مستوى تمثيل الدول وquot;التوبة القطريةquot; حديث الساعة في الدوحة
الجزيرة والشيراتون للتسخين.. وquot;سوق واقفquot; لالتقاط الأنفاس!

لبنان سيبلّغ العرب بتطبيق quot;إتفاق الدوحةquot; باستثناء الإنتخابات

اجتماع وزراء التجارة العرب عشية قمة الدوحة

ابو الغيط : سعينا لتقويض قمة الدوحة ومصر اكبر من ان تسقطها محطة ...

علامات استفهام حول حضور العاهل المغربي الى الدوحة

الرئيس اللبناني: قمة الدوحة ستوحّد العرب وتسييس المحكمة صعب

خبراء: قمة الدوحة.. شعور قطري بعقدة نقص

نبيل شرف الدين وفهد سعود من الدوحة: في اليوم السابق على انطلاق أعمال القمة العربية الحادية والعشرين في الدوحة، بدا الإعلاميون نجوم المشهد ربما على نحو تجاوز الساسة وأعضاء الوفود الرسمية المشاركة في القمة، وكان لافتاً أن كثيرين من الإعلاميين يرغبون في بداية ناعمة هروبا من الأجواء السائدة في فندق شيراتون الدوحة حيث يقع مقر المركز الإعلامي للقمة، وتوجه عشرات الصحافيين إلى quot;سوق واقفquot; الذي يعتبر من الأسواق التراثية القطرية التي تلقى اهتماماً شعبياً واسعاً، بالإضافة إلى أنها تشكل متنفساً لآلاف العاملين العرب والأجانب في الدوحة التي لا تحظى بمثل ما تحظى به دبي أو أبو ظبي من وسائل ترفيه، على الرغم من مظاهر النهضة والعمران الجارية في قطر على قدم وساق وبشكل لا تخطؤه العين.

فجأة وجدنا نفسينا ضمن فريق من الزملاء الإعلاميين في quot;سوق واقفquot;، حيث تحول المشهد هناك إلى مسرح للقاءات والترتيبات الإعلامية، فالزملاء في الفضائيات يسعون للتنسيق مع الصحافيين للتعليق على الأحداث، ويتابعون عبر اتصالات هاتفية لا تنقطع ترتيبات مع مسؤولين عرب من هذه الدولة أو تلك، كما تتناثر الحكايات من هنا وهناك حول هذه الصحيفة أو تلك الفضائية، وبالطبع كانت محطة quot;الجزيرةquot; القطرية المثيرة للجدل هي الأكثر حضوراً وسط هذا الزخم الإعلامي الذي رتبت له الدوحة على نحو مكثف، فدعت عشرات الصحافيين من شتى المشارب بمن فيهم هؤلاء الذين دأبوا على توجيه انتقادات حادة للسياسات القطري، خاصة خلال الأعوام القليلة الماضية.

التوبة القطرية

ولعل الهاجس الأبرز الذي سيطر على الإعلاميين هنا في الدوحة كان يتمحور حول مستوى التمثيل الرسمي للدول العربية، ودلالات ذلك الأمر، فضلاً عن مدى تهيؤ الأجواء لتفعيل المصالحة العربية على أرض الواقع، خصوصا وأن غيوما داكنة لا تزال تحجب الرؤية عن سماء الوفاق العربي، لدرجة يبدو معها أمراً بعيد المنال على الأقل في المدى المنظور.
كما أن quot;التوبة القطريةquot; التي أعلنها وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، من دعوة الرئيس الإيراني محمود نجاد، أو مسئولي حماس، للقمة العربية، حين قال: تبنا quot; لا جايبين حماس ولا نجاد quot; توبة quot;، كانت أيضا ضمن اللقطات المثيرة.

لكن هذه التوبة على ما يبدو جاءت متأخرة بعض الشيء، وكادت تكون سببا في تراجع مستوى التمثيل الرسمي لعدة دول، لا ترى في وجود إيران أو حماس في القمة العربية جدوى، فالمصالحة يجب أن تتم أولا بين الدول العربية، وفي ما بعد يمكن الحديث عن إيران أو الحركات الراديكالية الفلسطنية وخاصة حماس، وكل منهما لا تروق لصناع القرار في ما اصطلح على تسميتها بدول الاعتدال العربية.

وتشعر القاهرة باستياء ومرارات حيل الدوحة، خاصة في ظل ما تعتبره هجوماً متعمداًً ومنهجياً من قبل قناة ''الجزيرة'' الفضائية على مجمل مواقف مصر السياسية ، وعلى كبار مسؤوليها ونقلها لتصريحات قادة في ''حماس'' انتقدوا بشدة رفض القاهرة فتح معبر رفح واعتبروا انها تساهم في حصار قطاع غزة، وهنا يرى مراقبون أن ''الجزء الأكبر من الخلاف المصري- القطري خلاف شخصي، فالقاهرة لم تنس بعد الحملة التي شنتها ''الجزيرة'' على رموز بارزة في النظام المصري أثناء حرب غزة وخصوصاً تلك الصور التي بثتها الفضائية المثيرة للجدل لتظاهرات شهدت تمزيق صور الرئيس المصري ودهسها تحت الأحذيةquot;.

واعتمد وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم التشاوري مشاريع قرارات تركزت أهمها على الشأنين الفلسطيني والسوداني، وأجمع الوزراء على أولوية الملفين الفلسطيني والسوداني، ونتج عن هذا الإجماع ثلاثة مشاريع قرارات اثنان منها في الشأن الفلسطيني وثالث في الشأن السوداني، وأكد المشروعان الخاصان بفلسطين تمسك العرب بمبادرة السلام العربية التي اعتمدها القادة والزعماء في القمة العربية في بيروت عام ،2002 مشددين على أنها لن تظل مطروحة على الطاولة طويلاً، وعلى أهمية أن يقترن ذلك بالتزام إسرائيلي بالتنفيذ، فيما تناول المشروع الثاني مسألة الحوار والمصالحة الفلسطينية ودعم الجهود المصرية في هذا الإطار، بينما أكد المشروع الخاص بالسودان الرفض العربي لاستهداف رئيس في سدة الحكم من قبل المحكمة الجنائية الدولية، مطالبين في الوقت ذاته السودان بمحاكمة المتورطين بجرائم ضد الإنسانية.