قتلوا الحريري فمن سيتدخل لدى أميركا لتوقف إسرائيل؟
هنا لبنان أرض القتال: وداعاً لوعد الصيف الجميل

الجيش الاسرائيلي يبدأ في تعبئة قوات الاحتياطي

هجوم جوي وبري اسرائيلي على الاراضي اللبنانية

الفلسطينيون يباركون عملية حزب الله

القسام تتوعد برد قاس ووفاة مسؤول في لجان المقاومة الشعبية
حماس تنفي إصابة قائد القسام في غارة وعباس يهدد بالاستقالة

سفن حربية حديثة من واشنطن لإسرائيل


مقتل 6 فلسطينيين في غارة إسرائيلية على غزة

إيلي الحاج من بيروت: ما سيلي ليس نبوءات ولا تكهنات حتى، بل ما هو واقع على الأرض: بعد وقت قليل تبدأ عملية عسكرية إسرائيلية ضخمة داخل الحدود اللبنانية بدليل الحشود العاجلة وراءها واستدعاء الإحتياط. لن تتجاوب حكومة إيهود أولمرت مع عرض حزب الله التفاوض على تبادل الأسرى لاسترداد الجنديين، خلافاً لما كان يحصل سابقاً، بل ستنتهزها فرصة سانحة لتدمير مواقع quot;حزب اللهquot; التي أقامها على طول quot;الخط الأزرقquot; الذي رسمته الأمم المتحدة بين البلدين وكذلك منصات إطلاق صواريخه . وسيطلق خليفة شارون وحدات جيشه لتدك الجسور والبنى التحتية في الجنوب وبيروت أيضاً بذريعة أن الحكومة اللبنانية تغطي quot;المقاومة الإسلاميةquot; ويجب إرغام هذه الحكومة على إرسال الجيش اللبناني ليتسلم وحده الحدود .

وستتحول المنطقة الأمنية سابقاً أرض قتال لأيام وربما أكثر على غرار ما هي الحال عند أطراف غزة اليوم ، وتنقطع الكهرباء عن العاصمة اللبنانية وربما المياه. وسيقصف حزب الله بصواريخه المواقع والمستوطنات الإسرائيلية إلى أقصى عمق ممكن.

