لحود وعون تخليا عنه والحكومة لم تتبنّ عمليته
quot;حزب اللهquot; يخوض حرباً وسط عزلة في لبنان

صالح يدعو إلى قمة عربية طارئة في صنعاء أو في مقر الجامعة

البيان الحرفي للحكومة الاسرائيلية

الأمير تركي يحث واشنطن على التدخل لحل النزاع في الشرق الاوسط

حزب الله يقصف موقع اسرائيلي

حزب الله يغامر بلبنان

هنا لبنان أرض القتال

إيلي الحاج من بيروت: حتى الآن يبدو المسؤولون في quot;حزب اللهquot; غير مصدقين أن الحكومة الإسرائيلية ذاهبة إلى حرب حقيقية ضدهم، وهم يراهنون على أنها ستنتهي بين ساعة وأخرى من التعبير عن الغضب الشديد حيال العملية التي أدت حتى الآن إلى مقتل ثمانية جنود إسرائيليين وأسر اثنين، لتنتقل بعد ذلك إلى التفاوض لتبادل الأسرى ، رغم أنها أكدت رفضها أي عملية تبادل وطالبت لبنان الرسمي بتسليمها الأسيرين محملة حكومته المسؤولية. وألا يكون هذا الحزب مصدقاً أنه أشعل حرباً لا يعرف مداها ولا عواقبها يبعث على القلق الشديد.

والحق أنها حرب بكل المواصفات بدأت بتدمير الطيران الحربي الإسرائيلي حتى الآن نحو عشرة جسور مفصلية تربط بين مناطق جنوب لبنان والحشود العسكرية تتجمع وراء الحدود ترجمة لقرار الحكومة الإسرائيلية ضرب مواقع ل quot;حزب اللهquot; ومنشآت مدنية في لبنان للضغط على كل الأفرقاء من أجل تنفيذ القرار الدولي رقم 1559 الذي يفرض تخلي الحزب والتنظيمات الفلسطينية عن أسلحتها. وترددت معلومات مصدرها إسرائيل أنها قد تضرب مطار بيروت الدولي ومحطا بث الهاتف النقال وتوليد الكهرباء وربما محطات المياه. ولن تقبل بأقل من إبتعاد مسلحي الحزب عن الحدود.

وبدا quot;حزب اللهquot; معزولا داخلياً بعدما أعلنت الحكومة اللبنانية إثر جلسة ترأسها رئيس الجمهورية إميل لحود أنها لا تتبنى العملية التي نفذها الحزب من دون علمها وأنها لا تتحمل بالتالي مسؤولية ما جرى، ونددت في المقابل بالإعتداءات الإسرائيلية على لبنان. وكان لافتاً أن يوافق على هذا البيان الرئيس لحود حليف الحزب الشيعي المتشدد، في حين تحفظ عنه ممثلو الحزب في الحكومة.

وقررت الحكومة أيضاً إستدعاء السفير اللبناني في واشنطن فريد عبود لإدلائه بتصريحات لوسائل الإعلام اللبنانية تناقض مواقف حكومته، ومن دون الرجوع إليها، إذ قال أنها تؤيد العملية العسكرية التي قام بها quot;حزب اللهquot; صباح الأربعاء. ولم يعترض لحود على هذا الإجراء في حق سفير محسوب عليه.
كما لفت موقف لحليف الحزب الآخر الجنرال ميشال عون، إذ أعلن quot;التيار الوطني الحرquot; الذي يترأسه في بيان أن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اتصل به وناقش معه التطورات. وأبلغع عون أنه يؤيد الموقف الذي ستتخذه الحكومة، مما يعني أنه لم يؤيد حليفه quot;حزب اللهquot; الذي بدا أعزل من الغطاء السياسي- باستثناء قواعده الشيعية وأنصار حليفه النظام السوري- وذلك في ظل حملة انتقادات شديدة تعرض لها من أفرقاء قوى quot;14 آذار/مارسquot; المناهضة لسورية.

