2400صحافي يغطون الانتخابات العراقية و80 ألفا يراقبونها
الصمت الإعلامي صباح غد وغلق الحدود والمطارات مساءً


منظمات تؤكد حصول خروقات... ونتائج الإنتخابات في 4 المقبل

التصويت الخاص: الشرطة للحكيم والبولاني والجيش للمالكي والمعتقلين للسنة

إتهامات بخروقات وتحذيرات من تزوير قبيل بدء الصمت الإعلامي

600 ألف عسكري و50 ألف معتقل يصوتون غدًا

أسامة مهدي من لندن: في وقت ينتظر أن يتوجه حوالى 15 مليون عراقي الى صناديق الاقتراع بعد غد السبت لانتخاب مجالس جديدة للمحافظات في اختبار لشعبية القوى السياسية وقوتها سيكون مؤشرا لنوع النظام السياسي الذي سيحكم البلاد بعد الانتخابات العامة اواخر العام الحالي ستنتهي مع الساعات الاولى لصباح الغد الجمعة الحملة الاعلامية في صمت اعلامي للدعايات الانتخابية بينما يتم اغلاق الحدود والمطارات بدءا من مساء اليوم انتظارا لاكبر عملية انتخاب تشهدها البلاد في عصرها الحديث بعد غد السبت وسط تغييرات في التحالفات بين القوى السياسية وحتى المنتمية إلى طائفة واحدة في وقت توقع رئيس الوزراء نوري المالكي ان تشهد صناديق الاقتراع حشودا من الناخبين. وفي خطاب انتخابي له اليوم في محافظة نينوى الشمالية وهي السنية الاولى التي يصلها ضمن حملته الانتخابية التي شملت لحد الان محافظات الجنوب الشيعية اكد المالكي ان مشاكل العراق سببها الطائفيةrdquo;.

واضاف ان النفط والغاز والثروات هي ملك لكل الشعب العراقي ويوزع حسب النسب السكانية ونسبة الاستحقاقات. وهاجم الطائفية ووصفها بانها جذر المشكلة في العراق الذي هو متعدد الطوائف والقوميات. وشدد بالقول إن العراق لايقبل القسمة على اثنين ولايستطيع أحد أن يتجاوز على الاخر لان الكل امام العراق واحد وامام الدستور واحد. وقال ان العراق اكبر من الحزب والعراق اكبر من الانتماء المذهبي واكبر من القوميات لان العراق هو الذي يجمع كل هذه المكونات. ودعا ابناء الموصل الى المشاركة الواسعة في الانتخابات بعد ان امتنعوا عن ذلك في انتخابات عام 2005.

صمت اعلامي بعد حملة انتخابية فريدة

ويبدأ الصمت الاعلامي بتوقف الحملة الانتخابية في الساعة السابعة من صباح غد الجمعة بالتوقيت المحلي (4 بتوقيت غرينتش) وذلك قبل 24 ساعة من بدء الانتخابات المحلية التي ستجري في 14 محافظة من بين محافظات العراق الثماني عشرة بعد ان كانت الحملة الانتخابية للكتل السياسية قد بدأت في الاول من الشهر الحالي بالنسبة إلى الكيانات السياسية وفي الثامن منه بالنسبة إلى المرشحين. وتستمر عملية الانتخابات في المحافظات الاربع عشرة بين الساعة السابعة صباحا والخامسة مساء بالتوقيت المحلي.

وقال مراقبون تحدثوا مع quot;ايلافquot; ان الحملة الانتخابية الراهنة تعتبر أكبر حملة دعاية لأكبر انتخابات في تاريخ العراق من حيث عدد المرشحين وعدد الناخبين والتكاليف الباهظة التي أنفقت لوسائل الدعاية الانتخابية التي غطت الشوارع العامة والرئيسة والساحات والجسور والحدائق فيما أطلقت بعض الكيانات السياسية بالونات ومناطيد في الهواء للتعريف ببرامجها الانتخابية في حالة غير مألوفة لم يشهدها العراق. كما أعطت عشرات المحطات التلفزيونية والإذاعية العراقية وخاصة المملوكة للكيانات المتنافسة مساحات واسعة من بثها للتعريف ببرامجها الانتخابية كما تم إعداد أناشيد وأغان وفواصل تمثيلية وإعلانية لحث العراقيين على المشاركة في الانتخابات. ومنح تحسن الأوضاع الأمنية في أرجاء البلاد فرصة لجميع المرشحين من الخروج إلى الشوارع والتجوال وإقامة المؤتمرات الجماهيرية في الهواء الطلق لحشد الدعم الانتخابي لقوائمهم في مشهد فريد.

