علماء المسلمين تكذب وجود مجموعة quot;جند السماءquot;
سياسي عراقي يطرح نفسه بديلا للمالكي

الاكراد يبحثون مساهمتهم بانجاح خطة امن بغداد

طهران تحمل الولايات المتحدة مسؤولية انعدام الأمن في العراق

أسامة مهدي من لندن: يعلن عضو مجلس النواب العراقي عن قائمة الائتلاف الشيعي الموحد وزير الامن الوطني السابق قاسم داود الاسبوع المقبل عن كتلة سياسية جديدة برئاسته تضم اعضاء اخرين في المجلس في الوقت ذاته الذي يجري فيه اتصالات مع قوى وكتل سياسية طارحا نفسه بديلا من رئيس الوزراء نوري المالكي بذريعة فشله في تحقيق الامن .. بينما كذبت هيئة علماء المسلمين السنية وجود مجموعة quot;جند السماءquot; واشارت الى ان الامر يتعلق بمواجهة عشائر عربية لاتدين بالولاء للحكومة واتهمت القوات الاميركية باستخدام قنابل عنقودية خلال هذه المواجهة.

وابلغ مصدر عراقي مطلع quot;ايلافquot; اليوم ان داود سيعلن عن كتلته الجديدة التي اطلق عليها اسم quot;كتلة التضامن الوطنيquot; خلال مؤتمر صحافي يعقده في بغداد الاسبوع المقبل. واشار الى ان داود نجح في اقناع عدد من نواب الائتلاف وكتل اخرى بالانضمام الى كتلته الجديدة. واشار الى من بين هؤلاء الاعضاء محمد الحيدري القيادي في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية سابقا وجابر حبيب جابر عضو التيار الصدري سابقا وهو مستقل حاليا اضافة الى شذى الموسوي وحنين قدو واخرين.

الحكيم زعيم الائتلاف العراقي خلال اجتماع سابق مع قاسم داود
اضاف المصدر ان داود يجري اتصالات واسعة مع الكتل السياسية حاليا بدعم من فصيل اميركي داخل الادارة الاميركية من اجل شرح برنامج كتلته الجديدة التي يؤكد انها بعيدة عن التخندق الطائفي وتقدم مشروعا وطنيا شاملا . وقال ان داود بدأ يطرح نفسه خليفة للمالكي ضمن مخطط سيبدأ بالاعلان عن فشل رئيس الحكومة في ضرب فرق الموت الطائفية والميليشيات المسلحة وتحسين الخدمات الاساسية للمواطنين وضرورة تغييره .. وبما ان الائتلاف الشيعي له الاغلبية في البرلمان فانه سيتم الضغط من قادته لترشيح داود لرئاسة حكومة جديدة ضمن سيناريوات عدة تدرسها الادارة الاميركية كان اخرها تشكيل مجلس انقاذ وطني من عدد من كبار القادة العسكريين يقوم بحل مجلس النواب والاعداد لانتخابات عامة جديدة خلال عامين.

ومعروف ان قاسم داود دخل الى العراق بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003 وعين وزيرا للامن الوطني في اول حكومة عراقية انتقالية تسلمت السيادة من الحاكم الاميركي المدني السابق للعراق بول بريمر اواخر حزيران (يونيو) عام 2004 برئاسة اياد علاوي . لكن داود انشق عن علاوي وترشح ضمن قائمة الائتلاف الشيعي وفاز بمقعد في البرلمان الحالي . وكان اسم داود مطروحا الى جانب عادل عبد المهدي نائب الرئيس الحالي ونوري المالكي وعلي الاديب القيادي في حزب الدعوة الاسلامية لتولي رئاسة الحكومة التي شكلها المالكي في ما بعد.

وقاسم داود متخرج من احدى جامعات بريطانيا في حقل الصيدلة وكان يملك قبل عودته الى بغداد مخبرا للتحليلات الطبية ومذخرا للادوية في دولة الامارات العربية.