الرؤية من إسرائيل
وفي مجال محاولة تحديد الإتجاهات التي يمكن أن تتخذها الأحداث يفيد الإطلاع على مقال كتبه اليوم المعلق تسفي برئيل في صحيفةquot;هآرتسquot; وهو عن ضرورة توجيه ضربة مباشرة الى سورية quot;لكونها الطرف الاساسي الذي يحمي quot;حزب اللهquot; ويشجعه على القيام بعملياته ضد اسرائيلquot;.

وفي صحيفةquot; يديعوت احرونوتquot; دعا المسؤول السابق في المخابرات الاسرائيلية يوسي بن آري حكومة ديفيد أولمرت الى درس معمق لكل الامكانات و اختيار عملية من شأنها مفاجأة الخصم ،ولكنه عارض الانتقام من الحكومة اللبنانية ورأى توجيه الرد الى quot;حزب اللهquot; مباشرة.

وكتب:quot; من السهل لدولة اسرائيل ان تحدد الخصم وتحمله المسؤولية واعلنت انها ستجعل حكومة تدفع الثمن الباهظ لما حدث.وفي رأيي يشكل هذا خطأ ثلاثياً . أولاً، لا يشكل لبنان دولة ذات سيادة فعلاً وهي عاجزة عن تقليص موقع حزب الله،من هنا ضربها لن يؤدي الى اضعاف خطر الحزب في المستقبل. ثانياً، اي عملية توغل برية في جنوب لبنان على طراز عملية الليطاني وحرب سلامة الجليل ستعيدنا الى نقطة البداية من دون نتيجة. ثالثاً،ان اي عملية في العمق اللبناني في منطقة بيروت مثلاً لن تكون اكثر من عمل انتقامي،وضرب البنية التحتية المدنية من شأنه ان يسحب من اسرائيل الغطاء الشرعي الذي يمنحه اياه المجتمع الدولي اليوم quot;.

ويرى الكاتب أن quot;سلوك حسن نصر الله يبرر التفكير في تغيير السياسة المتبعة تجاه قيادة الحزب الذي يتمتع منذ هجمات الارجنتين بquot;حصانةquot;،ولكن هل هذه الحصانة صالحة الى الابد؟ في حال أردنا الدخول في مواجهة مباشرة مع حزب الله الأفضل الا يكون ذلك على الصعيد التكتيكي، أي مهاجمة المواقع والتحصينات، وانما على الصعيد الاستراتيجي، أي مهاجمة شبكة الصواريخ ارض-ارض التي تشكل خطراً استراتيجياً على اسرائي . ولا ينبغي ان تخرج سورية سالمة من القضية. بل يجب التفكير بضرب أهداف تابعة لها في لبنان في حال وجودها، وحان الاوان لإزالة العوائق ومعالجة موضوع قيادات quot;حماسquot; وquot;الجهاد الاسلاميquot; في دمشق. وقد يؤدي ذلك الى المخاطرة بحدوث مواجهة مع سورية، ولكن اذا كان الرئيس بشار الاسد قادراً على السير على حافة الهاوية حتى النهاية فلماذا تتوخى اسرائيل الحذر وهي الأقوى بدرجات.

الرد على لبنان و... سورية
من جهته توقع المحلل العسكري لصحيفة quot;يديعوت أحرونوتquot; والقناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي عوفِر شيلَح في حديث إلى quot;يونايتد برس إنترناشونالquot; أن يكون رد إسرائيل على عملية حزب الله سياسياً وعسكريا ضد لبنان ودبلوماسياً ضد سورية، مضيفاً أن تل أبيب سوف تقبل بالتفاوض وتبادل الأسرى في نهاية المطاف. ورأى أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة إيهود أولمرت أعادت الجيش الإسرائيلي إلى قطاع غزة وجنوب لبنان، وإن كان ذلك من خلال عمليات عسكرية محدودة. لكن الحكومة الإسرائيلية تعتبر أنها تدفع ثمن أخطاء ارتكبتها حكومات إسرائيلية سابقة.

وقارن شيلح بين خطف حزب الله للجنود الإسرائيليين الثلاثة في تشرين الأول/أكتوبر 2000، عندما لم تتوغل القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان، وبين خطف الجنديين الإسرائيليين صباح اليوم وتوغل القوات الإسرائيلية في الأراضي اللبنانية.