اختبار لشعبية الاحزاب والشخصيات وتغير في التحالفات

وتجري هذه الحملات الانتخابية التي تعيش ساعاتها الاخيرة وسط تركيز لقادة القوائم المتنافسة الذين جالوا محافظات البلاد طولا وعرضا في تحرك لم تشهده منذ 5 سنوات على ثلاث قضايا رئيسة انطلاقا من إدراكها بأنها مثار اهتمام وتطلع الناخب العراقي وهي : المحاصصة الطائفية التي تسود المواقع الرسمية في البلاد والعلاقة بين الحكومة المركزية في بغداد والحكومات المحلية في الاقاليم والمحافظات والصراع بين الطرفين حول الصلاحيات اضافة الى الخدمات الاساسية المفقودة في مجال الكهرباء والماء والمشتقات النفطية وتفشي البطالة.

وفي وقت يقوم فيه القادة العراقيون بممارسة المحاصصة الطائفية في توزيع المناصب السيادية والحقائب الوزارية وبقية الوظائف وصولا الى الفراشين والمستخدمين في الادارات الرسمية الا انهم جعلوا من هذه المحاصصة شعارا للرفض لإدراكهم ان المواطنين يقفون ضدها ويلقون عليها المسؤولية في دمار البلاد وعدم تحقيق اي تقدم في مجالات الحياة التي تمس معيشتهم اليومية رغم التحسن الامني. كما يدور خلاف بين القادة حول صلاحيات الحكومة المركزية والحكومات المحلية وصلاحيات كل منها.

وتجري الانتخابات وسط تغيير واضح في التحالفات السياسية في مقدمته انشطار الائتلاف الشيعي الحاكم الذي خاض الانتخابات السابقة عام 2005 بقائمة موحدة وحصل على اكبر المقاعد فيها لكن اكبر فصيلين فيه هما حزب الدعوة الاسلامية بقيادة رئيس الوزراء نوري المالكي والمجلس الاعلى الاسلامي بزعامة عبد العزيز الحكيم زعيم الائتلاف تقدما الان بائتلافين منفصلين استقطب كل منهما مكونات اصغر يتشكل منها الائتلاف حاليا.

فقد تقدم حزب الدعوة بائتلاف يضم سبع قوى اطلق عليه quot;ائتلاف دولة القانونquot; وضم الدعوة بقيادة المالكي ومستقلين بقيادة وزير النفط حسين الشهرستاني وحركة الاخاء الكردي الفيلي والانتفاضة الشعبانية والاتحاد الاسلامي لتركمان العراق والتضامن بقيادة النائب قاسم داود. اما المجلس الاعلى الاسلامي بقيادة الحكيم فقد تقدم بائتلاف quot;قائمة شهيد المحرابquot; وضمت المجلس الأعلى بقيادة الحكيم وتجمع شهيد المحراب بقيادة نجله عمار الحكيم ومنظمة بدر بزعامة هادي العامري رئيس لجنة الامن والدفاع في مجلس النواب والتجمع المستقل الذي يتزعمه نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي وحركة حزب الله بقيادة النائب كريم ماهود المحمداوي اضافة الى حركة سيد الشهداء.

اما التحالف الكردستاني فقد حافظ على وحدته وتماسكه وضم اليه قوى أخرى منها الحزب الشيوعي وحركات تركمانية. وتقدم التحالف بائتلاف موحد لخوض الانتخابات في عدد من المحافظات بينها بغداد وصلاح الدين وديالى وكركوك ضم حزبي الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس جلال طالباني والحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني اضافة الى الحزب الشيوعي والاتحاد الاسلامي الكردستاني وحزب بيت النهرين المسيحي وقوى اخرى.

اما جبهة التوافق السنية فلم تتقدم بائتلاف موحد يضم قواها الرئيسة الثلاث حيث تقدم الحزب الاسلامي العراقي بزعامة نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي بائتلافات عدة تحت مسميات مختلفة في بغداد والانبار وديالى مع مؤتمر اهل العراق بقيادة رئيس جبهة التوافق عدنان الدليمي لكنه لوحظ احتفاء جبهة الحوار بزعامة خلف العليان وهي المكون الثالث للجبهة من هذا الائتلاف الذي ضم ايضا التجمع الوطني العشائري والتجمع العربي العراقي وجبهة الاصلاح ومجموعات عشائرية.

