زيارة الرئيس التركي للسعودية.. تنسيق بالمواقف ودعوات للحوار
غول: الرياض وأنقرة يسعيان لمنع الإضطرابات في المنطقة

غول يزور موقعًا لتطوير الآليات الحربية جنوب الرياض

غول يدعو للفصل بين الإرهاب والإسلام ويدعو لوحدة الفلسطينيين

غول في الرياض: دعوة إلى فهم الواقع التركي الجديد

غزّة والمصرفية الإسلامية.. الملفان حديثا التخرّج في قمّة الرياض

السفير التركي بالرياض يؤكد أهمية القمة التركية السعودية

تركيا تلخبط أوراق إيران... وتربك سوريا

إيلاف من الرياض: مع نهاية الزيارة التي قام بها الرئيس التركي عبد الله غول للعاصمة السعودية الرياض ولقائه المسؤولين السعوديين وعلى رأسهم الملك عبد الله بن عبد العزيز، تبيّنت معالم سياسية قادمة لمحور إقليمي جديد يكون للرياض وأنقرة دور الصدارة فيه، ويعتمد على تبني مبادرة السلام العربية والتي أطلقها العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز في قمة بيروت 2002 م. ومحاولة تحقيق المصالحة الفلسطينية والدعوة إلى جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل، إضافة إلى العمل على نبذ الخلافات العربية العربية لقطع الطريق على بعض الجهات الإقليمية التي تعمل على الإستثمار في هذه الخلافات ومحاولة زيادة الهوة بين الأطراف العربية الفاعلة في المنطقة.

الرئيس التركي إعتبر أن بلاده والمملكة العربية السعودية وبحكم موقعهما على اعتبار أن المملكة تحتضن الأماكن المقدسة وتركيا بحكم موقعها في الناتو ومحاولة دخولها المجموعة الأوروبية يسعيان إلى منع الاضطرابات في المنطقة وأن يكونا يدا بيد وكتفا بكتف. إشارة مباشرة من غول إلى أن هناك اتفاقا بين الدولتين الرئيستين في المنطقة للعمل على جبهات متعددة، ولعل مناشدة الرئيس التركي عبدا لله غول دول المنطقة بألا تترك الحل بأكمله للإدارة الأميركية الجديدة دليل على توجه أنقرة القوي للعب دور فاعل في قضايا الشرق الأوسط الملتهبة.

نشاط سياسي

النشاط السياسي المحموم لتركيا وعلاقتها الجيدة بجميع الأطراف قد تمكّنها كما يرى العديد من المراقبين السياسيين من لعب دور إيجابي في ملفات المنطقة في حال سمح لها بذلك. عبد الله غول أكد أن بلاده تستخدم علاقتها مع إسرائيل من أجل السلام، وأن المبادرة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للسلام هي الحل الأفضل للمشكلات في المنطقة، وقال: quot;لو لم تكن أحداث غزة لكنا قطعنا شوطا كبيرا في مسار السلام بين إسرائيل وسورية التي نحن وسطاء فيهاquot;.

وقال غول quot;إن تركيا كدولة في المنطقة ترى المشكلات التي تحوم حولها وهي تحاول حلها، لذا فإنه من المهم الإسراع إلى حقن الدماء قبل أن تتفاقم المشكلةquot;. وأضاف قائلا: quot;نحن ندعم المبادرة التي أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز في قمة بيروت في عام 2002 التي تنص على إقامة علاقات دبلوماسية عربية مع إسرائيل مقابل السلامquot;.

وبشأن وجود اتفاق سعودي- تركي بتحريك عملية السلام، قال: quot;إن المبادرة التي أطلقها الملك عبد الله في بيروت للسلام هي الحل الأفضل للمشكلات في المنطقة، وإنّ إحياءها جعل الجميع يسهم في تعزيز السلام في المنطقةquot;. وحاول الرئيس التركي عدم الفصل بين quot;حماسquot; وquot;فتحquot; بقوله: quot;نحن ندعم الشعب الفلسطيني ونحاول التخفيف من مأساته التي يعانيها الشعب بأكمله، وندعم جميع الأطراف في الشعب الفلسطينيquot;.

وتابع قائلا: quot;نعلم أن الولايات المتحدة الأميركية تشهد مرحلة انتقال إدارة جديدة لها، ويجب علينا ألا نترك الحل بأكمله للإدارة الجديدة وأن نساعدهم على ما يقومون به من أجل السلام في المنطقة، لأنه من المهم أن نعمل معا من أجل الاستقرار ومنع الاضطرابات في المنطقة، والسعي قدما في تأسيس دولة فلسطينية مستقلة تعيش في أمان جنبا إلى جنب مع الإسرائيليينquot;.

