يعمل على إصدارأنطولوجيا القصة القصيرة في السعودية

خالد اليوسف: وزارة الثقافة فشلت في مؤازرة إنشاء رابطة الكتاب والأدباء

* لدي قناعة أن لكل كاتب قصصي أو روائي أو شاعر ناقد خاص.
* نادي القصة السعودي تم التخلص منه بالموت البطيء.
* في:quot; رائحة الأنثىquot; ألغيت الرقيب الداخلي من أجل الداخل الإنساني.
* وجود الجمعيات المتخصصة ضمن جمعية الثقافة والفنون إهدار للطاقات والأموال.

عبدالله السمطي من الرياض: يعمل القاص والروائي الأديب خالد أحمد اليوسف على إصدار أول أنطولوجيا موسعة عن القصة القصيرة في السعودية، هو يتوقع إصدارها هذا الصيف، كما يعمل على صدور كتابه عن كتاب السرد في اليمن في طبعة منقحة.خالد اليوسف الذي تحدث لإيلاف عن إصداراته الجديدة يتناول في هذا الحوار بعض قضايا المشهد الثقافي السعودي، حيث يؤكد على أن وزارة الثقافة والإعلام نجحت في معارض الكتاب، وفي بعض الأندية الأدبية، لكنها فشلت في تطوير جمعية الثقافة والفنون، وفي مؤازرة ورعاية إنشاء رابطة للأدباء والكتاب.
اليوسف عراب الببليوجرافيا الأدبية بالسعودية، صاحب تجربة سردية طويلة بدأت منذ أوائل ثمانينيات القرن العشرين، أصدر ست مجموعات قصصية منها: quot; مقاطع من حديث البنفسجquot; وquot; امرأة لا تنامquot; وquot; الأصدقاءquot;،ومجموعة من الأعمال الببليوجرافية منها: quot; معجم الإبداع الأدبي في السعوديةquot;، وصدرت له في مارس 2009 رواية:quot; وديان الإبريزيquot; يرى أيضا أن النقاد مشغولون بأسماء معينة، وأن لكل أديب ناقد خاص، كما يجزم بأن نادي القصة السعودي ndash; الذي أشرف عليه لأكثر من عشر سنوات - وهو ثالث نادي في العالم العربي بعد مصر وتونس، تم التخلص منه بالموت البطيء، وإلى نص الحوار:
* أصدرت مؤخرا رواية:quot; وديان الإبريزيquot; ما هي الأصداء الأولية لهذه الرواية؟ وهل سكت النقاد عنها؟
سعيد جداً من استقبال بعض الوسط الثقافي لها!، لأن البعض الباقي مشغول بأسماء معينة ومحددة، ولايعنيه أبداً أن تًطرح رواية جديدة أم لا، خاصة من له تجربة سردية معروفة وواضحة. لكن مازال الوقت باكرا لإصدار قرار حول ذلك. أما النقاد فلدي قناعة بأن لكل كاتب قصصي أو روائي أو شاعر ناقد خاص!؟، وهذا ليس بجديد، وقد تابعنا منذ بداية الثمانينيات هذا الأمر وأصبح معروف لدى الجميع أن فلانا يكتب عن فلان فقط!

* ما سبب تحولك من القصة القصيرة إلى الرواية؟ هل السبب فني، أم مسايرة لموجة الكتابة الروائية؟ أم أن كتابة الرواية مشروع قديم لديك؟
- الحقيقة أنا مازلت قاصاً وسأبقى مخلصاً لها، لكن هي ndash; كما قلت في سؤالك ndash; هي مشروع قديم، وقد كانت لي محاولات قبل هذه الرواية، وأخيراً جاءت هذه الرواية التي تطلبت مني الاعتكاف عليها فترة زمنية لاتقل عن عامين متواصلين، أما الموجه فلاتعنيني أبداً برغم ايجابياتها على الحركة الثقافية!؟

* ركزت في مجموعتك القصصية:quot; المنتهىquot; على التيمة الجنسية الإيروتيكية؟ ما الدافع لذلك؟
- أبدا كل ماجاء في مجموعتي القصصية السادسة: quot; المنتهى.. رائحة الأنثىquot; يعبر عن مشاعرنا الإنسانية، يتحدث عن مكنونات الذكر والأنثى، يروي على لسانه وعلى لسانها كثيراً من الأحاسيس التي يبوح بها كل واحد منهما للآخر، هي مجموعة ألغت الرقيب الداخلي من أجل الداخل، وهي مجموعة تحترم العلاقات الحميمة بين الجنسين، وعلى فكرة المجموعة السابعة ستتعمق أكثر في هذه العلاقة، وستروي تفاصيل ساخنة بين الجنسين!