كما سجلت عدة احزاب مسيحية تحت اسم قائمة عشتار الوطنية فيما لوحظ عدم تقدم الاحزاب التركمانية وجبهتها بائتلاف واحد لكنها تحالفت مع الجبهة العراقية للحوار الوطني فيما تقدمت القائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي بائتلاف ضم حركة الوفاق وتجمع الوفاء للعراق. أما القوى العلمانية ومنظمات المجتمع المدني فإنها إما تقدمت بقوائم منفصلة او انضمت الى بعض الائتلافات.

ملايين الدولارات تنفق على الدعايات الانتخابية

ويؤكد مواطنون عراقيون أن ملايين الدولارات تنفق على الدعايات الانتخابية مؤكدين ان قسما كبيرا منها مصدره الدولة. ويشيرون الى ان الوزارات والمؤسسات الحكومية اصبحت بموظفيها التابعين لهذا الوزير او ذاك بحسب المحاصصة الطائفية مروجة لقوائم مسؤوليها وبرامجهم الانتخابية. وقد استحدثت معظم القوائم الانتخابية مواقع لها على شبكة الانترنت حيث تنشر صور مرشحيها وبرامجها ووعودها الانتخابية. واظهرت استطلاعات للرأي اجرتها مؤسسات رسمية واعلامية ومختصة تباينا في مواقف الناخبين من القوى الرئيسة في البلاد. فبينما اظهرت استطلاعات بان قائمة حزب الدعوة بقيادة المالكي ستحصد اكثر الاصوات تليها القائمة العراقية بزعامة علاوي فان اخرى اشارت الى ان المجلس الاعلى بقيادة الحكيم سيفوز باكثر الاصوات.

وقد اتاح التحسن الامني للمرشحين وضع أسمائهم من اجل التصويت بشكل مباشر وخوض الحملة بتعليق صورهم الشخصية للمرة الاولى بعد أن كان التصويت خلال عام 2005 يجري على الكتل والأحزاب بشكل عام فضلا عن توسع قاعدة الترشيح بعد مقاطعة بعض الكتل للانتخابات السابقة وخاصة السنية منها. وقد تحولت الجدران الكونكريتية التي وضعت لصد التفجيرات في معظم مناطق العراق الى مكان مفضل للصق صور ولافتات المرشحين في ظل تنافس الاحزاب من اجل الفوز في الانتخابات..

مرشحون وتغطيات اعلامية

ويتنافس المرشحون البالغ عددهم 14431 مرشحا يمثلون 401 كيان سياسي و36 ائتلافا موزعين بواقع 3912 امرأة و10519 رجلا لشغل 440 مقعدا في مجالس المحافظات. ويحق لحوالى 15 مليون عراقي بالادلاء بأصواتهم في 7 آلاف مركز انتخابي و42 ألف محطة انتخابية فيما تم اعتماد 78 ألف مراقب محلي وأكثر من 224 ألف وكيل من الكيانات السياسية. كما تم افتتاح مكتبين لتسجيل المراقبين الدوليين في الداخل والخارج والذي بلغ عددهم حتى الآن 80 ألف مراقب ونشر أكثر من 270 ألف موظف في مراكز الاقتراع وتوفير 607 أطنان من المعدات والمستلزمات الخاصة بعمل المفوضية العليا للانتخابات.

ومن جهتها اعلنت المفوضية العليا للانتخابات اعتماد الفي اعلامي محلي و400 اعلامي دولي لتغطية انتخابات السبت. وقالت إنها انتهت من اعتماد اعداد المراقبين والاعلاميين المحليين والدوليين من خلال اعتماد اكثر من 425 الف وكيل للكيانات السياسية و 115 الف مراقب محلي و 250 مراقبا دوليا. واشارت الى ان هؤلاء المراقبين والاعلاميين سيكونون قادرين على كتابة الملاحظات والتقارير وتدوين ذلك على شكل تحقيقات او تقارير رسمية توجه الى الجهات المعنية وكشفها للاعلام من اجل تعزيز مبدأ الشفافية والنزاهة.

إجراءات أمنية

وأعلنت اللجنة الامنية العليا لامن الانتخابات اجراءات احترازية عدة لتأمين انتخابات من غير حوادث او عنف تتضمن حظرا للتجوال عشية الانتخابات وغلق الحدود والمطارات. واشارت اللجنة الى ان هذه الاجراءات تتضمن منح عطلة لجميع المؤسسات الحكومية يومي السبت والاحد المقبلين وفرض حظر التجوال من الساعة العاشرة مساء حتى الخامسة صباحا غدا الجمعة وبعده السبت ومنع المدنيين المجازين من حمل السلاح خلال هذين اليومين ايضا.

