رانيا تادرس من البتراء، وكالات: قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أن الفلسطينيين quot;لن يقبلوا وطنا بديلا لوطنهم فلسطينquot;، داعيا إسرائيل إلى أن تعي هذه الحقيقة وتسلم بالوجود الفلسطيني وبحتمية التعايش معهم. وقال الملك عبد الله في مقابلة مع صحيفة السفير اللبنانية نشرت وسائل الاعلام الاردنية نصها ان quot;الفلسطينيين لن يقبلوا بديلا لوطنهم فلسطينquot;. واضاف quot;على اسرائيل ان تعي هذه الحقيقة وتسلم بالوجود الفلسطيني وبحتمية التعايش بين الفلسطينيين والاسرائيليينquot;.

واوضح العاهل الاردني quot;تعايشنا مع الصراع العربي الاسرائيلي على مدى نصف قرن ودافعنا عن حقوق الاردنيين والفلسطينيين، وسنبقى راسخين في مكاننا مؤمنين بعدالة قضيتنا وبحق الشعب الفلسطيني في دولة وهوية فلسطينية مستقلة على ارض فلسطينquot;.

وتأتي تصريحات الملك عبد الله بينما يزداد الحديث عن سيناريوهات عدة يتعلقها بضم جزء من اراضي الضفة الغربية الى الاردن. وكانت الضفة الغربية تابعة للاردن من 1950 حتى احتلالها من قبل اسرائيل في 1967. وتابع الملك عبد الله quot;تعودنا على مثل هذه التسريبات الاعلامية والتحليلات السياسية ولانخشى على مستقبل الاردن ونحن متفائلون بأن الاردن الذي جابه تحديات عديدة سيمضي لتحقيق مستقبل افضل quot;. وخلص الى القول ان quot;الاردن هو الاردن وفلسطين هي فلسطينquot;.

وقال مسؤول اردني رفيع المستوى في عمان الاسبوع الماضي ان quot;الاردن يعارض وبقوة كل المحاولات الاميركية والاسرائيلية الرامية الى الحاق جزء من اراضي الضفة الغربية بالمملكةquot;. واشار الى ان حصول هذا الامر quot;يمكن ان يؤدي الى قيام الفلسطينيين بالتحكم بالحياة السياسية للمملكة وتقليص صلاحيات الملك وطريقة ادارة الدولةquot;. ونحو نصف سكان المملكة البالغ عددهم 8،5 ملايين نسمة هم من اصول فلسطينية.

وقال العاهل الاردني quot;على الشرق الأوسط ان يخرج من دائرة الخطرquot;، مؤكدا ان quot;الخطوة الاهم في هذا الاتجاه هي تحقيق السلام من خلال ايجاد تسوية شاملة للنزاع العربي الاسرائيليquot;. واضاف ان quot;ملايين الناس في جميع ارجاء الاردن وفي مختلف انحاء المنطقة، يتطلعون ليكونوا جزءا من شرق اوسط مستقر ومعتدلquot;، مؤكدا ضرورة ان quot;يحظى العمل باتجاه السلام والتقدم بدعمنا الكاملquot;.

وحذر الملك عبد الله من ان quot;الاخطار التي توجهها المنطقة والتي لم يسبق لها مثيل ما زالت قائمةquot;. واوضح ان quot;البيئة الامنية تخضع لحصار من قبل اولئك الذين يسعون الى اطالة امد النزاع وترسيخ الانقسام بين الشعوب (...) والتطرف يتغذى على العنف والاحباطquot;. وقال quot;اذا لم يتم ايقاف هذه التوجهات فأن خطرها لن يقتصر على تهديد استقرار المنطقة والتنمية فيها، بل سيمتد ليشمل الامن على مستوى العالم ايضاquot;.

ويجتمع في مؤتمر quot;بترا 4quot; الذي يقام في مدينة البتراء النبطية الاثرية (250 كلم جنوب عمان) 29 من حائزي جوائز نوبل الاربعاء والخميس للسنة الرابعة على التوالي للبحث في آفاق اقتصادية جديدة. وسيناقش المشاركون مواضيع تتعلق بالاقتصاد العالمي الذي تضربه ازمة غذائية

ومن المشاركين في المؤتمر الدالاي لاما والرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز وشخصيات اخرى كالرئيس السنغالي عبد الله واد والامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى والرئيس الكرواتي ستيب ميسيتش. ويجمع المؤتمر الذي يعقد تحت عنوان quot;نحو آفاق اقتصادية وتعليمية جديدةquot; حائزين لجوائز نوبل في مجالاتها الستة -- السلام والاقتصاد والاداب والفيزياء والكيمياء والطب --، برعاية quot;صندوق الملك عبدالله الثاني للتنميةquot; بالتعاون مع مؤسسة ايلي فيزل للاعمال الانسانية.

