رفض مصافحة أولمرت واعتبر المؤتمر الفرصة الأخيرة
سعود الفيصل: فشل أنابوليس سيزكي الإرهاب

المغرب تشارك في أنابوليس وإيران تراهن على فشله

المعلم: الجولان أرض واضحة وغير قابلة للتفاوض

وزير إسرائيلي: انابوليس فرصة لإيجاد صلة مع العرب

أنابوليس: رهان على بداية المفاوضات النهائيًّة للسلام

بلقيس دارغوث من دبي: قبيل ساعات من مغادرته فرنسا إلى أنابوليس، قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في مقابلة صحافية إنه يتوجه إلى أنابوليس لدعم المبادرة العربية للسلام - أي الأرض مقابل السلام - في مؤتمر قد يشكل الفرصة الأخيرة لتحقيق السلام الفعلي في الشرق الأوسط محذرا من خطورة فشله وانعكاسات هذا الفشل على إسرائيل أولا. ورفض الأمير فيصل مصافحة أي من المسؤولين الإسرائيليين قبل تحقيق أي اتفاقيات، موضحا أنه يتوجه إلى أنابوليس لدعم جهود حقيقة نحو السلام بعد 60 عاما من الصراع، إن كانت تدل على شيء فعلى التطبيع الذي يرفض تحقيقه قبل تطبيق السلام.

وقال الأمير فيصل لمجلة التايمز الأميركية إن معالجة الملف الإيراني بالدبلوماسية هو السبيل الوحيد، لأن إشعال فتيل حرب جديدة في المنطقة وضد إيران سينعكس سلبا على المجتمع الدولي بأكمله. وشدد الأمير فيصل على أهمية الدور الأميركي في دعم اتفاقية السلام نظرا لتشعب الخلاف وتعدد الملفات التي تحتاج إلى وسيط يجمع التيارات الداعمة للسلام من قبل الطرفين.

وفي ما يلي نص المقابلة:

- هل انت متفائل بشأن مؤتمر أنابوليس؟
من اهم عوامل التفاؤل هو الاتجاه الذي تخطو إليه الولايات المتحدة الأميركية. السلام من دون المشاركة المباشرة للولايات المتحدة أمر مستحيل، ومعالجة قضايا الحدود والقدس واللاجئين من أهم هذه العوامل أيضا.

- هل كانت لديكم تحفظات بشأن حضور المؤتمر؟
نحن نخشى فشله، وتداعيات هذا الفشل. ونحن نترقب ونشدد على مصداقية الولايات المتحدة.

- هل تخشون على أنفسكم؟
نحن نعمل منذ مدة على استراتيجية لهذا السلام، وأقنعنا الجميع بأهمية هذه الاستراتيجية، وفي حال الفشل فإن الأطراف ستنصرف عن اتباع خطوات هذه الاستراتيجية بكل تأكيد، ما قد يؤدي إلى تزكية التطرف ما يعني مكانا خصبا للإرهابيين.

- هل انتم واثقون من قيادة إدارة الرئيس جورج بوش لعملية السلام؟
نحن لدينا كل الثقة، ونأمل أن يصيب ظننا. لن يتمكن الطرفان من التوصل إلى حل لوحدهما. وتجلى هذا بكل وضوح خلال الـ60 عاما الماضية والمفاوضات التي حصلت. وبمشاركة الأميركيين الفعلية، من المرجح أن تأخذ الأمور منحى إيجابيا، إن كان لدى الولايات المتحدة النية الحقيقية لوضع ثقلها بالكامل خلف مقترحاتها.


- هل حقق الرئيس محمود عباس وإيهود اولمرت شيئا خلال محادثاتهما؟
لا، وهذا من أكبر المعوقات، والكل يأمل في أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق يطبق فعليا على الأرض كالمستوطنات، الجدار الفاصل، وقضايا أخرى تسهل حياة الفلسطينين ومعاناتهم. كيف يمكن إجراء مفاوضات لإزالة الاحتلال وفي الوقت نفسه يسيطر الاسرائيليون على المزيد من الاراضي وبناء المستوطنات.. وهنا يتوجب دخول وسيط ليقول لا، لا يمكن أن يحصل هذا.

- هل تعتقد أن أولمرت صادق؟
لا بد لإسرائيل أن تتخذ قرارا. لقد أمضت الستين عاما الفائتة بالاعتماد على القوة، وما زالوا بعيدين كل البعد عن السلام، لقد آن الأوان كي يجربوا سياسة جديدة، سياسة تعتمد على القبول بالتعايش مع الفلسطينيين ومع الجوار. ونحن لا نريد اتفاقية فيرساي جديدة، لا نريد سلاما قد يؤدي إلى حروب مستقبلية.


- ما رأيك بأولمرت؟
لا أعرف الرجل.

- لقد تجاوب بشكل إيجابي مع المبادرة العربية ومشاركة السعودية في عملية السلام.
هل وافق على مبادئ المبادرة كليا؟ الانسحاب مقابل السلام الشامل؟ سيشكل هذا المؤتمر امتحانا له.

- هل ستحاول ان تتعرف إليه في المؤتمر، تصافحه وتدردش معه؟
لا، هذا ليس مسرحا. نحن ذاهبون بكل جدية نحو مفاوضات السلام. لسنا ذاهبين لننشر صورا لاناس يصافحون بعضهم بعضا. لا نريد ان نعطي انطباعات خاطئة للناس. اليد الممدودة لنا حتى الآن كانت قبضة.. بمجرد ما تُمد بهدف السلام سنصافحها بكل تأكيد.

