم، مما أعاد الثقة بلبنان بشعبه وبقدرته على النهوض من جديد واطلاق مسيرة العيش المشترك والديموقراطية وترسيخ السلام والازدهار؟ وكأن المتآمرين على هذا الوطن لا يريدون ان يستعيد لبنان حضوره المميز في المحافل الاقليمية والدولية، ويمعنون في ضرب ما يمثله هذا البلد من قيم حضارية وانسانية".

وأكد الرئيس لحود "ان كل امكانات الدولة ستنصب في الوقت الراهن، على محاولة الكشف عن الاصابع المدبرة والمنفذة لهذا النوع من الاجرام، لانه من غير المسموح العبث بمقومات هذا البلد، في وقت يشعر فيه اللبنانيون بالأمل بامكان تحقيق التغيير والاصلاح والتطور في المؤسسات اللبنانية، وفي

الياس عطالله متاثرا على رفيق دربه

الاوضاع الاقتصادية والشؤون الحياتية". وختم رئيس الجمهورية قائلا:"ان لبنان الذي سيبقى اقوى من المؤامرة على استعداد تام لمواصلة تعاونه الدولي في سبيل الكشف عن اليد الحقيقية للاجرام التي تعبث بأمنه وسلامته".

جنبلاط
من جهته استنكر النائب وليد جنبلاط اغتيال الامين العام السابق للحزب الشيوعي جورج حاوي، مشيرا الى "ان مسلسل الاغتيالات مستمر لخلق مناخ من عدم الاستقرار والفوضى في البلد، واجهاض نتائج الظاهرة التي انتصرت فيها المعارضة الوطنية العريضة، المعارضة من اجل لبنان جديد خارج النظام الامني ومع العيش المشترك".

ردا على سؤال، قال:"جورج حاوي من القادة الوطنيين الكبار في الحزب الشيوعي فتاريخه نضالي في حركة التحرر العربي، في التلاحم الوطني اللبناني الفلسطيني، وهو من رفاق كمال جنبلاط". واضاف:"اما المستفيدون من عملية الاغتيال، فهم الذين لا يريدون ان يكتسب لبنان سيادته واستقلاله واستقراره، بل يريدون ان تعم فيه الفوضى، كما يريدون ضرب منجزات المعارضة التي بدأت في الاساس في قرنة شهوان، البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الحزب التقدمي الاشتراكي واخيرا المعارضة التي اوصلت لبنان الى هذا الانجاز الانتخابي".

وتابع:سبق وذكرت انه لا نستطيع ان نحصن الانجاز الديموقراطي او الانتخابي اذا لم نستلم كل مفاصل الحكم، من اجل التحكم بالاجهزة الامنية، فاما يكون الانقلاب كاملا او لا يكون، فلا بد من الامساك بكل مفاصل الامن والاقتصاص من كبار الذين عاثوا في الارض فسادا ثم تحصين البلد امنيا رويدا رويدا".

وعن دور لجنة التحقيق الدولية، قال:"لم نسمع حتى الان انه تم الاقتصاص من احد المسؤولين سواء اكان امنيا ام غير امني في البلاد التي كانوا يعيثون الفساد فيها، في العهد السابق او الحالي، فما نفع لجنة التحقيق الدولية والجرائم مستمرة". واضاف:"الاجهزة الامنية تملك فقط امكان السيطرة على الامن الداخلي في شكل نسبي، ولكن لا بد من اجراء تنظيف كامل هرمي بدءا من الامن العسكري وامن الدولة وصولا الى الحرس الجمهوري السائب دون حسيب او رقيب".

وعن موضوع اقالة رئيس الجمهورية العماد اميل لحود، قال:"نستطيع تنظيف الاجهزة دون اقالة رئيس الجمهورية، كي لا نخدش مشاعر البعض، اي بعض المراجع الروحية. ولا بد من حكومة فاعلة تمسك بالوضع السياسي والامني والا سيغتالوننا الواحد تلو الاخر".

الحص
أما رئيس الحكومة السابق سليم الحص فقال: "جريمة بشعة جديدة تضاف الى مسلسل الجرائم المنكرة التي تستهدف لبنان في أمنه واستقراره". "لقد سقط جورج حاوي صبيحة هذا اليوم شهيدا، وهو من الشخصيات اللبنانية البارزة، المعروف عنها عمق الالتزام بالقضايا الوطنية والقومية، لقد كان رحمه الله، داعية حوار وانفتاح في الأوقات العصيبة".

أضاف"ان عجر التحقيق عن كشف الجناة في اي جريمة من جرائم القتل التي شهدها لبنان منذ سنوات انما يشجع المجرمين على متابعة هذا المسلسل من الجرائم من غير وجل، هذا ما يفكر فيه كل مواطن في هذا البلد". "لقد انضم جورج حاوي الى كوكبة الشهداء الذين سقطوا فداء لبنان. رحمه الله وحمى الله لبنان".

حنين
النائب السابق صلاح حنين قال ل"إيلاف":ان سلسلة الارهاب مستمرة وقبل كل شيء علينا ان نحصن انفسنا والمجتمع اللبناني عبر تنقية النفوس والتنقية من كل الاجهزة الامنية التي يملكها كي تكون صادقة وتكون لبنانية وفاعلة ويجب ان نعيد احياء الديموقراطية كحجة وحيدة امام العدد التوتاليتاري الذي يستعمل هذه الادوات ونتمسك بتعزيز ديموقراطياتنا لمناعة المجتمع.والسؤال الذي يطرح ماذا تفعل لجنة التحقيق الدولية في لبنان هل هي شاهد زور؟

فتفت
بدوره قال النائب احمد فتفت (تيار المستقبل):"انها جريمة ارهابية جديدة نتيجة لانتشار الديموقراطية وتهدد الاسس الامنية للبنان ونحن كتيار المستقبل اخذنا مبادرة لوقف الاحتفالات الشعبية ونستدعي اليقظة لكل الناس وكلنا مستهدفون من اليوم وصاعدًا.