ساعات وأيام قاسية على الطريق تنتظر البلد الصغير وشعبه ومن يصمد إلى النهاية في عملية عض الأصابع يكسب. على هذا يبني الحزب الشيعي المتشدد حساباته، فتضرب إسرائيل وتحاول قدر إمكانها أن توجع لتستعيد هيبتها والمعنويات لجنودها على الأقل. كل ذلك محسوب لدى المقاومة الإسلامية التي أخذت وقتها بالتأكيد في الإعداد لهذه العملية . وبالتأكيد يتوقع الحزب أن تتدخل الولايات المتحدة والأمم المتحدة بعد أن يبلغ التصعيد المتبادل ذروته للتهدئة والتوصل إلى تسوية موقتة من جديد على أساس تبادل الأسرى . أسيران إسرائيليان لقاء ثلاثة لبنانيين ومئات الفلسطينيين. تبادل إذا ما تحقق فسيعني تحقيق الحزب إنتصاراً هائلاً يخرس به الألسنة التي تطالبه بتسليم السلاح والأمرة إلى الدولة اللبنانية وسلطاتها.
الحزب عرف في السابق أن يدوزن خطواته ومخططاته ولم يرتكب quot;دعسة ناقصةquot; قاتلة. هذه نقطة وإن كانت تتضمن مخاطرة ومراهنة دموية، لمصلحة الحزب بلا ريب . ولكن الإحتمال المخيف في المقابل أن تكون إسرائيل تغيرت على ما بدا حتى الآن في تعاملها مع مشكلة خطف الجندي جلعاد شاليط في غزة .
ثم أن الرئيس رفيق الحريري الذي كان يتولى في مثل هذه الظروف لـ حزب الله دور صمام الأمان الذي يتدخل لدى الإدارة الأميركية والرئاسة الفرنسية والأمانة العامة للأمم المتحدة في الوقت المناسب لإرساء تسوية، quot;تفاهم نيسان/ إبريل 1996quot; على سبيل المثال، لم يعد موجودأً. قتلوه بمتفجرات زنة فوق الألف كيلوغرام ذات 14 شباط/فبراير 2005. أما نجله رئيس كتلة quot;المستقبلquot; النائب سعد الحريري فكان الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله طمأنه خلال لقائهما آخر الأسبوع الماضي ، إلى ان الوضع على الحدود اللبنانية الاسرائيلية سيظل هادئا، وقال له إنquot;حزب الله يتعامل مع الوضع انطلاقا من رؤيته لسير التطورات السياسية والعسكرية الجارية في الأراضي الفلسطينية المحتلة في ضوء تصاعد وتيرة الاعتداءات الاسرائيلية في غزة والضفة الغربية ، وإن الحزب يقدر دقة الوضع ويعمل جاهدا لإسقاط الذرائع التي يمكن ان تستغلها تل ابيب لتوسيع رقعة عدوانها خارج الأراضي الفلسطينية.
إلا أن الحريري لم يتوجه تلقائياً إلى مقر الأمانة العامة للحزب في حارة حريكبل نتيجةلإصرار على مساعي تهدئة وبحث عن حل تقوم بها أساساً المملكة العربية السعودية وكذلك مصر. في هذا الإطار زار الرياض قبل أيام رئيس quot;اللقاء الديمقراطيquot; وليد جنبلاط والتقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز كما زارها الحريري لاحقاً. وكانت الغاية أن يعطي جنبلاط بموافقه أو بصمته مساعي السعودية ومصر فرصة للنجاح على أن تبدأ الترجمة داخلياً في لبنان أولاً ، ومن ثم تمتد بين لبنان وسورية التي لا يستبعدها المحللون من دائرة الضربات الإنتقامية الإسرائيلية خصوصاً أن تل أبيب اعتبرت كلام رئيس المكتب السياسي لحركة quot;حماسquot; خالد مشعل إعلاناً للحرب عليها من دمشق.
لا شك أن الرياض والقاهرة في حال استياء اليوم ، ليس من حزب الله بل أيضاً من دمشق التي باتت واسطة عقد تحتضن غرفة العمليات المشتركة ما بين حماس والجهاد وحزب الله وبقية التنظيمات الإسلامية الفلسطينية واللبنانية المتحالفة مع إيران وسورية على السواء.
وهي مغامرة كبرى يقودها الرئيس الأسد الإبن إنطلاقاً من جنوب لبنان للعودة إلى لبنان ( كعنصر مقرر أقوى وليس عسكرياً) تماماً كما قاد الرئيس الأسد الأب الراحل بدءاً من quot;حرب الجبلquot; عام 1983 معركة العودة إلى بيروت وموقع القرار الأقوى فيها بعدما أخرجه منها أرييل شارون عام 1983.
والأهم إنها معركة عودة لبنان ساحة . سيسفك فيها دم غزير على وقع خلافات داخلية سيعلو صخبها في سرعة بين اللبنانيين، لكأنها المعركة الفاصلة في كل شيء.
ومن نافل القول أن شركات الطيران لا تلحق بدءاً من اليوم على طلبات إلغاء الحجوزات إلى بيروت، وكذلك إدارات الفنادق والمنتجعات والمجمعات السياحية وشركات تأجير السيارات وكل ما يتبع . فهذه تحصيل حاصل. ولا شيء يعلو صوت المعركة من هنا.
جملة أخيرة:
وداعاً موسم سياحة وعد بمليون ونصف مليون سائح وكان أشبه بحلم جميل . quot;خيرها بغيرهاquot;، يقول للتعزية مثل عامي لبناني عندما لا تصدق وعود تبعث على البهجة.