تعديلات في 32 مقررا دراسيا في المناهج
5 ملايين طالب سعودي الى مقاعد الدراسة اليوم

علي آل غراش من الدمام: توجه أكثر من خمسة ملايين طالب وطالبة من جميع المراحل التعليمية في السعودية إلى مقاعد الدراسة في الساعة السابعة من صباح اليوم السبت ،بعدما استكملت وزارة التربية والتعليم جميع الترتيبات والمستلزمات من مباني وكتب ومعلمين ومعلمات. أصدرت وزارة التربية والتعليم تعميما إلى كافة إدارات التربية والتعليم والكليات التابعة لها لكافة المراحل التعليمية من بنين وبنات بتخصيص الحصتين الأوليتين من اليوم الدراسي الأول لتأصيل مفهوم البيعة الشرعية لولي الأمر، وتأكيدها لجميع الطلبة والطالبات بما يتوافق مع حرص التربويين على تحري القيم الإسلامية الأصيلة وحب الوطن، وعرض الإنجازات التي حققتها المملكة في عهد الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز وما تم إنجازه من سلاسة انتقال السلطة إلى خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز. وفي ظل المستجدات يشهد هذا العام تدريس مادة اللغة الإنجليزية في المرحلة الابتدائية في الصف السادس فقط كمادة أساسية تؤثر من حيث النجاح والرسوب، بعدما كان مقررا أن يتم تدريسها للصفوف المبكرة الرابع والخامس والسادس منذ بداية العام الدراسي في العام الماضي إلا انه تم تأجيلها نتيجة لضغوط كبيرة تعرضت لها الوزارة ، ولعدم توفر المعلمين والمعلمات. كما سيتم ولأول مرة في تاريخ التعليم بالسعودية تدريس منهجين لمادتي الرياضة والفنية.

تطوير الكتب

وقامت وزارة التربية والتعليم بإجراء تغييرات وتطوير وتعديل في 32 مقررا دراسيا من المناهج الدراسية

يعود اليوم ملايين الطلاب في العالم العربي إلى مقاعد الدراسة بعد عطلة الصيف. وتتجه الانظار صوب مناهج التعليم في الاقطار العربية التي لم تصل بعد إلى معظمها ريح التحديث منذ عشرات السنوات، وماتحتويه هذه المناهج من تحريض على كره الآخر واهتمامها بالتاريخ وإن كان غير منصف، والتغني به إلى حد نسيان الحاضر والتطورات التي طرأت في العالم اقتصاديا وسياسيا ومعرفيا. فما زال الطالب غير المسلم في عدد من الاقطار العربية يجد نفسه مجبرأ على مغادرة قاعة درس التربية الدينية لتلاحقه عبارة امتحانية تقول (يجيب غير المسلمين على جميع اسئلة النحو العربي) بسبب اعفائهم من امتحان التربية الدينية، رغم أن المدارس التي يتلقى العلم فيها غير دينية، وحرة من حيث تسميتها. ومازال هذا الطالب غير المسلم ، مسيحيا كان أم يهوديا يقرأ الشتائم العنصرية في مادة التاريخ ضد (الصليبيين واليهود) باعتبارهم اعداءً أزليين للعرب والمسلمين ، وعليه ان يحفظ ذلك ويجيب به أمام استاذه وزملائه، ومثله أبناء طوائف المسلمين من غير الطائفة الحاكمة التي تصر على انها الفرقة الناجية والصادقة إسلاميا. ناهيك بتحول المدارس الابتدائية في هذه الاقطار الى مفاقس للمذهبية يقودها المعلمون بقصد او بسذاجة ، بعيدا عن اي رقابة حكومية (بقصد او بدونه أيضا) كما في بعض دول الخليج والعراق. وقد شهدنا ماتعرض له الدكتور أحمد البغدادي في دولة الكويت من حملات تكفير وتهديد لمجرد أنه طلب التقليل من دروس التربية الدينية في المدارس الخاصة وزيادة دروس تعليم الموسيقى أو اللغات الاجنبية.

اقرأ أيضا:

التعليم في لبنان رائد عربيا رغم كثرة ثغراته

استنفار في سورية استعداداً للعام الدراسي الجديد

الطلبة الفلسطينيون يستقبلون عامهم باحتفالت التحرير

التعليم في مصر ملاّكي

اصلاح المنظومة التربوية في الجزائر

لجميع المراحل الدراسية من قبل لجان متخصصة ومنها تدريس مقررات جديدة للتربية الإسلامية واللغة العربية في المرحلة المتوسطة ومقررات للعلوم في المرحلة الثانوية هذا العام، وتغيير كتب التاريخ بما يناسب تغيرات الأحداث، واخراج المناهج الدراسية بتصاميم جذابة بإدخال الصور والألوان المتعددة. واعتبرت الوزارة ان الهدف من التطوير والتغيير ياتي لإكساب الطلبة والطالبات مهارات التحليل والفهم العميق والاستنباط والتركيز على قياس مهارات التحليل والفهم لإزالة الرهبة والخوف من امتحانات الثانوية العامة عوضا عن طريقة الحفظ والتلقين ومناهج الحشو.

دمج الكتب الدينية

والمعروف ان المقرارت الدراسية في السعودية معظمها ذات توجه ديني يعتمد على قران، توحيد، تفسير، فقه، حديث، صور من حياة الصحابة..، بالإضافة لكتب اللغة العربية النصوص، والنحو، الصرف، المطالعة، التعبير، والإملاء. وقد طالب بعض الكتاب والمثقفين والعلماء بضرورة دمج تلك المواد في مادة واحدة باسم الثقافة الإسلامية تعتمد على الفكر الإسلامي الواسع المتفق عليها من قبل جميع المسلمين والتركيز على الأخلاقيات الإسلامية الفاضلة المحبة والتسامح والوفاء والاحترام.
وبسبب تلك المقررات بالإضافة إلى المقررات الأخرى فان وزن حقيبة الطالب السعودي ثقيلة جدا وتشكل عبئا على الطالب وخاصة للذين يدرسون في الصفوف الأولى.

