استبعاد قيامها بوساطة بين دمشق والرياض
قطر تتحرك للتهيئة لقمة الدوحة
تاج الدين عبد الحق من أبو ظبي:
قالت مصادر خليجية مطلعة ان الدافع الحقيقي للزيارة التي قام بها امير دولة قطر للسعودية أمس هو ( تبريد اجواء التوترات ) في علاقات البلدين توطئة للقمة الخليجية
المقبلة المقرر ان تعقد في الدوحة في الاسبوع الاول من ديسمبر المقبل . وقالت هذه المصادر انه رغم المسافة التي تفصلنا عن قمة مجلس التعاون فأن الدوحة بدأت مبكرا سلسلة من المبادرات السياسية التي توفر مناخا يسمح بعقد القمة الخليجية في اجواء احتفالية ( لايتحفظ على المشاركة بها ايا من قادة دول التعاون و تتناسب مع تطلعات القيادة القطرية في تقديم صورتها الجديدة كأحد نمور التنمية الخليجية).
ووصفت المصادر الخليجية ما يقال عن وساطة قطرية بين دمشق والرياض بأنه غير دقيق . وقالت هذه المصادر ان قطر ليست افضل وسيط يمكن ان تستمع له السعودية في موضوع التوتر بينها وبين دمشق . وان سوريا كان يمكن لها ان توسط دولة الامارات العربية المتحدة التي كان رئيسها الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان في ضيافتهم قبل اقل من شهرين . فضلا عن ان ولي العهد السعودي الامير سلطان بن عبد العزيز زار دولة الامارات بعد ذلك وكان يمكن ان تطرح هذه المسألة لو كانت هناك اجواء وساطة بالفعل .
وقالت المصادر ان نجاح اي وساطة بين دمشق والرياض يرتبط ارتباطا وثيقا بتداعيات الوضع في لبنان الذي تتقاطع فيه رؤى السعودية وسوريا ازاء الحل للازمة الدستورية الحالية هناك . ومن هذا الباب --- كما يقول المصدر الخليجي-- ( فأن الوساطة القطرية حتى لوصحت تصبح غير ذات معنى لان الوضع في لبنان لايزال معقدا ولا توجد قواسم مشتركة بين الرؤية السورية والسعودية وبالتالي فأن اي مصالحة في هذا الوقت بين البلدين ستجير لصالح طرف لبناني ضد طرف آخر وبالتحديد ضد قوى 14 آذار وهو دور لايمكن للسعودية ان تلعبه ) .
الملك عبد اللهيجتمع بامير قطر
و اوضحت المصادر الخليجية أنه حتى لوصح ما يقال بان امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني نقل رسالة من القيادة السورية الى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ، فأن مثل هذه الرسالة هي من قبيل ( ذر الرماد في العيون ) وأن الدافع الحقيقي للزيارة هو دافع قطري بالاساس ، ويهدف الى تعديل الصورة النمطية للسياسة القطرية باعتبارها مصدر شغب في المنطقة الى صورة الدولة القادرة على احتضان قمة خليجية تستقطب الجميع ولا يتخلف عن حضورها أحد . وتذكر المصادر الخليجية ان قمم التعاون التي عقدت في الدوحة كانت تتزامن مع توترات بين قطر من جهة ودول خليجية اخرى فمرة كان هناك توتر بينها وبين الامارات ومرة كان لها خلاف مع البحرين وثالثة كان خلافها يتجدد مع الرياض .
وقالت المصادر ان زيارة امير قطر لجدة هي في الواقع استكمال للزيارة التي قام بها رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني للرياض قبل حوالي شهرين والذي فاجأ الاوساط الخليجية لكنها لم تكن كافية للقول بأن العلاقات السعودية القطرية تجاوزت متاعبها ومشكلااتها المعلنة وغير المعلنة.
ولم تستبعد المصادر الخليجية ان يكون الحديث عن وساطة قطرية بين دمشق والرياض قد لاقى هوى في نفس القيادة السورية المتلهفة لفتح صفحة مع الرياض ، في اطار سعيها للخروج من الضغوط التي تواجهها بسبب الوضع في لبنان ، والخروج من عزلتها العربية والدولية والتي قد تبعدها عن المشاركة في مؤتمر الخريف الذي دعا اليه الرئيس الامريكي بوش في الخريف المقبل . وقالت هذه المصادر ان سوريا دأبت على تسريب انباء الوساطات والتصريحات الاعلامية بهذا الشأن التي تهدف للتأكيد على دورها المحوري في التطورات المختلفة التي تشهدها المنطقة .
وتشير المصادر الخليجية الى الخبر الذي تم تسريبه بشأن زيارة سرية لزعيم خليجي لدمشق يوم الجمعة الماضي باعتباره مثلا للتسريبات التي تطلقها دمشق وتهدف لاستثمار اي حركة دبلوماسية في المنطقة لخدمة موقفها السياسي.