وقال الرئيس الأميركي جورج بوش امس إنه لا يشعر بأنه تم التخلي عنه من جانب أعضاء الحزب الجمهوري في الكونغرس بشأن استراتيجيته تجاه العراق واشار الى انه يأمل من المشرعين في أن يعطوا القوات الأميركية ما تحتاجه لانجاز المهمة. وأضاف بوش أنه سيحكم على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من خلال الأفعال مشيرا إلى أن الأخير بدأ الوفاء quot;بتعهداتهquot; غير أنه تحفظ عن التعبير بشكل مباشر عن ثقته به.

ومن جهته اعلن القائد الاعلى للقوات الاميركية في العراق انه من الممكن ضمان امن بغداد بعدد اقل من القوات الاميركية من تلك التي دعا بوش الى نشرها مدافعا بذلك عن موقفه المعارض لارسال مزيد من القوات رغم تصاعد اعمال العنف في العراق.

وقال الجنرال جورج كايسي انه اوصى بنشر لواءين اضافيين لضمان امن بغداد بدلا من خمسة الوية ضمن الاستراتيجية الجديدة التي اعلنها الرئيس بوش للعراق. واضاف كايسي امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ quot;لا اوافق على القول ان سياستنا فاشلةquot;. واضاف quot;اعتقد ان استراتيجية الرئيس الجديدة ستعزز سياستنا الحاليةquot;.

وبموجب خطة بوش الجديدة ستنشر خمسة ألوية قتالية وكتيبتان من مشاة البحرية يبلغ عديدها 21500 جندي ينضمون الى الجنود الاميركيين ال138 الفا المنتشرين حاليا في العراق، اساسا في بغداد في محاولة لوضع حد لدوامة العنف الطائفي.

وقدر مكتب الميزانية في الكونغرس بان حجم quot;الزيادةquot; يمكن ان يبلغ 48 الفا من القوات الاضافية مع اخذ وحدات الدعم القتالي والدعم اللوجستي في الاعتبار.

وتعليقا على توصيات كايسي بإرسال قوات اميركية اقل الى العراق، قال المتحدث باسم البيت الابيض توني سنو ان بوش تشاور مع كايسي لكنه quot;استنتج انه يفضل نشر خمسة الوية في بغداد واربعة الاف جندي من مشاة البحرية في محافظة الانبارquot;. واقر كايسي بان الوضع الامني في وسط العراق وخصوصا في بغداد سيئ. واضاف ان قوات الامن العراقية اثبتت انها عاجزة عن ضبط الامن في المناطق التي انسحبت منها القوات الاميركية في بغداد العام الماضي في اطار حملة سابقة لضمان الامن في المدينة.

واشار كيسي الى ان حكومة المالكي لم تلتزم سياسة تقضي باستهداف اي شخص يخالف القانون وعدم حصول تدخلات سياسية في عمل القوات الامنية.

هيئة علماء المسلمين السنية تنفي وجود quot;جند السماءquot;

علي الدباغ يعرض على الصحافيين ملصقات عن قائد جند السماء
شككت هيئة علماء المسلمين السنية في العراق في رواية الحكومة العراقية عن وجود مجموعة يطلق عليها quot;جند السماءquot; في مدينة النجف الجنوبية وانها كانت تخطط للسيطرة على المدينة . وقالت الهيئة في بيان لها اليوم ان معلومات موثقة تشير الى ان اعلان الحكومة عن وجود مجموعة تسمى جند السماء لها اهداف تخريبية لا اساس له من الصحة . واشارت الى ان الامر لايعدو كونه استهدافا لعشائر عربية لا تدين بالولاء للحكومة او للميليشيات التي تقف وراءها.

وطالبت الهيئة بلجنة تحقيق محايدة تتولاها جهات ذات ثقل دولي لمعرفة ملابسات سكب دم أبناء عشيرة عربية كبيرة ومعروفة في العراق هي الحواتمة .. وفي ما يلي نص البيان:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه. وبعد:

ففي الوقت الذي تضاربت فيه أنباء الحكومة الحالية نفسها عن تفاصيل ما جرى في ذكرى عاشوراء وهوية من استهدفتهم قواتها مدعومة بقوات الاحتلال الأميركي في مجزرة يعجز اللسان عن وصف دمويتها وفظاعتها تردد معلومات عن مصادر موثوقة بأن ما شخصته الحكومة - من وجود جماعة تسمي نفسها (جند السماء) لديها أهداف تخريبية - لا أساس له من الصحة, وأن الأمر لا يعدو أن يكون استهدافاً لعشائر عربية لا تدين بالولاء للحكومة الحالية ولا لمن يقف وراءها من قوى وميليشيات, فاستغلت مناسبة عاشوراء للتصفية السياسية والثأر والانتقام ثم خديعة قوات الاحتلال - كالعادة - بأن هؤلاء إرهابيون يريدون زعزعة الأمن والاستقرار.

