عطرُكِ النحيل يترصدني
كاشراً عن أنيابِه
ينتاشُ لحمَ خطواتي
فتسمُن المسافةُ
التي تحول بين شفتيَّ
المخضلين بالخلِ وعَرَقِ السجائر
العابقين بشيخوخةِ قهوةٍ
سلخَ الشرودُ وجهَها المجدور
وبين ندبةٍ على نهدِك الأيسر
طالما لثمتُها في بطءٍ راجف
بعدما تيقنت منكِ ndash;مراراً-
أنها لا تؤلمك

خمسُ سنواتٍ مرَّت بي
خمسةُ صُلبانٍ مررتُ بها
وليس لي أيةُ شكاياتٍ أجاهر بها
أصفعُ بها صلفَ السماءِ الأعور
إذ كنت أعلمُ منذ اللثمةِ الأولى
أن شفتيَّ ستصيران جرحاً
ليس لعورته ما يسترها
في شتاءاتِ الخجلِ اللاذع
سوى أوراقٌ من توتِ اللغةِ
نقشَ على متونها إزميلُ الظمإ
ر..
أربعَ وخزاتٍ في صدرِ الرب
هـ..
أربعَ صرخاتٍ في أصفادِ الهمسِ
ا..
أربعَ نغباتٍ من زِقاقٍ حبالى بخمرِ الأرقِ
ف..
أربعةَ نصالٍ تمشقُ أحشاءَ الفراشات

إذ كنت أوقن أن اللثماتِ
مرايا تتشظى في حنايا الروح
وشظايا تخمشها أناملُ الربيع
فتوقظ فيها براعمَ الصدإ
خمسُ ميتاتٍ ولم أمت
كجمرةٍ في الفمِّ يتقيأني القبرُ
يستقذر أن يكون رحماً لي
لظلٍ محصته محاريثُ الانتظار
لجسدٍ أثخنتْ جوفَه لثماتٌ
في شرايين الحلم تمُدُّ جذورَها
تغمُد أظافيرَها في أحداقِه الفاغرة
لا يملك أن يتقيأها