واشنطن : تتوجه وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى لندن هذا الاسبوع لترسيخ التعاون مع البريطانيين حول افغانستان وبالتالي تشجيع الحلفاء الاوروبيين الاخرين الاكثر ترددا على ارسال تعزيزات لمكافحة طالبان.

وخلال هذه الزيارة القصيرة الى بريطانيا ستلتقي وزيرة الخارجية الاميركية الاربعاء رئيس الوزراء غوردن براون ونظيرها ديفيد ميليباند بحسب وزارة الخارجية.

وبريطانيا تعتبر حليفا ثابتا للولايات المتحدة وقد وجهت بدورها دعوات على غرار الاميركيين لارسال مزيد من الوحدات القتالية الى جنوب افغانستان لمحاربة طالبان.

وتدخل هذه الزيارة في اطار حملة دبلوماسية مكثفة تقوم بها ادارة لبرئيس جورج بوش لدى حلفائها في حلف شمال الاطلسي للتحذير من ان الانتصار على طالبان ليس مضمونا وان افغانستان قد تصبح مجددا quot;دولة متداعيةquot; بعد اكثر من ست سنوات على الاطاحة بنظام طالبان من قبل تحالف بقيادة الولايات المتحدة في نهاية 2001.

والمخاطر تبقى مرتفعة لان الحركة الاصولية الاسلامية بدات تتخذ من باكستان المجاورة حليفة الولايات المتحدة هدفا لها بحسب مسؤولين اميركيين.

وقالت رايس عند الاعلان عن زيارتها الاسبوع الماضي ان quot;حلف شمال الاطلسي يبحث عما يمكنه القيام به بشكل اضافي لمواجهة طالبان لافساح المجال امام الافغان للعيش بامان وانجاز اعادة الاعمارquot;.

ورفضت دعوة الاوروبيين علنا الى نشر قوات في جنوب البلاد لكن الناطق باسمها شون ماكورماك حذر الاثنين من ان الولايات المتحدة ستكون صريحة حول هذه المسالة التي تعتبرها اساسية من اجل نجاح المهمة في افغانستان.

وقال للصحافيين quot;سنتحدث بطريقة مباشرة حول ضرورة ان يقوم حلف شمال الاطلسي كمنظومة بنشر مزيد من القوات وتعزيز القدرات القتاليةquot;. وبين مواضيع البحث الاخرى خلال هذه الزيارة، اشار ماكورماك الى العلاقات بين جانبي الاطلسي وكذلك ملفات ايران والعراق وكوسوفو.

واشادت الولايات المتحدة علنا ببريطانيا وكندا وهولندا والدنمارك وكذلك استراليا التي لا تنتمي الى الحلف الاطلسي، لقيامها بالمهمات الاخطر في افغانستان. ولم تخف رغبتها في رؤية دول اوروبية كبرى مثل المانيا وفرنسا تنشر وحدات مقاتلة في جنوب افغانستان.

وتحفظت باريس في ردها مشددة على ضرورة وجود استراتيجية quot;شاملةquot; في افغانستان تتجاوز الجانب العسكري. لكن المانيا رفضت ذلك رفضا قاطعا مذكرة بتفويض مهمتها الذي يستثني تدخلا في الجنوب الا في ظروف استثنائية ومحدودة زمنيا.

وينتشر حوالى 7700 جندي بريطانيا حاليا في افغانستان، غالبيتهم في ولاية هلمند بجنوب البلاد. وجدد براون في كانون الاول/ديسمبر التزام لندن في هذا البلد.

وعبر مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون آسيا الوسطى ريتشارد باوتشر في الاونة الاخيرة عن مخاوف من رؤية المجموعة الدولية تتخلى عن افغانستان لان نجاح عمليات مكافحة التمرد في هذا البلد quot;غير مضمونquot;.

وفي تقريرين نشرا في الوقت نفسه الاسبوع الماضي في واشنطن، حذر خبراء من ان افغانستان قد تصبح مجددا دولة quot;متداعيةquot; في حال عدم اتخاذ اجراءات عاجلة لتحسين الامن واستئناف جهود اعادة الاعمار وحسن الادارة.

من جهة اخرى، أفادت معلومات أذاعتها السلطات الأفغانية أن بريطانيا خططت لإقامة معسكر لتدريب ألفي شخص من المنتسبين السابقين إلى قوات طالبان في محافظة هلمند الأفغانية. وكان من المفروض أن يستخدم هؤلاء لحماية السكان المحليين من رفاقهم السابقين.

وضبطت هذه المعلومات بحوزة أحد الجنرالات الأفغان السابقين الذي كان يرافق الايرلندي مايكل سامبل، نائب رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في أفغانستان، والبريطاني ميرفين باترسون، مستشار بعثة الأمم المتحدة، أثناء جولتهما في محافظة هلمند في شهر ديسمبر الماضي. واعتقلت السلطات الأفغانية الجنرال الأفغاني السابق وطردت الدبلوماسيين الأجنبيين من البلاد. ذلك أن الخطة البريطانية لم ترق للزعيم الأفغاني حامد كرزاي الذي اعتبر نشاط البريطانيين المحموم بمثابة التدخل في الشؤون الداخلية. واعترض الرئيس الأفغاني على تعيين اللورد بيدي اشداون، وهو سياسي بريطاني معروف، رئيسا لبعثة الأمم المتحدة في أفغانستان، ثم ألقى مسؤولية تدهور الوضع في محافظة هلمند على القيادة البريطانية.

وكانت إحدى مدن هذه المحافظة - موسى قلعة - شهدت تجربة بريطانية فاشلة هدفت إلى تحقيق المصالحة مع طالبان في العام الماضي. وكانت النتيجة أن هذه المدينة تحولت إلى معقل آخر لقوات طالبان.