وأشار الملك عبدالله إلى أن جوهر البتراء لهذا العام ستتبلور في صندوق دعم المشاريع العلمية الذي سيلبّي حاجة أساسية هامة للدول النامية من خلال العمل على تطور نموّ المعرفة العلمية المتقدمة وانتشارها، خاصة حول القضايا العملية التي تحظى بالاهتمام الأكبر بالنسبة لمستقبل منطقتنا في مجالات الطاقة والمياه والبيئة والتكنولوجيا الجديدة.

ويرمي الصندوق، الذي سيعمل على دعم المشاريع العلمية تحت قيادة وتوجيه صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية ومؤسسة إيلي ويزل للأعمال الإنسانية، إلى نشر وترسيخ التعاون العلمي بين المؤسسات الأكاديمية في دول الشرق الأوسط. ومن أهم أهداف الصندوق أيضاً دعم الجهود العلمية الهادفة إلى إحراز تطور في مجالات الطاقة والطاقة المتجددة وإدارة المصادر المائية والبيئة والتكنولوجيا. كما سيدعم الصندوق اللقاءات والاجتماعات الهادفة بين علماء المنطقة من مختلف الجامعات، فضلاً عن نشر التعاون بين المؤسسات الأكاديمية العاملة في مجالات الطب والفيزياء والكيمياء والاقتصاد.

واعتبر أن quot;العملية السياسية العالمية ليست المنبر الوحيد للتغييرquot; لافتا إلى أنه في الوقت الذي تركّز فيه العناوين الرئيسية للأخبار في أيامنا هذه على النزاع والجدال، يبقى الجانب الفعلي الجدير باهتمامنا هو الحاجة إلى تغيير حياة الناس على الأرض. وقال العاهل الاردني quot;إن ملايين الناس، في جميع أرجاء الأردن وفي مختلف أنحاء المنطقة، يتطلعون ليكونوا جزءاً من شرق أوسط مستقر ومعتدل. وبعد أن تغدو نزاعات اليوم حدثاً تاريخياً مرّ عليه الزمن، ستتشكّل حياتهم وفق ما نفعله هذا العام لبناء الأساس الذي يقوم عليه النجاح في المنطقةquot;.

وأكد على أهمية مؤتمر البتراء، في تحقيق السلام والأمن، لجهة طبيعة المشاركة فيها وتنوعها، اذ قال quot; جاء مؤتمر البتراء ليجمع ما بين أفضل العقول في العالم والأكثر نجاحاً بين أولئك الذين يحققون الإنجازات ..وقادةً ممن غيّروا العالم من مؤسسي شركات تعمل على خلق فرصٍ عالمية مرورا بخبراء قادوا عملية التنمية وعلماء متخصصين في العلوم البحته وصولا إلى أهل العلم وكتّاب وفنانين وسّعوا آفاق المعرفة الإنسانية لتتجاوز كثيراً ما حلمنا به قبل عقود قليلة فقطquot; وبين أن هذه الخبرة لدى المشاركين ستكون مصدر قوتهم في التأثير، مشيرا إلى أهمية أن quot;تنهل من نظرات ثاقبة متعددة، وتؤطّر القضايا بطرق جديدة، وتجد مقاربات إبداعية خلاقةquot;.

وقال مخاطبا المشاركينquot; إن قدرتكم على توجيه الأسئلة الصحيحة وتحديد ما الذي سيُكتب له أن ينجح وما الذي سيُكتب له أن يخفق يمكنها أن تساعد على اجتياز الاستراتيجيات الفاشلة في مجال السياسات والعمل على إحداث تقدّم في الاستراتيجيات الناجحة. والمبادرات التي تخلقونها هنا يمكنها أن تنشر تأثيرها في دوائر أكبر وأكثر اتساعاً، في المنطقة والعالم. وإنجازاتكم الماضية ستبيّن للناس الطريق إلى النجاح، أما مساركم فقوامه العمل الجاد والعاطفة الخلاّقة وخدمة العالم. وأنموذج النجاح هذا هو أقوى ردّ على أولئك الذين يُنْذرون بالدمار والعزلة ويبثون روح السخريةquot;.

وأكد على أهمية دور الشباب، الذي يحظون بمشاركة فاعلة في المؤتمر، مشيرا جلالته الى أنquot; الشابات والشباب المتميّزين يمثلون أكبر تجمّع شبابي في تاريخ الشرق الأوسط. وفي الواقع ndash; ونظراً لحقيقة أن نصف سكان المنطقة هم دون سن الثامنة عشرة ndash; فإن الطلاب الذين يشاركون معنا اليوم سيغدون وبسرعة الجيل الأكبر سنّاً في المنطقةquot; وبين أن الشباب هم المستقبل. ..والشباب الذين نراهم معنا اليوم، وأقرانهم في أرجاء الشرق الأوسط، يذكروننا بأن المستقبل يتمثل في هذه اللحظة. فجيلهم يواجه تحدّيات لا تحتمل الانتظار. ونحن بحاجة إلى دعمهم بكل وسيلة ممكنة حتى نعدّهم للقيادة، وحتى نوفر لهم الفرص للتميّز، وحتى نمهّد لهم الطريق للمشاركة في مسيرة التقدّم العالمي. وقال ldquo;علينا أن نتذكر أن شباب هذه المنطقة، وشباب العالم، هم السبب في وجودنا هنا اليومquot;.