- هل ستتجنب مصافحته اذا اقترب منك؟
لن اتواجد هناك لاستعرض مصافحات لا تعني شيئا. عندما تصافح احدا هذا يعني انكما اتفقتما على شيء ما. ونحن لم نتفق على اي شيء بعد. وبدلا من التصافح، من الأجدى أن نتجاوب بكل صدق مع المقترحات المطروحة على الطاولة.

- مصافحة يده قد ترسل إشارة للإسرائيليين أن هناك شريكا للسلام.
نحن هناك لمساندة محمود عباس، والسوريين واللبنانيين لاستعادة أراضيهم. نحن هناك بكل صدق وجدية إذا تحقق السلام، ولمتابعة ما تم عرضه في المبادرة العربية للسلام. هذا تطبيع، وهو يتم بعد السلام. ونحن لن نكون طرفا في مبادرات قد تفسر على أنها تطبيع قبل تحقيق السلام.

- ماذا سيكون دور السعوديين بعد مؤتمر أنابوليس؟
السعودية لا تبحث عن دور مميز لتلعبه، ونحن بالطبع لن نفاوض بدلا من الفلسطينيين او السوريين او اللبنانيين. ولكننا سنساعد بأي شكل من الأشكال يطلبه هؤلاء.

- هل من الممكن ان تزور القدس؟
لا، ليس قبل السلام. سنزور القدس المحررة.

- ما هو الوقت المنظور لتحقيق اتفاقية السلام؟
الوقت معروف: انتهاء ولاية الرئيس الأميركي جورج بوش.

- هل سيحصل فعلا؟
طبعا، كل رجل وامرأة في الشارع، وليس فقط السياسيين، يعرفون إلام ستؤول إليه الاتفاقية في نهاية المطاف. الأمر بحاجة فقط إلى دفع جدي لتحقيقها. استعادة أراضي 1967، عودة اللاجئين الفلسطينيين، وإعادة القدس الشرقية للأراضي الفلسطينية.

- واعتراف العرب بدولة إسرائيل؟
طبعا.

- هل هناك مرونة في المبادرة العربية للسلام؟
إنها معادلة سهلة: إسرائيل إما تريد السلام أو الأرض، لا يمكنها الحصول على الاثنين.

- والحدود؟
هذا أمر يعود للمفاوضين أنفسهم.

- وعلام ستحصل إسرائيل في المقابل؟
لقد أوضحنا سابقا أن السلام يعني أكثر من توقف العنف، يعني التطبيع. يعني فتح الحدود، يعني كل العناصر التي تمارسها الدول المتجاورة.

- هل تتصور سفارة إسرائيلية في الرياض؟ أو سفارة سعودية في إسرائيل؟
نأمل أن نتصور انسحابهم أولا، ومن ثم يلي التطبيع.

- أنتم تدافعون عن الوحدة بين حركتي فتح وحماس، ولكن كيف نتوقع سلاما وحركة حماس لا تعترف أصلا بإسرائيل؟
وهناك أيضا في الجانب الآخر أطراف إسرائيلية ترفض وجود الفلسطينيين وتطالب بدولة إسرائيلية، لدينا هذا الموقف من الجانبين. ولكن لدينا أشخاص عقلانيون يدعمون السلام وسيتمكنون من تحقيقه.

- في حال فشل مؤتمر أنابوليس، هل ستعاودون إحياء الموضوع بعد عدة سنوات من الآن؟
أنا أعتقد أن مؤتمر انابوليس نقطة تحول فعلية. الصراع المقبل سيكون خطرا جدا. ورأينا احتمالات قيام ذلك. وعلى إسرائيل أن تخشى فعليا من ذلك. لقد انكشفت بعض جوانب ضعفها في الحرب الأخيرة على لبنان، لن يتوانى البعض عن استغلالها في حال استؤنف العنف.

- إذا هذه هي الفرصة الأخيرة؟
أستطيع قول ذلك نعم. وإن لم تكن الفرصة الأخيرة فهي الحد الفاصل بين نهاية توجه معين وبداية توجه جديد في الشرق الأوسط، وتوجه مزعج، إن صح التعبير.

- هل تخوفكم من إيران هو خلف دعمكم عملية السلام؟
السلام مع اسرائيل له شروطه ولا علاقة له بالملف الإيراني. نريد تحقيق السلام مع إسرائيل على حدة. إيران جارة نأمل أن نتعايش معها بسلام واستقرار. الأمر بحاجة إلى جهود اثنين، يتوجب ان تكون لديهما الرغبة نفسها. الامتحان بالنسبة إلى ايران هو ما تفعله في العراق.

- هل يمكن حل الخلاف بشأن الملف النووي الإيراني دبلوماسيا أو هناك تخوفات من شن حرب أميركية على إيران؟
نحن لا نعتقد فقط أن الحل بالدبلوماسية بل نحن ندعم الأمور نحو هذا الاتجاه. ونأمل أن يتم تجنب الصراع. إن اي صراع في المنطقة سيكون كارثة للمجتمع الدولي تماما كما هو على دول المنطقة.

هل هناك بوادر إيجابية إزاء المصالحة العراقية؟
المصالحة بحاجة إلى حكومة تعالج كل الزوايا وتحرك كل الأطراف نحو المصالحة، وحتى الآن لا نرى أي بوادر حقيقية بهذا الاتجاه.