((هذه قبلة وداع أيها الكلب..) بهذه العبارة الواضحة صاح العراقي الوطني الحر الإعلامي منتظر الزيدي وهو يسدد فردة حذائه لتطير بإتجاه الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي كان في مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء حكومة الإحتلال الرابعة نوري المالكي مساء الأحد 14/12/2008، وبين الدهشة والترقب بعد أن تحاشى بوش فردة الحذاء بنجاح وأصبح في وضع تهيىء كلاعب التنس حينما يصد ضربة البداية استقبل الرئيس بوش فردة الحذاء الثانية التي أخطأته كذلك لكن المالكي كان قد سارع لرفع يده اليمنى ليصد الضربة!! أملا بأن يمسك الحذاء قبل وصوله لهدفه والذي هو رأس الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش في آخر زيارة له للعراق المحتل قبل أن يغادر البيت الأبيض في واشنطن والرئاسة الأمريكية غير مأسوف عليه بعد سبعة وثلاثين يوما أي في العشرين من كانون الثاني القادم 2009.


وأهتز العالم كله لهذا المشهد الحي والذي أتوقع له بأن يكون المشهد الأول بإمتياز للعام 2008 المنتهية أيامه بعد نيف وأسبوعين فقط..
وحاولت تتبع آثار ما حدث من خلال التعليقات التي أنفجرت في العالم كله على ذلك الحدث وخصوصا في الولايات المتحدة وبداية من ردة فعل الرئيس بوش نفسه وهو في المؤتمر الصحفي ببغداد الذي لم تخذله روح النكتة وإن كانت باردة حيث قال بأن حجم الحذاء كان الرقم 10 أي 44 بالحجم الإنكليزي مما يعني عراقيا بأنه قد عرف الموضوع وتلقفه وهو (طاير) !!،وركزت وسائل الإعلام في واشنطن على أن هذا العمل هو أكبر إهانة توجه بالعرف العراقي ولكنها حاولت وبلؤم واضح أن تربط ما بين سقوط التمثال ببغداد يوم 9/4/2003 حينما وصلت قوات الإحتلال الأمريكية الى ساحة الفردوس وحولها مجاميع من المرتزقة والعملاء من العراقيين الذين تدربوا على حساب وزارة الدفاع الأمريكية في هنغاريا قبل أشهر من ذلك الغزو، ويحيط بهم نفر من الغوغاء العراقيين، وساعدوا في تلك اللحظة بحضورهم وقذف التمثاال الساقط بالأحذية هذا في الوقت ذاته كان الرئيس الراحل صدام حسين يحي الجماهير الملتفتة حوله أمام جامع الإمام الأعظم في الأعظمية وكان ذلك آخر ظهور جماهيري حر له!!وبقية القصة معروفة للجميع..


وحتى يهون الرئيس بوش من آثار هذا الذي حدث له ببغداد أفاد وبإستخفاف مفتعل بأن رمي حذاء عليه لا يعني لديه أي شيء!!،مستمرا بأكذوبته الطويلة الأمد بأن غزو العراق وأحتلاله كان سببه صدام حسين متجاهلا وبحماقته المعهودة الخسائر البشرية الهائلة التي سببها للعراق والتي فاقت المليون قتيل وأكثر من أربعة ملايين مهجر ومشرد عراقي داخل وخارج العراق،وخسائر أمريكا من العسكريين فقط بحدود 4209 ومبالغها التي هدرت لحد الآن ومنذ بداية حربها في 20/3/2003 بحدود 576 مليار دولار،وأعتقد من خلال هذه المعطيات فإن العراقي الشهم منتظر الزيدي لا يجب أن يبقى خلف القضبان في العراق حيث الأساس بأن من توجهت له فردتا حذاء الزيدي لا مانع لديه وبموجب تصريحه ذلك وليس في القانون العراقي ما يؤدي الى إدانة الزيدي أو حبسه على إبدائه وتعبيره عن شعوره الوطني العراقي تجاه الإحتلال الأجنبي ورمزه جورج بوش..ومقاومته بهذا الشكل الذي ينم عن الإحتقار وعدم المهادنة أو المساومة..


لقد بذلت مساع هائلة ورصدت وصرفت أموال كبيرة لتشويه المقاومة العراقية للإحتلال وعملائه من العراقيين خلال سنوات الإحتلال ومن البداية كانت المقاومة العراقية أول ما تعنيه هو رفض الوجود الأجنبي ومقاومته بشتى الوسائل وتحاشي الخلط بالقول والعمل بين العمل المقاوم والإرهاب الدموي الذي أراد للعراقيين بأن يزجوا في حرب أهلية طائفية وعنصرية خدمة للمحتل الأمريكي من جهة وبعض دول الجوار العراقي من الجهة الأخرى..


وكلمة يجب أن تذكر وتقال وهي من تاريخنا العراقي الزاخر بالوطنية والتضحيات الشريفة وأقولها لكل طاقم الوضع العراقي الراهن الحاكم ببغداد،لعل فيهم من يتذكر ثورة 14 تموز 1958 الوطنية في العراق وكيف ترافق حدث إنهاء بعض رموز الحكم الملكي صبيحة الثورة مع حدث شنق الضباط في ثورة مايس 1941 الوطنية القومية حينما خلد تلك اللقطة الشاعر العربي سليمان العيسى في قصيدته الطويلة المعروفة (بغداد تمزق القيد ) ومما قاله فيها هذه المقاطع..
أنظر هنا صلب الشهيد فمن ترى بعد الشهيد؟؟
ماذا على مبنى الدفاع وعبر ساحات الرشيد
المجرمون على النعال يجرهم موج غضوب
تحت النعال كذاك تنهي قصة الغدر الشعوب
وسينتهي إحتلال العراق بالخسران المبين للمحتلين وعملائهم ولكل أعداء العراق المقاوم الصابر والمحتسب وأن غدا لناظره قريب..

اسماعيل القادري

واشنطن

E-mail: [email protected]