* أنت عراب الببليوجرافيا الأدبية بالمملكة، ما الجديد الذي تقدمه للساحة بعد الدليل الأدبي المشترك بينك والدكتور حسن الحازمي؟
- الجزء الأول من معجم الإبداع الأدبي ليس دليلا وإنما هو دراسة ببليوجرافية ببلومترية تاريخية، ومقدمة الدكتور الصديق / حسن الحازمي تالية للعمل الذي كان جاهزا لدي، وفي المجال نفسه سيكون الجزء الثاني الخاص بالقصة القصيرة جاهزا مع نهاية العام، وربما يشترك الصديق الدكتور / حسن معي وربما غيره من الأصدقاء. برغم أن الجزء الأول الخاص بالرواية ضغط عليّ لكي ُأتابع أصداءه وتطورات الرواية في المملكة. أما أهم حدث لدي بإذن الله سيكون صدور انطولوجيا القصة القصيرة في السعودية وهو مشروع أخذ مني وقتا طويلا، وقد يصدر في آخر هذا الصيف، والمشروع المطلوب الانتهاء منه قريبا ndash; أيضا ndash; الطبعة المنقحة المجددة المزيدة من كتاب السرد في اليمن، وهو كتاب كبير أُحاول الانتهاء منه قريبا!

* تقتطع الببليوجرافيا من وقتك الكثير الذي كان من الممكن أن يذهب لكتابة نصوص إبداعية أو متابعة أعمالك الثقافية الأخرى؟ هل يقدر المثقفون ذلك؟
- لم أضع أمامي هذا الشرط، ولم ُأفكر بمن يشكر ويقدر أو بُنكر المعروف!، لأن هذا الأمر سيتعبني كثيرا ويقف عائقا أمام طموحاتي المعلوماتية، أنا ياسيدي أحاول أن أخدم وطني قبل كل شيء، وهذه العمليات البحثية جزء قليل ُأسديه لوطني الذي أعطاني الكثير، ولاتخلو هذه الدراسات المفتاحية لكل باحث ودارس ومتعلم من الشاكرين، لأن الببليوجرافيا أم العلوم والمفتاح لدخولها.

* اختفى نادي القصة السعودي الذي كنت أنت داعمه الأول بحضورك الأدبي والثقافي؟ أين ذهبت وعود وزارة الثقافة والإعلام بشأن الإبقاء عليه؟
- كنت أتمنى أستاذ / عبد الله أن لاتتذكر هذا النادي، فقد كنت أحد المشيعين والحاضرين لجنازته!؟، والميت لايبعث إلا بقدرة الله وقوته، وأنا أرى أن طريقة التخلص منه كانت شبيهة بموت بطيء، لكن مايهون العزاء فيه أنه هو النادي الثالث على مستوى العالم العربي بعد المصري والتونسي، وكذلك أن تاريخه كان مجيدا وحافلا ومتفوقا، وأن صاحب السمو الملكي الأمير / فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب رحمه الله كان مؤسسا له، وكان سعيدا بمنجزاته كثيرا، لهذا لاحزن على كل هذه الرايات والصفحات الناصعة، فربما تُعيد وزارة الثقافة والإعلام النظر في أوراقه، وربما تفكر في إعادة الحيوية والحياة فيه بعد كل هذا العمر، خاصة أن ملف المطالبة الموقع بأكثر من أربعين كاتبا وكاتبة سلم للأستاذ / إياد مدني الوزير السابق للوزارة، ولا أدري أين ذهب! .

