موسكو: علقت روسيا رسميًا مشاركتها في معاهدة الحد من القوات المسلحة التقليدية في أوروبا، وهي معاهدة تعهد بموجبها تكتلان من 22 دولة - حلف الناتو وحلف وارسو - في عام 1990 بتخفيض مخزونهما من الأسلحة التقليدية كالدبابات والمدرعات والمدافع والطائرات القتالية من أجل تحقيق التوازن في المعادلة الأمنية في أوروبا. وبالنسبة إلى روسيا أو بالأحرى الاتحاد السوفيتي فقد فرضت المعاهدة حظرًا على تكثيف الحشود العسكرية في وسط وغرب وجنوب البلاد، وكبلت حرية تنقل وحدات الجيش في شطرها الأوروبي.

ولأن أحد التكتلين - حلف وارسو - لم يعد له وجود فإن روسيا أصرت على تعديل المعاهدة، واتفقت أطرافها في عام 1999 على أن تستهدف القيود التي تفرضها المعاهدة تسليح الدول بعينها بدلاً من التكتلين (الحلفين). إلا أن الصيغة المعدلة تبنتها 4 دول فقط - روسيا وبيلوروسيا وكازاخستان وأوكرانيا - بينما لا تزال الدول الغربية ترفض المصادقة عليها. وإزاء ذلك لم تعد روسيا ترغب في تكبيل يديها من جانب واحد، وقررت أن تنسحب من المعاهدة بصورة مؤقتة إلى أن تتبنى جميع دول الناتو التي تزايد عددها في الفترة الأخيرة المعاهدة المعدلة.

وستعلق روسيا مشاركتها في المعاهدة اعتبارا من 13 كانون الأول/ديسمبر 2007 إذا ظل موقف حلف الناتو كما هو من دون تعديل. وبطبيعة الحال فإن روسيا لن تسارع في هذه الحالة إلى نشر المزيد من القوات ونصب المزيد من الأسلحة في غربها أو في جنوب وشمال شطرها الأوروبي، إلا أنها لن تعود تستأذن أو تخطر الناتو بتنقل وحدات جيشها في الأراضي الروسية.

وعبر المتحدث باسم حلف الناتو، جيمس اباتوراي، عن أسفه للقرار الروسي مشيرا إلى أن الحلف مستعد لمناقشة هذه المسألة مع وزير الخارجية الروسي في الاجتماع المقبل المقرر في 7 كانون الاول/ديسمبر لمجلس روسيا - الناتو.

ويرى المحلل السياسي والعسكري الروسي الكسندر خرامتشيخين أن دول الناتو تريد التمسك بالصيغة المعدلة للمعاهدة، لكنها لا تريد تقديم أي تنازلات لروسيا بالمصادقة عليها زاعمة أنه ينبغي على روسيا أولا أن تسحب قواتها وأسلحتها من جمهوريتين سوفيتيتين سابقتين هما جورجيا ومولدافيا.

وترى روسيا التي كانت قد سحبت قواتها من جورجيا أن مطلبا من هذا القبيل لا يمت بصلة إلى المصادقة على المعاهدة المعدلة.

وقال مصدر في مقر قيادة الناتو ببروكسل إنه يرى أن موسكو لا تريد تقديم أي تنازلات لشركائها كما كان الحال في زمن quot;اندريه غروميكوquot; (وزير خارجية الاتحاد السوفيتي).