وقال إن الفارق بين عمليتي الخطف هو أنه في العام 2000 كانت قد بدأت الانتفاضة الفلسطينية الثانية لتوها وكانت التقديرات في حينه أنه quot; لا يمكننا فتح جبهة ثانية (إضافة للجبهة مع الفلسطينية) وكان الشعور أنه إذا تم فتح جبهة في لبنان فقد يقود ذلك إلى حرب إقليميةquot;.

لكنه أضاف أن quot;الوضع اليوم مختلف وإسرائيل تشعر بأن مسؤولية جزء كبير مما يحدث في غزة ملقاة على عاتق حزب الله وسورية ولديها شعور أيضا بأن تعاملاً عسكرياً في جنوب لبنان وسورية من شأنه أن يساعدها على حل مشاكلها في غزة ولذلك فإن استعداد إسرائيل لتنفيذ عمليات عسكرية في جنوب لبنان أكبر بكثير مما كان في العام 2000 quot;.

وشدد شليح على أن quot; إسرائيل تأمل من خلال ردودها العسكرية والدبلوماسية ضد سورية ولبنان أن تحل مشكلتها في قطاع غزة لأن أزمة الجندي الإسرائيلي المخطوف في غزة أصبحت الآن أزمة ثلاث جنود إسرائيليين مخطوفينquot;. وأشار إلى أن إسرائيل تعتبر سورية مسؤولة عما يحدث في جنوب لبنان من ناحية النشاط العسكري لحزب الله، وإن التقديرات في الدولة العبرية quot; لا تستبعد توجيه ضربات عسكرية لمنشآت مدنية في لبنان لجلب ثمن باهظ على هجوم حزب الله صباح اليوم quot;. وقدّر أن quot; تُجري إسرائيل، في نهاية المطاف، مفاوضات بوساطة طرف ثالث حول مبادلة الجنود الإسرائيليين الثلاثة بأسرى لبنانيين وفلسطينيين وعرب، وذلك على افتراض عدم تمكن الجيش الإسرائيلي من استعادة الجنديين اللذين خُطفا اليوم في غضون الأربع والعشرين ساعة القادمة quot;.
ورأى أن الجيش الإسرائيلي لن يتمكن من استعادة الجنديين quot; لأنه لو كان هناك قدرة لدى الاستخبارات الإسرائيلية على معرفة مكان احتجاز الجنديين لكان ذلك قد تم في الساعات الأولى بعد الهجوم وكلما مضى الوقت أصبح معرفة مكان احتجازهما أصعب quot;.

منجهة أخرى ، قال شيلح إنه quot; لا توجد خطة لدى إسرائيل للتوغل في الأراضي اللبنانية والبقاء فيها لوقت طويل لأن الجمهور الإسرائيلي سيتقبل ذلك بصورة سيئة للغاية. وفي القابل فإن العمليات ستكون من خلال توغل القوات الإسرائيلية لفترة محدودة جداً quot;. وتطرق شيلح إلى احتمال مقتل جنود إسرائيليين في عمليات توغل في جنوب لبنان، خصوصاً على أثر مقتل 7 اليوم لدى قصف حزب الله دبابة إسرائيلية توغلت لأمتار معدودة في جنوب لبنان. وقال في هذا السياق إنه quot; يتوجب أن ندرك أن الحساسية لدى الجمهور الإسرائيلي حيال مقتل جنود هي ليست أمراً مطلقاquot;. وأوضح أنه quot; في حال اعتبر الجمهور أن العملية العسكرية مبررة فإن بإمكانه امتصاص مقتل جنود وهذا أمر لا يفهمه قياديون في حزب الله وحماس، لأنهم يعتبرون إسرائيل مجتمعاً غربياً يحب الحياة ولذلك فإنه ليس مستعداً لسقوط جنود. لكن المجتمع الإسرائيلي، مثل كل المجتمعات،وعندما يرى مبررا لعملية عسكرية فإنه سيكون مستعداً لتقبل سقوط ضحايا quot;.