* هل حققت وزارة الثقافة والإعلام ما تصبو إليه كمبدع؟ وعلى فكرة ماذا تم بشأن رابطة أو اتحاد الكتاب السعوديين؟
- على وزارة الثقافة والإعلام أعباء كبيرة جداً، وهي تدير وتحرك حجري رحى ضخمين: المثقفين والإعلاميين، لهذا مازالت محاولاتها تترى وتنثر الملفات والأوراق، وتطرح الرؤى والأفكار، وتدخل الميدان لمباشرة العمل.
الوزارة نجحت في معارض الكتب بصورة متفوقة، نجحت في إعادة الحياة إلى مجلتين متخصصتين: المجلة العربية ومجلة الإعلام والاتصال، نجحت في بعض الأندية الأدبية!!!؟، نجحت في بعض الأيام الثقافية، نجحت في تكوين جمعيات متخصصة، ومازال الطرق إليها طويلا. فشلت في إبقائها على جمعية الثقافة و الفنون مع وجود هذه الجمعيات المتخصصة؟، فشلت في رعاية ومؤازرة إنشاء رابطة الكتاب والأدباء التي هي تمثل المجتمع المدني، وهي التي تقف جنبا إلى جنب مع الوزارة في رعاية الأدباء، وهي التي تمثل الأدباء خارج الوطن، وهي الصوت الحقيقي للمشهد الأدبي الذي ستعكس صورته أمام الآخرين، وهي التي تساند الأندية الأدبية التي هي إدارات ثقافية تتبع الوزارة، والوزارة ndash; كذلك ndash; عضو فاعل في هذه الرابطة التي يجب أن تقوم الآن وليس غداً، وهذا جوابي عن الفقرة الأخيرة .

* من هم الآباء الرسميون للمثقف السعودي في رأيك: النادي الأدبي، وكالة الشؤون الثقافية؟ أم لا يوجد آباء رسميون؟
طبعاً لايوجد لأن الأديب والمثقف قائم قبل هذه الإدارات الثقافية، وهي لم تصنعه أو توجده أو تكونه وتعينه، هو كيان بمفرده!، المثقف السعودي يحاول أن يتعاون معها، يحاول أن يمد يده إليها، يحاول الوصول إليها، نجح من نجح في ذلك وفشل من فشل!!؟، المثقف على تعدد اتجاهاته وتنوع أعماله بحاجة للوزارة، والوزارة بحاجة إليه، هي لم تسع إليه وتقدم خدماتها له.. لماذا لا أدري؟

* هل ماتت ما كان يسمى بquot; جمعية الثقافة والفنونquot; هل ترى دمجها بالأندية الأدبية؟
- يبدو ndash; وإتماما لإجابة سابقة ndash; أنها في طريقها إلى إعادة التسمية والتكوين، وإلا كيف تجتمع مع: جمعية المسرحيين السعوديين، الجمعية السعودية للفنون التشكيلية، جمعية الخط العربي، جمعية الفوتوغرافيين السعوديين وغيرها من الجمعيات المتخصصة، إلا إذا أرادت الوزارة تشتيت الجهود، وضياع الطاقات، وإهدار الأموال.. فهي أعلم بذلك!. التركيز في هذه المهام يحتاج إلى استراتيجيات ودراسات واقعية في غاية الأهمية.

* لماذا لم يقبل خالد اليوسف الانضواء تحت إحدى أجهزة وزارة الثقافة والإعلام ليقدم خبرته الإدارية والثقافية لتفعيل النشاط الثقافي؟
- أنا مع الوزارة في كل ما أملكه من قدرات وإمكانيات، ويشرفني ذلك كثيرا، وصلاتي بالوزارة وخاصة سعادة الوكلاء قوية جدا، وقدمت وسأقدم لهم كل مايريدونه بقلب وروح متعاونة دائماً، فأمر الوزارة يهمني مثلما هي يجب أن تهتم بي وبغيري من المثقفين والأدباء، ومن خلال الأندية الأدبية، التي هي فرع من الوزارة أقوم بكثير من الأنشطة، ولن ابخل أبداً بأي خطوة لمصلحة الثقافة في وطني.