كنعان
النائب المنتخب ابراهيم كنعان قال:"نحن نستنكر هذا الامر بشدة ونطالب فورًا بعملية تحقيق جدية وهذه العملية ضمن مسلسل مستمر ويهدد كل الحياة السياسية وخاصة المغدور به لما يمثله من قيمة سياسية وعلى وزير الداخلية ان يتحرك ويبدأ التحقيق.

ولدى سؤاله من سيكون التالي وهل هناك خوف على الجنرال عون أجاب:"هناك تدابير امنية خاصة بامن الجنرال لكن لديه مبادرات خاصة مع الشعب قد تخيف والتدابير تعود له

باريس تدين "بشدة كبيرة"
ودانت فرنسا "بشدة كبيرة" اغتيال الامين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي اليوم الثلاثاء في بيروت.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية جان-باتيست ماتيي "ندين بشدة كبيرة اغتيال السيد جورج حاوي الامين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني هذا الصباح في بيروت". واضاف "اننا مقتنعون بان السلطات اللبنانية ستبذل ما في وسعها لكشف مرتكبي هذه الجريمة البربرية واحالتهم على القضاء".

وتابع ان "فرنسا تذكر بحرصها على سيادة لبنان واستقراره بعدما التزم المجتمع الدولي دعمه عبر قرارات مجلس الامن".

واعتبر الناطق باسم الخارجية ان "علينا الا نتكهن في شأن مرتكبي الاعتداءات"، وقال "نلاحظ انها تتزايد ونحن قلقون لاننا نحرص كثيرا على استقرار لبنان".

سورية تستنكر
كما استنكر وزير الاعلام مهدي دخل الله بشدة اغتيال جورج حاوي الامين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني بتفجير سيارته في بيروت اليوم الثلاثاء معتبرا انه يندرج في اطار "الاساءات المتكررة التي يقف وراءها اعداء لبنان".

ونقلت وكالة الانباء السورية (سانا) عن دخل الله ان "سورية يؤلمها تعرض الشخصيات اللبنانية لحوادث التفجير والاغتيال المدانة وتعرض امن لبنان واستقراره الى هذه الاساءات المتكررة التي يقف خلفها اعداء لبنان".

واكد وزير الاعلام السوري "حرص سورية الدائم على السلم الاهلي والامن والاستقرار في لبنان ودعوتها للشعب اللبناني الى تنظيم بيته الداخلي بالشكل الذي يراه مناسبا بدون اي تدخل خارجي".

واشاد بحاوي معتبرا انه كان "رجلا قاوم الاحتلال الاسرائيلي وناضل من اجل وحدة لبنان ووفاقه الوطني (...) ورجل حوار تربطه بسورية علاقات اخوية وتاريخية وبقي (كذلك) حتى مقتله".

وعبر وزير الاعلام السوري عن "العزاء لاهل الفقيد حاوي والحركة الوطنية اللبنانية والشعب اللبناني".

لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري تستدعي رئيس الحرس الجمهوري
على صعيد متصل استدعت لجنة التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري التابعة للامم المتحدة رئيس الحرس الجمهوري اللواء مصطفى حمدان ويجري استجوابه اليوم ، كما علم لدى الامم المتحدة.

وقال مصدر في مركز الاعلام التابع للامم المتحدة في بيروت ان اللجنة التي يرأسها المدعي الالماني ديتليف ميليس "امر بتفتيش مكتبه ومنزله وهذا ما حصل صباح اليوم، ويتم استجوابه حاليا".

وهو اول اعلان عن استجواب مسؤول لبناني من قبل اللجنة التي بدأت عملها في بيروت منذ 16 حزيران/يونيو.

وحمدان هو الوحيد بين ستة مسؤولين تتهمهم المعارضة المناهضة لسورية بالضلوع في اغتيال رفيق الحريري الذي لا يزال في منصبه.

وكان المسؤولون الخمسة الاخرون، اربعة من مسؤولي اجهزة الامن ومدعي عام الجمهورية عدنان عضوم قدموا استقالتهم او تم ابعادهم عن مناصبهم.

وقد اغتيل الحريري في 14 شباط/فبراير في اعتداء بالمتفجرات اوقع عشرين قتيلا بينهم النائب والوزير السابق باسل فليحان الذي قضى متاثرا بجروحه بعد فترة. وحملت المعارضة النظامين اللبناني والسوري مسؤولية عملية الاغتيال.


الحكومة تقدم استقالتها
على الصعيد السياسي قبل رئيس الجمهورية استقالة لحكومة التي قدمتها اليوم وفقا للنصوص الرسمية القاضية بتشكيل حكومة جديدة مع المجلس النيابي الجديد وصدر عن المديرية العامة لرئاسة الجمهورية بيانا جاء فيه: نظرا الى بدء ولاية مجلس النواب الجديد اعتبارا من يوم الثلثاء الواقع فيه 21/6/2005, اعرب فخامة رئيس الجمهورية عن شكره لدولة رئيس مجلس الوزراء والسادة الوزراء, وطلب فخامته من الحكومة الاستمرار في تصريف الاعمال ريثما تتشكل حكومة جديدة".

إقرأ ايضا

هكذا يتذكرون صديقهم جورج حاوي



جورج حاوي يقرأ ما بعد اغتيال الحريري

الاعتداءات التي شهدها لبنان منذ اغتيال الحريري
سمير قصير: حتى تبقى الجمهورية
اليسار الديموقراطي يطالب بملاحقة من هدد سمير قصير
الجار الله شاهد إغتيال الحريري