وبين أن ملايين الناس في مختلف أنحاء المنطقة يتطلعون ليكونوا جزءاً من شرق أوسط مستقر ومعتدل، مشيرا إلى أن الأمر يبدأ بتعزيز التعاون عبر الحدود في التصدّي للتحديات المشتركة في مجالات تحقيق النموّ الاقتصادي ومعالجة القضايا البيئية وضمان الحصول على الموارد.

ويشمل كذلك، كما بين العاهل الأردني ، تحسين الظروف المعيشية من المجتمعات الصحراوية إلى المدن الحضرية المكتظة ورفع الدَخل وخلق فرصٍ جديدة وتمكين الشباب ومنحهم الثقة التي يحتاجونها. وقال أن quot; مؤتمر البتراء جاء ليجمع ما بين أفضل العقول في العالم والأكثر نجاحاً بين أولئك الذين يحققون الإنجازات، مشيرا إلى أن المبادرات التي سيتم التوصل إليها خلال أعمال المؤتمر يمكنها أن تنشر تأثيرها في دوائر أكبر وأكثر اتساعاً في المنطقة والعالم. ولفت إلى أهمية الفرصة التي ستتاح خلال انعقاد أعمال مؤتمر البتراء الرابع للحائزين على جائزة نوبل للتأثير في حياة الآخرين، خاصة الشباب منهم.

من جانبه ، قال رئيس مؤسسة أيلي وزيل للأعمال الإنسانية، ايلبي وزيل، انه على الرغم من الجهود التي بذلتها المؤسسات العلمية والعلماء لمساعدة البشرية في التغلب على التحديات التي تواجهها من الجوع والفقر لكنها، أي البشرية، لا تزال بحاجة إلى دعم أكبر. وبين أن الهدف من المؤتمر هو الاستفادة من تجارب الغير في تقديم المساعدة لمن يتحاجونها والتخفيف من أثار الجوع والفقر والمرض وإعطاء الأمل والحياة الأفضل للشعوب وتحقيق التنمية الاجتماعية. ودعا في اقتراحين تقدم بهما، إلى تنظيم زيارات للمناطق التي تعاني من الفقر والجوع يشارك بها حائزون على جائزة نوبل لتشخيص المشكلات على ارض الواقع وتحديد حجمها والمساعدة في وضع الحلول لها.

بيريز تأخر عن حضور جلسة اففتاح نوبل بسبب عطل فني في محرك طائرته

ونقلت مراسلة إيلاف من البتراء رانيا تادرس أن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز غاب عن حضور الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بسبب خلل فني في احد محركات طائرته ك مما ادى الى هبوطه اضطراري ،ولكن سرعة الهبوط على ارض المدنية الوردية حال دون ذلك .

وقالت مصادر موثوقة لـquot;إيلاف quot;أن الرئيس الإسرائيلي بيريز رغم هذه الحادثة تمكن من حضور كونه مشاركا في المؤتمر كشخصية حائزة على جائزة نوبل للسلام quot;. وأضافت المصادر ان quot;وزير الخارجية الأردني الدكتور صلاح البشير كان في استقبال الرئيس بيريز quot;.

ويذكر ان الرئيس بيريز له كلمة في جلسات المؤتمر لكنها مغلقة أمام الصحفيين ، واللافت أن المشاركة مقتصرة لهذا العام لمؤتمر نوبل ،وغياب لرئيس الوزراء ايهود اولمرت بحكم شعار المؤتمر نحو افاق اقتصادية وتعليمية جديدة .

موسى: الاستيطان قتل عملية السلام

بدوره اعتبر امين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى الاربعاء ان الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية quot;قتلquot; عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وقال موسى في تصريحات للصحافيين على هامش مشاركته في المؤتمر ان quot;الاستيطان الاسرائيلي قتل عملية السلام والحديث بغير ذلك هراءquot;. واضاف quot;لا يمكن ان يكون هناك حديث او حوار او مفاوضات والوضع يتغير في الاراضي المحتلةquot;، مشيرا الى ان quot;هذا كلام فارغ وضحك على الناس وعلى حقوق الناسquot;.

وقال موسى quot;يجب على العرب أن لا يسكتوا على عمليات الاستيطان الاسرائيليةquot;، مؤكدا ان quot;الجامعة العربية ستجتمع في وقت قريب لبحث هذا الامرquot;. واعتبر موسى الاثنين بعد لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمان ان اصرار اسرائيل على سياسة الاستيطان quot;سيدمر كل فرص السلامquot; بين الفلسطينيين والاسرائيليين.