أين أسامة بن لادن الآن؟

دبي: مع تذكّر الأميركيين، والعالم من دون شكّ، الهجمات التي هزّت بلادهم في 11 سبتمبر/ أيلول 2001، بمناسبة حلول ذكراها السادسة، قرّر طبيب مسلم من أصل مصري، يعيش في الولايات المتحدة الردّ إلكترونيًا على زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، ولا سيما على quot;خطابهquot; الأخير إلى الأميركيين.

وفيما يعدّ قلبًا لمعادلة استخدام التكنولوجيا في تمرير رسائل المتشددين، بثّ الطبيب علي شحاتة، رسالة فيديو وجهها إلى الأميركيين والمسلمين في مختلف أنحاء العالم، ومن ضمنهم أسامة بن لادن نفسه - بحسب شحاتة - لمقارعة التبريرات التي تسوقها المنظمات المتشددة في تنفيذ مخططاتها.

ويقول شحاتة، في اتصال هاتفي مع CNN بالعربية، إنّ ما دفعه إلى نشر رسالته المصورة - التي يتمّ بثها أيضًا على موقعه على الانترنت- هو الشكوى المتزايدة من الكثير من الأوساط داخل الولايات المتحدة، وحتى خارجها من كون المسلمين أشخاصًا لا يقومون بما يكفي لمكافحة الإرهاب، ولا سيما عبر وسائل الإتصال الحديثة.

وأضاف: quot;بقدر ما تبدو وسائل الاتصال والتكنولوجيا ماضية في أن تكون سهلة الاستخدام وكثيرة الارتياد، فإنّ الشباب المسلم وغير المسلم يزداد اندفاعًا صوب مواقع الانترنت، وبالتالي يتعين علينا أن نفعل ما بوسعنا في هذا الصددquot;.

وفي رسالته المصورة، يقول علي شحاتة: quot;منذ ستّ سنوات ومشاعر العداء تتزايد وكذلك أعمال القتل... وكمسلم أميركي المولد، نشأ في هذه البلاد العظيمة بقيم الإسلام الأصيلة، لا أستطيع أن أستمر في البقاء صامتًا في الوقت الذي يفقد المزيد من الأشخاص أرواحهمquot;.

ويضيف: quot;أعرف أنّ الكثير من المساجد والمنظمات والدول الإسلامية ندّدت بكل الأعمال الإرهابية التي تلت 11 سبتمبر/ أيلول 2001، لكنني توصلت إلى مشكلة كبيرة، وهي أنّ الكثير من التنديدات، على صدقها كانت فضفاضة... حيث أنّ مشائخنا المحترمين وزعمائنا لم يتوصلوا إلى صيغة موحدة لمواجهة ما يقوم به الإرهابيون، سواء في بريطانيا أو إسرائيل أو العراق أو أفغانستان أو غيرهاquot;.

وقال شحاتة إنّه استشار العديد من شيوخ الدين وعلماء الإسلام قبل أن يقوم بنشر رسالته المصورة وما إحتوته. وقال إنه انتهز فرصة الذكرى السادسة للهجمات الدموية في الولايات المتحدة quot;حيث التركيز عال على كل ما يتعلق بها في الولايات المتحدة وغيرها من الدول، لأنشر ما أعتبره رسالة أخوية تناقض الكلام الفارغ الذي درج على نشره أسامة بن لادن والآخرينquot;.

وتتضمن الرسالة عرضًا لموقف شحاتة مما يجري في العالم، والعلاقة بين المسلمين وغيرهم، مستندًا في ذلك إلى آيات قرآنية وأحاديث نبوية وقصص عاشها صدر الإسلام، وآراء فقهية quot;تثبت أنّ الإسلام يحرّم قتل النفس... أي الانتحار والاستشهاد، مثلما يجري في العراق، وكذلك قتل النفس الأخرىquot;.

وأضاف: quot;لقد حاولت أن أظهر الصورة الحقيقية للإسلام، وليس الإسلام الذي يريد أسامة بن لادن أن يصادره لمصلحته... ويكفي أنّ المسلمين يقتلون المسلمين الآن في العراق بمعدل 40 إلى 50 شخصًا يوميًاquot;. وتابع يقول: quot;كمسلمين يتعين علينا العودة إلى التعاليم السمحاء لرسولنا الكريم للبحث عن السبل التي تكفل لنا التعامل مع مقتضيات العصرquot;.

وأكّد شحاتة على أنّه، وعلى خلاف بقية التنديدات الفضفاضة التي صدرت عن العديد من المنظمات الإسلامية، فقد حرص على التفصيل في عرض أدلة شرعية من الإسلام تؤكّد أنّ الإرهابيين quot;إنّما هم في واقع الأمر بصدد انتهاك تعاليم الإسلام في حربهم على الولايات المتحدة والغربquot;.

ودعا شحاتة في رسالته المسلمين في كل أنحاء الأرض، إلى مزيد من المعارضة quot;القويةquot; لتنظيرات الإرهابيين وأفعالهم، وذلك من خلال إطلاق جهد تربوي معاكس يستهدف حماية الناشئة المسلمة من الالتحاق بصفوفهم.

وردًّا على سؤال يتعلق بمخاوفه من أن يكون هدفًا لمتشددين، قال شحاتة quot;أعلم ذلك... وحذّرني الكثير من الشيوخ من ذلك... ولكنّي حرصت على أن يكون لي رأيي فيما يحدث... وقد أصدعت برأيي وفق تربية الإسلام وبكل أخوة ومحبةquot;.

وأختتم حديثه قائلاً: quot;وأتمنى من الله أن يهدي هؤلاء إلى العودة عن أعمالهم والتوبة تمامًا، مثلما يحفل تاريخنا الإسلامي بالكثير من الذين خالفوا تعاليمه ثمّ تابواquot;.