نقل ناجون من حادث قطاري الصعيد الذي وقع يوم السبت الماضي بالعياط جنوب القاهرة لـ quot;ايلافquot; ما سبق لحظات وقوع الاصطادم وما لحقها. وفيما يقول احد الناجين إنه لن يركب قطارات مرة اخرى في حياته، غير مصدق أنه لا يزال على قيد الحياة. وتستذكر ناجية لحظة الحادث قائلة: quot;فجأة وجدت نفسي على الارض والدماء تسيل من رأسي وآلام شديدة في جميع انحاء جسمي، إلى أن تطوع الاهالي لإنقاذنا بعد فترة من وقت قضيناه وسط أهوال ومشاهد مروعة أحاول الهرب من استذكارهاquot;.

القاهرة:


مصر: عدد ضحايا تصادم القطارين 18 قتيلاً و39 مصابًا

ثمانون قتيلا وجريحا في إصطدام قطارين جنوب غربي القاهرة

تضارب حول أعداد ضحايا تصادم قطارين جنوب القاهرة

quot;لن اركب قطارات مرة أخرى quot;، بهذه العبارة استهل عبد الله 18 عامًا (طالب)، احد الناجين من حادث قطارى العياط ، جنوب القاهرة ، قوله لإيلاف، من على فراش معهد ناصر ، حيث يرقد فيه للعلاج من بعض الكسور والجروح، التي أصيب بها أثناء الحادث الذي خلف وراءه العشرات من الضحايا ما بين قتلى وجرحى، أضف إلىالعديد من القصص المأسوية.

قرار عبد الله لم يأت من فراغ بل جاء بعد تجربة مروعة لا يريد أن يعيشها مرة أخرى على حد قوله. يقول عبد الله انه quot;لا يصدق نفسه حتى الآن انه نجا من هذا الحادث وانه لا يزال على قيد الحياة quot; ، quot;أنا لا احتاج فقط إلى طبيب ودواء لأعالج من الكسور والجروح التي تؤلمني بشدة ، بل اعتقد اني بحاجة أكثر الى طبيب نفساني يساعدني على نسيان تلك المشاهد المدمرة التي لا تفارق ذهنيquot;.

يتوقف عبد الله قليلاً ثم يروي بصعوبة حكاية اللحظات الأليمة التي قضاها في الحادث قائلاً: quot;استقليت القطار من محطة ضواحي الجيزة في حدود الساعة الخامسة مساء ليلة السبت إلى الفيوم. كان يسير بطريقة طبيعية لمدة ساعة تقريبًا قبل ان يتوقف في حدود الساعة السادسة عند بلدة quot;الرقة quot; بالعياط، تفصلها أربعة كيلو مترات فقط عن قرية كفر عمار التي شهدت حادثًا مماثلاً أكثر بشاعة قبل عدة أعوام. انتظرت لعدة دقائق في مكاني وبعدها بدأت اقلق وشعرت أن هناك شيئًا غير طبيعي، خاصة بعد مرور أكثر من 5 دقائق. استفسرت من الناس حولي عن سبب توقف القطار، واخبرني احد الركاب ان القطار متعطل ، حيث صدم quot;جاموسةquot; أثناء عبورها شريط السكة الحديد كما دهس صاحبها أيضًا .

بعد عشرة دقائق تقريبًا ndash; الحديث على لسان عبد الله ndash; سمعت صوت فرقعة قوية وفي الحال تحول القطار الى غرفة من الدماء ، جثث تتطاير في الهواء وفي كل اتجاه ، ودماء تسيل دون توقف ولا تجدمَنيحاول إيقافها، وأشلاء محشورة بين الكراسي والصاج والحديد ، وصراخ وعويل مستمر ، أصبت بحالة ذهول وأنا أشاهد هذا الجحيم حولي وبعدها لم اشعر بنفسي إلا على هذا السرير في المستشفى .

وبجواره يرقد رجل آخر تبدو ملامح الحزن على وجه والدموع متحجرة في عينيه ، عرفنا بنفسه قائلا : quot;انا اسمي سيد ابوزيد عامل باليومية ، يقول انه يعمل في القاهرة ، ولم ير أبناءه منذ فترة ، وكان عائدًا الى بلدته بملابس المدرسة وعرقه طوال شهرين الى اولاده وزوجته ، الذين كان ينتظر رؤيتهم بفارغ الصبر . يتوقف سيد عن الحديث ويترك الدموع تنهمر من عينيه ثم يتابع قائلا quot; لا أتذكر اي شيء ، لكن فقدت كل شيء والأكثر منذ ذلك أصبت في ظهري ولا اعلم إذا كنت سأستطيع العمل بعد ذلك مرة أخرى أم لاquot;.

وكان من بين المصابين محمد يوسف 26 سنة من الوسطى بالفيوم يقول لإيلاف ان القلق بدأ يتسرب إلى نفوس الركاب بعد ان علموا ان هناك مشكلة بالفرامل تسببت فيها الجاموسة، وبالفعل بدأ الركاب في النزول لاستقلال وسائل مواصلات أخرى، إلا أن الكثير من الركاب فضلوا الانتظار لإصلاح العطل خوفًا من quot;التلطمquot; في المواصلات ليلاً. وكنت انا من بين الذين فضلوا الانتظار ، كنت أقف بجوار الباب عندما جاء القطار الثاني في اتجاهنا ، كنا نعتقد انه قطار الإمداد الذي سينقذنا من ملل الانتظار ، راح القطار يقترب شيئًا فشيئًا بسرعته نفسهاإلى أناصطدم بقطارنا ووجدت نفسي بعدها على الأرض.

ويضيف يوسف quot;رأيت بجانبي شخصًا قدمه في ناحية وجسمه في الناحية الأخرى ، و الناس يتدافعون على الأبواب ، أرجل واذرع مقطوعة ، وأشلاء متناثرة ، وحالة بكاء هيستيري من الكبار والصغارquot;.

بدورها، تقول سوزان عطية 22 عامًا مدرسة لغة انكليزية وقد أصيبت في الحادث بكسر في الذراع وإصابات أخرى بالغة في الرأس ، انها كانت مع والدتها وخالتها في زيارة الى القاهرة وكن في طريق عودتهن الى بلدة الواسطى في قطار الفيوم القشاش. وتضيف انهن كن في مقدمة العربة قبل الأخيرة عندما توقف القطار،quot;اعتقدنا انه يقوم بالتخزين كالمعتاد حتى يمر القطار الاسباني ، لكن عندما سألنا الكمساري عن سبب التوقف قال لنا ان القطار اصطدم ببقرة وتعطلت الفرامل ولا يستطيع السائق التعامل مع الموقفquot;.

تضيف سوزان:quot;بعض الركاب نزلوا لكنني اضطررت لظروف والدتي المسنة وخالتي المكوث لحين إصلاح القطار. وبعد ان نامت والدتي على كتفي ، سمعت صوت فرقعة واصطدم قطار آخر بقطارنا ودهس الموجودين فيه ، فجأة وجدت نفسي على الارض والدماء تسيل من راسي وآلام شديدة في جميع انحاء جسمي ،الى ان تطوع الاهالي لإنقاذنا بعد فترة من الوقت قضيناها وسط أهوال ومشاهد مروعة أحاول الهرب من استذكارها.