وعن الدور الذي تطمح تركيا أن تلعبه في الشرق الأوسط، قال غول ldquo;نحن كل همنا في ما نقوم به من أعمال في المنطقة هو دعم السلام بالدرجة الأولى والمشكلة الفلسطينية هي أم معظم المشاكل في الدنياrdquo;. وأضاف ldquo;عندما نساعد الفلسطينيين على تكوين دولتهم الفلسطينية عندها نكون حققنا دعما كبيرا للسلام العالميrdquo;. وشدّد على ضرورة وحدة الصف بين الفلسطينيين، معتبراً أن تحقيق ذلك ldquo;مسؤولية الجميعrdquo;.

وعن قلق بعض الدول العربية من الدور الإيراني، قال غول إن ldquo;إيران دولة جارة وصديقة ومهمة لنا وللمنطقة، خلال مباحثاتنا مع إيران نبحث سبل تعزيز العلاقات بين البلدين ونؤكد دائما ضرورة الحوار مع دول الجوارrdquo;.

وعن إمكان استمرار الموقف التركي ldquo;المعتدلrdquo; في المنطقة، قال غول إن ldquo;هناك انتخابات حرّة في تركيا يختار من خلالها الشعب الحزب الحاكم، ويمكن أن يتغير الحزب لكن السياسة الخارجية للبلد هي سياسة واحدة وليس للحزب دور فيهاrdquo;.

زيارته لمجلس الشورى

وخلال زيارته للرياض ألقى الرئيس التركي عبدا لله غول كلمة أمام مجلس الشورى السعودي دعا خلالها إلى ضرورة الفصل بين الدين الإسلامي والإرهاب، وجدد دعوة الفصائل الفلسطينية إلى الوحدة، معتبرا انه لو طبق اتفاق مكة، الذي رعاه العاهل السعودي الملك عبدا لله بن عبدالعزيز بين حركتي laquo;فتحraquo; وlaquo;حماسraquo;، لكانت القضية الفلسطينية في موقع القوة.وقال غول أمام مجلس الشورى السعودي: laquo;ديننا هو دين التسامح والسلام والمحبة للناس جميعا، ديننا الحنيف دين المحبة والإخاءraquo;، مشددا على انه laquo;لا علاقة للإسلام بالإرهابraquo; وان الإسلام يرفض الإرهاب.

واعتبر الرئيس التركي في كلمته التاريخية أمام مجلس الشورى السعودي أن laquo;الإرهابيين والناس الذين ينحون منحى التطرف يمكن أن يخرجوا من أي مجتمع آخر ولذلك يجب ألا تكون هذه الحوادث منصبة على سمعة الإسلام وسمعة بلديناraquo;. وأشار إلى أن laquo;هذه المقولات تؤدي إلى الخوف من الإسلام إذ تنتشر هذه المفاهيم في كل أنحاء العالم ولذلك يجب أن نتعاون في التصدي للإرهاب من هذا المنطقraquo;، مشيدا بجهود العاهل السعودي في التصدي للإرهاب وفي حوار الأديان.

ودعا غول في كلمته إلى وحدة الصف الفلسطيني، قائلاً laquo;لو طبقت الوعود التي قطعها الفلسطينيون في اتفاق مكة، فإنني واثق بأن القضية الفلسطينية ستكون في موقع القوة حاليا ولم نكن لنعيش في تلك المآسي التي حدثت في الفترة الأخيرةraquo; في إشارة إلى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وعبر الرئيس التركي عن أمله في أن laquo;يتحقق ذلك وألا نرى الجراح تتكرر مرة أخرى في الأراضي الفلسطينية لأن التفرقة الفلسطينية تخريب لأسس الدولة الفلسطينية المستقلةquot;.وأكد أن laquo;الرؤية التركية لهذه القضية تتمثل في لمّ شمل الشعب الفلسطيني ولمّ الشعب العربي والإسلامي وتوحيد كل الجهود لما فيه خير المنطقة وشعوبهاraquo;، لافتا إلى أن قضية فلسطين مسؤولية مهمة تقع على جميع الدول العربية والإسلامية.

حراك إقليمي

منطقة الشرق الأوسط شهدت خلال الفترة القليلة الماضية وتحديدا عقب إعلان إسرائيل وقف إطلاق النار من جانب واحد شهدت حراكاً سياسياً كبيراً حيث عقدت العديد من الزيارات واللقاءات بهدف إيجاد حلول مناسبة لقضايا مهمة تنقذ المنطقة من إمكانية نشوب حروب جديدة يدفع سكانها ثمنها المرة تلو الأخرى.

وشكلت المباحثات الثلاثية بين الرئيس المصري حسني مبارك ونظيره الفلسطيني محمود عباس ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل نقطة بارزة في خضمّ هذا الحراك، ما نجم عنه عقد اجتماع موسع بين وزراء خارجية تسع دول عربية بحضور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في العاصمة الإماراتية أبو ظبي طالب من خلالها الوزراء بضرورة عدم السماح للأطراف غير العربية _في إشارة واضحة لإيران_ بعدم التدخل في القضايا العربية. يأتي هذا فيما غادر الرئيس التركي عبدا لله غول والوفد المرافق له جده اليوم بعد زيارته الرسمية للمملكة العربية السعودية التي استمرت أربعة أيام .