إن الأنباء الواردة تؤكد أن العملية كانت بحجم الكارثة, فالقتلى يزيدون على هذا العدد المعلن، وبينهم نساء وأطفال وشيوخ طاعنون في السن، وأن قوات الاحتلال الأميركية استعملت قنابل عنقودية بسبب قيام ساسة متورطين في هذا الحدث الجلل بتهويل الأمر عليها.

إن كارثة بهذا الحجم لا تقبل فيها ادعاءات تصدر من ناطق باسم الحكومة أو محافظ لمدينة أو غيرهما من الذين اضطربوا في التصريحات وتناقضوا فيها إلى حدٍّ لفت أنظار وسائل الإعلام كلها، وهم في كل الأحوال يمثلون جهة واحدة. كما أن من الصعوبة بمكان التصديق بوجود جماعة تبني نفسها بهذا الشكل المزعوم - تنظيماً وتسليحاً وعلى صعيد مكان معروف - بعيداً عن أنظار قوات الاحتلال والحكومة والميليشيات التابعة لها!!.

إن هيئة علماء المسلمين تطالب بلجنة تحقيق محايدة تتولاها جهات ذات ثقل دولي؛ لأن الدم العراقي في عهد هذه الحكومة لم يعد له أي حصانة, وبالتالي فهي ليست محطّ ثقة لتصدق في تصريحاتها. وإن دماًً يسكب بهذه الغزارة من أبناء عشيرة عربية كبيرة ومعروفة في بلادنا هي الحواتمة لا يمكن التغطية عليه بتصريحات متناقضة من هنا وهناك.

وإننا نطالب كل أبناء العراق الغيارى الذين يعز عليهم سفك الدماء البريئة من كل الأطياف بأن يحذوا حذونا في هذه المطالبة, ولا يتركوا الحبل على غاربه. والله من وراء القصد.

الأمانة العامة

وكانت منطقة الزركة بالقرب من النجف شهدت عمليات عسكرية الأحد الماضي قالت السلطات العراقية إنها بدأت بناء على معلومات تفيد بأن مجموعة quot;جند السماءquot; تنوي القيام بعمليات مسلحة كانت تستهدف السيطرة على مدينة النجف وقتل علماء الدين فيها وجعلها منطلقا إلى بقية المدن العراقية وذلك بالتزامن مع الإحتفالات بذكرى عاشوراء.

وشنت قوات الأمن هجوما إستباقيا على أعضاء الجماعة وقتلت أكثر من 200 مسلح منهم كما أسرت واصابت حوالى 600 اخرين.

وقال مدير إعلام النجف إن الإدارة المدنية في المحافظة بدأت منذ صباح اليوم بدفن جثث العمليات العسكرية ضد أنصار الجماعة . وأوضح أن عدد الجثث يبلغ 263 جثة وهي لقتلى العملية العسكرية الأخيرة في منطقة الزركة في الكوفة قرب النجف يومي الأحد والإثنين الماضيين . وأضاف ان سلطات المحافظة قامت بتغسيلهم وتكفينهم وبدأت دفنهم في مقبرة مجهولي الهوية شمال مدينة النجف بعد أن تم تصوير الجثث وإعطاء كل منها رقما لسهولة الإستدلال عليهم عند مطالبة ذويهم بهمquot;.

وكان مصدر في مكتب المرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني قال في وقت سابق ان المرجع طلب من محافظ النجف أسعد سلطان أبو كلل خلال لقاء الأخيرمعه أن يقوم بدفن تلك الجثث في مقبرة النجف.