الناصرة وبيت لحم تبحثان عن بشارة الخلاص

اسقف كانتربري يدعو العالم الى اهتمام اكبر بالأراضي المقدسة

أسامة العيسة من بيت لحم: خيمت إجراءات الاحتلال الإسرائيلية على احتفالات مدينة بيت لحم، بعيد الميلاد التي بدأت اليوم وفقا للتقويم الغربي، رغم إعلان عمدة المدينة تحدي هذه الإجراءات التي تتمثل بالجدران المحيطة بالمدينة، والحواجز العسكرية وإغلاق الطريق الرئيس بين المدينة ومدينة القدس الذي يسلكه البطاركة الذين يقودون الاحتفالات الدينية في كنيسة المهد، وجددت شخصيات دينية وسياسية بهذه المناسبة دعوتها للوحدة الوطنية الفلسطينية.

ووصل إلى المدينة ظهر اليوم، البطريرك ميشيل صباح، بطريرك اللاتين في القدس والأراضي المحتلة، في موكب مهيب، كان في استقباله فرق الكشافة والخيالة، وسمحت قوات الجيش الإسرائيلي للموكب بالمرور عبر الحاجز العسكري الفاصل بين مدينتي بيت لحم والقدس والذي تحول إلى معبر حدودي محكم.

واحاط المنتظرون لصباح به، فور فتح البوابة الضخمة وخروجه منها، ودعا صباح في تصريحات أدلى بها للصحافيين إلى وقف الاقتتال الداخلي الفلسطيني، وقال quot;يجب أن يتوقف اقتتال الاخوة، وان يتوحدوا في مواجهة الاحتلال، ولا يكون ذلك بان يقتتلوا فيما بينهم، ويقتلوا بعضهم بعضا، لان هذا لا يضع نهاية للاحتلال، وانما يزيده عمراquot;.

واضاف quot;الوحدة هي التي تعيد الأرض والحرية، وتزيح الاحتلال وليس الاقتتال الذي يجب أن يتوقف لتتوجه كل الجهود نحو الاحتلالquot;.

وقال صباح بان رسالة الميلاد هذا العام للعالم تتلخص بكلمة واحدة هي السلام، داعيا أن يحل السلام على العالم وعلى فلسطين، وان ينعم به الفلسطينيون والإسرائيليون.

وندد صباح بالجدار الذي تبينه سلطات الاحتلال على الأراضي الفلسطينية، وقال بأنه على الإسرائيليين والفلسطينيين أن يعيشوا بدون جدران، مطالبا بحرية الحركة للفلسطينيين بين المناطق المختلفة وإزالة الحواجز العسكرية.

وشارك في استقبال صباح، المسؤولون المحليون وممثل عن محمود عباس (أبو مازن)، رئيس السلطة الفلسطينية الذي سيصل المدينة في وقت لاحق اليوم، ليشارك في قداس منتصف الليل الذي سيترأسه صباح ويبث مباشرة إلى جميع أنحاء العالم.

ودخل صباح إلى كنيسة المهد، يحف به رجال الدين بلباسهم الأبيض، وتقبل التهاني بالعيد وتراس احتفالات دينية، تمهيدا لقداس منتصف الليل.

وقدرت مصادر محلية وصول ما بين 8-10 الاف سائح وحاج للمشاركة في الاحتفالات، كثير منهم من الأراضي الفلسطينية وإسرائيل، التي سمحت لمواطنيها المسيحيين بالدخول إلى مدينة بيت لحم بدون تصاريح خاصة.

وتشارك وفود إيطالية وأسبانية وبريطانية في الاحتفالات، تضامنا مع الشعب الفلسطيني، وقال الدكتور فكتور بطارسة عمدة المدينة، انه تمكن من فك الحصار الذي تفرضه أميركا على البلدية خلال جولات له في الخارج.

وكانت الإدارة الأميركية قاطعت المجلس البلدي، بعد فوز حركة حماس في الانتخابات لتصبح الكتلة الأكبر في المجلس البلدي الذي يدير إحدى أهم المدن أهمية بالنسبة للمسيحيين.

وقال بطارسة، بان الإجراءات الإسرائيلية حولت بيت لحم إلى سجن كبير، إلا أنها ستتحدى هذه

الإجراءات وتحي العيد، واشار إلى أن نسبة البطالة في المدينة وصلت إلى 60%.

واعتب جودة مرقص وزير السياحة والآثار في الحكومة الفلسطينية، عيد الميلاد هذا العام بأنه يحمل عدة رسائل سلام إلى الفلسطينيين أنفسهم والى العالم، ودعا إلى ترسيخ الوحدة الوطنية، معتبرا أن تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية هي الحل الأمثل للخروج من الأزمة السياسية الحالية.

وقال مرقص، بأنه لا يوجد أمام الشعب الفلسطيني إلا الوحدة الوطنية، واحترام الرأي والرأي الآخر، وترسيخ ثقافة الحوار، حتى الوصول إلى اتفاقات بين جميع الفرقاء السياسيين.

واضاف مرقص quot;من المهم والواجب أن لا نتنازل عن الحوار والوصول إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم جميع الأطراف الفاعلةquot;.

وقال مرقص بأنه يوجه بمناسبة عيد الميلاد وعيد الأضحى رسالة إلى العالم quot;هي رسالة وحدة وسلام من الشعب الفلسطيني المناضل الذي يستحق الحياة والعيش في وطنه متمتعا بحقوقه الوطنية المشروعةquot;.

ودعا الدكتور مصطفى البرغوثي، النائب في المجلس التشريعي الذي وصل المدينة للمشاركة بالاحتفالات إلى ترسيخ الوحدة الوطنية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، قائلا بان كل يوم يمر بدون ذلك هو خسارة للشعب الفلسطيني.

وشهدت ساحة المهد احتفالات شعبية أحيتها فرق محلية وأخرى من أنحاء مختلفة من العالم مثل بولندا وإيطاليا وأسبانيا وستستمر طوال الليل.