وسيتم غلق الحدود العراقية من الساعة العاشرة من مساء غد الجمعة وحتى الساعة الخامسة من صباح الاحد بالاضافة الى غلق المطارات الدولية والمحلية من الساعة العاشرة ليلة الجمعة الى الساعة الخامسة من صباح الاحد. كما سيتم غلق نقاط الدخول والخروج بين المحافظات من الساعة الثامنة من مساء الجمعة وحتى الساعة الخامسة من صباح الاحد مع منع حركة كل انواع المركبات داخل مراكز المناطق والمحافظات يوم السبت من الساعة 5 صباحا حتى الساعة 10 من مساء اليوم نفسه باستثناء المركبات التي تحمل تراخيص خاصة (باجات مرور) ويخول مدراء العمليات ومدراء الشرطة بمنع حركة المركبات في المناطق الاخرى بالتعاون مع مدراء مكاتب الانتخابات وفي كل الاحوال فان المركبات ممنوعة من الاقتراب من مراكز الاقتراع فيما سيسمح للمركبات بالحركة بين القرى وضواحي المدن وخارج مراكز المدن.

وستجري الانتخابات في ظل اجراءات امنية مشددة يشارك فيها مئات الالاف من عناصر القوات العراقية بعد ان كان الدعم الاميركي ضروريا في الانتخابات السابقة. ونجاح القوات العراقية مهم جدا لان الجيش الاميركي سينسحب بنهاية العام 2011 بموجب اتفاقية امنية وقعتها بغداد وواشنطن في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.

توزيع مقاعد مجالس المحافظات

ويحق لحوالى 15 مليون عراقي المشاركة في الانتخابات غدا لانتخاب اعضاء مجالس 14 محافظة من اصل 18 في العراق. وهذه المجالس مخولة تعيين المحافظ وتولي الادارة المحلية وإطلاق مشاريع إعمارية وتمويلها لكن القوى الامنية تبقى مرتبطة بالحكومة المركزية في بغداد حيث خصصت الحكومة مبلغ 2,4 مليار دولار للاستثمار في المحافظات ضمن موازنة العام 2009 الحالي.

وينص القانون الانتخابي في العراق على ضرورة أن تخصص الاحزاب نسبة 25 بالمئة من المقاعد للنساء اللائي بلغ عدد المرشحات منهن 3912 اي ما نسبته 27,12% من مجموع المرشحين ومع ذلك لا تشكل النساء ربع عدد المقاعد في مجالس المحافظات حاليا. واذا فازت لائحة معينة بمقعد او اثنين في مجلس المحافظة فلن تكون ملزمة بتعيين امرأة في أحدهما لكن اذا فازت بثلاثة فسيكون إلزاميا منح احد المقاعد لامرأة. وفي حال فوز اللائحة بأكثر من ثلاثة مقاعد، يتم احتساب حصة النساء عبر قسمة المقاعد على ثلاثة مع احتساب الرقم الادنى.

ويخصص القانون مقاعد للاقليات ثلاثة منها للمسيحيين في بغداد ونينوى والبصرة اما الصابئة فلهم مقعد واحد في بغداد ومقعد واحد لكل من الايزيدين والشبك في محافظة نينوى الشمالية. وتتوزع المقاعد على المحافظات الاربع عشرة كما يلي : الانبار وعاصمتها الرمادي 29 مقعدا.. و بابل وعاصمتها الحلة 30 مقعدا.. و بغداد 57 مقعدا.. و البصرة 35 مقعدا.. والقادسية وعاصمتها الديوانية 28 مقعدا.. و ذي قار وعاصمتها الناصرية 31 مقعدا.. و ديالى وعاصمتها بعقوبة 29 مقعدا و كربلاء 27 مقعدا.. و ميسان وعاصمتها العمارة 27 مقعدا.. ومحافظة المثنى وعاصمتها السماوة 26 مقعدا.. و النجف 28 مقعدا.. و نينوى وعاصمتها الموصل 37 مقعدا.. و صلاح الدين وعاصمتها تكريت 28 مقعدا.. و واسط وعاصمتها الكوت 28 مقعدا. واعلنت مفوضية الانتخابات ان النتائج الاولية للانتخابات ستبدا بالظهور تباعا اعتبارا من الرابع من الشهر المقبل اي بعد اربعة ايام من اجراء الانتخابات.