استنفار عائلي

وكما هي العادة السنوية تشهد الأسر أستنفارا كبيرا، كما تشهد الأسواق وبالخصوص محلات بيع القرطاسية والأحذية و الملابس ازدحاما هائلا. وتتجدد على العوائل ذات الدخل المحدود المعاناة المالية التي أصبحت تشكل عبئا وثقلا كبيرا ما يسبب لها أزمة اقتصادية حادة. وقد ادى تزايد عدد المحلات المتخصصة في بيع الادوات المدرسية الى منافسة كبيرة كانت في النهاية في مصلحة المستهلك، ولو على حساب الجودة و النوعية و المزيد من الصرف والخسارة على كاهل المستهلك البسيط. واشهرها محلات بو ريالين وبعشرة.ويقدر تكلفة مصاريف الطالب في بداية الموسم الدراسي نحو 300 ريال والطالبة نحو 500 ريال.

طلبات بدون مراعاة

وعبر عدد من أولياء الأمور عن معاناتهم الدائمة من تزايد طلبات المعلمين والمعلمات مع بداية كل فصل دراسي جديد، بدون مراعاة لظروف العوائل الضعيفة، مشيرين إلى انه ينبغي عليهم عدم إشغال الأهالي بالطلبات التي لا تنتهي، والتركيز على التحصيل الدراسي.. وان الدراسة ليست فقط كتب ودفاتر وأدوات.

ولفت البعض الى أن معلمي ومعلمات مادة الفنية هم الأكثر طلبا و تطلبا، و أن تكلفة المادية لأدوات التربية الفنية أصبحت الآن توازي أو تفوق أحيانا الأدوات المدرسية الأخرى و أن الطالبات هن الأكثر إقبالا على الشراء لأدوات التربية الفنية من الطلاب لان الطالبات دائماً يبحثن عن التميز.ولأول مرة بادرت وزارة التربية والتعليم بتحديد المستلزمات المدرسية المطلوبة من الطالبات مراعاة للظروف المادية والاجتماعية للأسر. كما حذرت الوزارة المعلمات من المغالاة في الطلبات، وحددت هواتف خاصة لتلقي الشكاوى من أولياء الأمور عند حصول تجاوز من قبل المعلمات.

تأخير وضياع

ويتوقع عدد من المعلمين والمعلمات ان يحدث كما هي العادة السنوية مع بداية كل عام دراسي بعض التخبط والنقص في المقررات وفي عدد المعلمين والمعلمات الذين يتم نقلهم أو تعيينهم إلى مدارس جديدة مع بداية الدراسة مما يضطر المعلم أو المعلمة إلى البحث عن المدرسة الجديدة والتعرض للضياع كما حدث العام الماضي لعدد من المعلمين الذين توجهوا إلى مواقع عملهم مدارس في هجر داخل الصحراء، أو إضاعة الوقت في البحث عن سكن في المواقع الجديدة. ولهذا يطالب المعلمون وكذلك المعلمات أن تكون عملية النقل قبل بداية العام الدراسي بشهرين أو أكثر أو عند انتهاء العام الدراسي لكي لا تحدث هذه التخبطات والتقصير في الرسالة التعليمية والتأخر في اعتماد الجداول الدراسية للحصص. ومن الأشياء المؤسفة في هذا الامر وقوع العديد من الحوادث المرورية المميتة على الطرق الوعرة بسبب الانتقال يوميا عبر المركبات مئات الكيلو مترات.

فرح وحزن

يبدأ الموسم الدراسي بفرح وسرور من قبل الطلبة والطالبات والأهالي، مقابل ألم وقلق عند بعض المعلمات اللواتي لا تتحقق رغباتهن بالانتقال إلى مواقع أخرى وبالذات للاتي يعملن لسنوات طويلة في مناطق بعيدة عن مدنهن وعن أهلهن، وفي كل عام يقدمن طلبات للحصول على نقل ولكن أمالهن لا تتحقق وما لهن سوى الصبر وتجديد المعاناة. كما هناك عشرات الآلاف من المعلمين والمعلمات المتخرجين والمتخرجات من الجامعات والكليات الذي ينتقلون من موقع إلى موقع يبحثون عن وظيفة في السلك التعليمي، وهم يحملون ملفاتهم الخضراء برفقة الهم والحزن من قسوة البطالة ونيران الانتظار عام بعد عام. و شهدت الأيام الماضية تجمهر أكثر من 25 ألف متخرج من الجامعات وكلية المعلمين عند أبواب وزارة التربية والتعليم بالرياض مطالبين الوزارة بضرورة إيجاد وظائف لهم. وقد طرحت الوزارة هذا العام حدود 3 آلاف وظيفة وبراتب مقطوع في حدود 3500 ريال على بند الأجور.

السعوديون يستقبلون عامهم الدراسي الجديد بروح التفاؤل والأمل في ظل قيادة الملك عبدالله بن عبدالعزيز بان يكون هذا العام خيرا من الأعوام السابقة، وان تشهد الوزارة طفرة في رفع مستوى الكادر التعليمي، وبناء مدارس نموذجية تحتوي على كل ما يساعد الطلبة والطالبات في زيادة التحصيل العلمي.