quot;قمة التوبةquot; تعيد قطر إلى قطر رغم ثلاث مشاكل مقلقة
القمة بين quot;لاءاتquot; البشير وquot;توباتquot; حمد بن جاسم

13 دولة تؤكد حضور رؤسائها لقمة الدوحة والبشير يتحدى أمر إعتقاله

قمة الدوحة.. الجزيرة والشيراتون للتسخين

عبدالله الثاني إلى الدوحة والجزيرة خارج الحسابات

قمة الدوحة لن تكرس المصالحة العربية

سيف الصانع من دبي: quot;الآن سنعود إلى قطر ونترك القفزات المفاجئة خلفناquot;... هذا ما هتف به أحد المواطنين القطريين قرب سوق واقف، وهو سوق محلي مشهور في الدوحة، خلال حديث له مع صديق له في دبي عبر الهاتف بعد أن سمع تصريح رئيس مجلس وزراء البلاد ووزير خارجيتها الشيخ حمد بن جاسم بحديث التوبة عن استدعاء الرئيس الإيراني أحمدي نجاد وحركة حماس المنبوذة إلى القمة العربية.

وقال حمد بن جاسم في مؤتمر صحافي مشترك مع أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى quot;حجة مؤتمر الدوحة حماس ونجاد، تُبنا لا جايبين حماس ولا نجاد .. توبةquot;، في إشارة إلى القمة حول غزة التي حضرتها دول إسلامية وفشلت في الحصول على غطاء الجامعة العربية.

ويمكن القول إن عبارة الشيخ حمد قد أصبحت حدث الحدث، إذ تصدرت رؤوس الصحف اليومية الصادرة اليوم الأحد وستظل حديث الأيام المقبلة إن أتبع الشيخ المثير للجدل، القول بالفعل وتخلت قطر عن quot;دورها الغرائبي في المنطقة من خلال اللعب بأكثر من بندقية والرقص فوق حبال المتناقضاتquot; وفقًا لما يراه محللون سياسيون.

ولم يحضر القمة سوى 13 زعيمًا عربيًا بينما فضل البقية تخفيض تمثيلهم في القمة نتيجة الخلافات التي لا تحصى مع البلد المضيف.

وجرّت قطر على نفسها ثلاث مشاكل على الاقل خلال هذه القمة: الاولى تمثلت في عدم حضور مصر وهي اكبر دولة عربية إلى القمة. وهذا الغياب يحدث للمرة الأولى منذ وفاة الرئيس انور السادات وذلك نتيجة لقائمة طويلة من التحفظات المصرية على سياسة الدوحة ومنها تعطيلها لعملية المصالحة الفلسطينية التي ترعاها القاهرة منذ عدة أسابيع.

وثاني هذه المشاكل هي التي اثارتها مع الاردن من خلال quot;أستعارتهاquot; للصحافي المصري محمد حسنين هيكل لاثارة زوبعة غير موقوتة من خلال الحديث عن دور خفي للملك حسين في حرب الأيام الستة مما أدت الى حضور الملك عبد الله بن الحسين ولكن quot;على مضضquot; بعد وساطة سعودية سورية مشتركة حسب ما ذكرته مصادر مطلعة من الدوحة.

أما الثالثة، فهي امتناع العاهل المغربي الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس، والذي تعتبر بلاده اكثر بلد عربي احتضن مؤتمرات القمة العربية والاسلامية، عن حضور القمة، لأن قطر اصرت حتى اللحظات الاخيرة على حضور الرئيس احمدي نجاد الذي اكتفى عن حضور قمة الدوحة بحضور مباراة بلاده مع السعودية لكن فريقه تلقى هزيمة قاسية ابعدته عن المونديال.

وربما تشكل دعوة أثنين من الرؤساء الموجودين على قائمة الطلاب المنتسبين الى quot;مدرسة المشاغبينquot; مثل الرئيس الفنزولي هيجو تشافيز إلى الدوحة، وحضور الرئيس السوداني المطارد دوليًا عمبر البشير مشكلة لكنها ستكون أقل حجمًا من سابقتها. وفي موضوع البشير تحدث مسؤول خليجي وهو مرافق لوفد بلاده في القمة قائلاً: quot;البشير تحدى العالم وحضر القمة لكن لا أحد يعرف متى سينتهي هذا السيرك وكيفquot;.

ولو تعرضت دولة أكبر حجمًا ومكانة من قطر لهذه المشاكل لأصيبت دبلوماسيتها بالارتباك خاصة وأنها قد صرفت مبالغ طائلة في مجال تجميل صورتها وتحسينها وتسويق دورها في أكثر من صحيفة عالمية مثل quot;فانينشال تايمزquot; وquot;نيوزويكquot; وquot;دير شبيجلquot; التي أجرت حديثًا مطولاً مع أميرها في العدد الصادر يوم الأحد؛ فما بالك ببلد صغير يعتبر مصدرًا لإزعاج وضجر المحيطين به والبعيدين على حد سواء.

وقررت الحكومة القطرية إلغاء عدد من مهرجاناتها الثقافية مثل مهرجان الدوحة الثقافي ومهرجان النقل البحري اللذين لن يكلفا خزينة الدولة بأكثر مما يكلفه دعم كتيبة صغيرة في إحدى الميليشيات التي تمولها قطر في لبنان او فلسطين او اليمن او حتى في افريقيا التي وصلت إليها مؤخراً.

وتقول مصادر quot;إيلافquot; المطلعة إن هذه الحملة كبدت الدولة مبالغ طائلة من الاموال بغية التأكيد على تفوق قطر وتقدمها على جيرانها من الدول الخليجية الأخرى، وكان واضحًا التركيز في الحملة على توجيه الانتقادات لأكثر من دولة خليجية من بينها انتقاد التجربة الديمقراطية المميزة لدولة مثل الكويت والتقليل من شأنها.

واذا ما صحت مقولة الشيخ حمد وتحولت قطر الىالقيام بدور اقتصادي له الوقع الايجابي على سكان الإمارة الصغيرة، فإن ذلك يعني على حد تعبير مصدر خليجي في دبي أن quot;هنالك متغيرات في الصورة المقبلة للمنطقةquot;.