بغداد: بدأت اصوات المثقفين العراقيين تتصاعد بشكل اقوى وأوضح احتجاجا على ما تتعرض اليه بغداد ن خراب طال هويتها وعمرانها، مؤكدين قيامهم بحملة تحمل شعار (انها بغداد) لاعادة المدنية والحياة الى المدينة التي كانت رائدة ومتقدمة على نظيراتها من عواصم المنطقة، فأمست تلك العواصم تفوقها عمرانا وتنظيما وعافية.
اصدر مجموعة من المثقفين والأكاديميين والإعلاميين وناشطي المجتمع المدني، بيانا احتجاجيا ضد كل الخراب الذي طال بغداد، هويتها وعمرانها، منذ عقود طوال حتى يومنا هذا..، وقال البيان انها حملة لتغيير واقع بغداد المزري وازالة ما اصابها من تشوهات واستباحات لمعالمها وهويتها ومبانيها التراثية... حملة اطلقتها مجموعة من المختصين/ ات، المثقفين/ات، والناشطين/ات،الفنانين/ات،الاعلاميين/ الاعلاميات وكل من يهمه مصير هذه المدينة: ادناه نداء الحملة الى كافة المسؤولين العراقيين لاخذ هذا الامر بجدية تستحقها عاصمة العراق،، من يتفق مع مضمون هذا البيان فليكتب اسمه ويشير بوضوح الى موافقته على التوقيع على هذا النداء الذي سنطلقه في مؤتمر صحفي الاسبوع المقبل مع مجموعة من الفعاليات المختلفة، وفيما يأتي نص البيان:
السيد رئيس جمهورية العراق الاتحادية المحترم
السيد رئيس مجلس الوزراء المحترم
السيد رئيس مجلس النواب المحترم
السيد محافظ بغداد المحترم
السيد رئيس مجلس محافظة بغداد المحترم
السيد أمين بغداد المحترم
السيد رئيس ديوان الوقف الشيعي المحترم
السيد رئيس ديوان الوقف السني المحترم
السيد رئيس ديوان اوقاف الطوائف المسيحية، اليزيدية والصابئة المندائية في العراق، المحترم
السيدات والسادة في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة - اليونسكو
تعاني عاصمتنا الحبيبة بغداد من إهمال وتدهور وضياع لهويتها الحضارية، ويوما بعد يوم تغيب ملامحها المتفردة التي عرفت بها على مدى العصور والتي شكلت مخيالا أسطوريا في الوجدان العالمي والإسلامي والعربي، كواحدة من أهم حواضر الدنيا وأجملها. فقد حملت بغداد تراكم الدهور الرافدينية ومنتج الحضارات المتعاقبة عليها. فمكثت خلال عمرها ذي الألف ومائتين وخمسين عام، سجلاً مكانيا لكل من مر وعاش على أرضها من أقوام وحضارات وديانات وطوائف من كل الأطياف والأجناس. فأشرقت روحها بالنتاج الإنساني والثقافي المتنوع الذي امتد عبر العصور منذ تأسيسها.
بيد أن بغداد اصبحت تتعرض منذ عقود إلى عملية تشويه لهويتها الحضارية، وتخريب وتدمير لمبانيها وملامحها التراثية والتاريخية. لقد تراكم الخراب من جراء إنتهاكات وإهمال كل السلطات، وكانت ذروتها قد حدثت إبان السلطة البعثية الديكتاتورية البائدة، حينما أجتثت أحياء بكاملها كانت تشكل طابعها الحضري البغدادي، وتمت استباحة ضفتي نهرها الخالد وحجزه الى ( القائد وحاشيته المقربة)، ولاتزال عمليات التشويه والتخريب والاستباحة مستمرة بدون وازع ولا رادع قانوني يحميها، ضمن ضوابط ومعايير حضارية تليق بها كعاصمة وكمدينة تاريخية مهمة.
ومن راهن بغداد، وركامها وخرائبها ويد العبث التي تمتد إلى معالمها التراثية الثمينة، عبر إستباحات مستمرة على ملامحها وروحها (المتبغددة)، حيث الغياب الواضح لأية رؤية أو فلسفة عمرانية ومعمارية، نطالبكم بالعمل جديا لإيقاف الأعمال والاجراءات الارتجالية، التي شوهت ومازالت تشوه معالم هذه المدينة المنكوبة المنكسرة، بعدما حولتها الانتهاكات إلى خرائب مشوهه لاتنتمي إلى عصرها وتأريخها، ولا تمت بصلة إلى لحظتنا المدنية التي يجب أن تنتمي إلى روح عصرية يسودها الجمال وخصوصية الهوية الثقافية، بما يضيف إلى بغداد ويحسب لها، ولاسيما في مناطق مركزها الصغير الباقي من اصلها، والذي يشكل 1\300 من مساحتها المبنية، مما يستوجب الحفاظ عليه قبل ضياعه بشكل كامل.
لقد كانت بغداد رائدة ومتقدمة على نظيراتها من عواصم المنطقة، فأمست تلك العواصم تفوقها عمرانا وتنظيما وعافية، واصبح لكل منها هوية معمارية وحضارية متميزة رغم حداثة عمرها، من جراء ما حظيت به من إهتمام من القائمين عليها، على خلاف بغداد، التي توالى على كاهلها سلطات ومتنفذين وقائمين على أمرها، لم يرتقوا بالحس والعمل من اجل ان تكون بغداد عاصمة يعتد ويفاخر بها. وهي ما فتئت تستباح وتشوه بشكل مستمر، وتقوض بيوتها ومعالمها التراثية الجميلة وتجرف أشجارها المعمرة، وتغيّر ملامحها وخريطتها لصالح منشآت ارتجالية وعمارات سمجة مغلفة بالاكوبوند القبيح، المناقض لفطرتها البيئية وتقاليدها البصرية في الملمس واللون والشكل، مما ادى إلى تراكم التلوث البصري الذي اصبح معيبا لنا جميعا. والأنكى من كل ذلك انتشار العشوائيات والفوضى السكنية التي أتسع نطاقها وتورم سرطانها ليطأ بهمجيته بعض المواقع التراثية ولم يقتصر الامر على دهماء القوم فحسب، بل حصل من طرف جهات ومؤسسات حكومية و حزبية من دون مراعاة لأية معايير حضارية. حتى بات من غير المستغرب أن نجد شوارع المدينة وساحاتها وحدائقها العامة وقد غدت مراعي للماشية و مكب للقمامة والأنقاض والازبال وآسن المستنقعات ومياه المجاري الثقيلة، وهو الأمر الذي يكرس خيبة الأمل، ويزيد فينا الألم والحسرة على مدينتنا وعاصمتنا بغداد المسكينة.
bull; وعليه نطالب بتشريع قانون من أجل حماية الإرث العمراني والحضاري لمدينة بغداد، وذلك من خلال تشكيل هيئة عليا محلفة ومؤتمنة تضم أهم المعماريين والتراثيين والمؤرخين والمختصين الأكاديميين، من ذوي السمعة المنزهة والخبرة والباع والحرص العالي وحاملي الحمية على بغداد، للعمل على وضع رؤية وفلسفة عمرانية ومعمارية متطورة، ووضع دراسات جدية شاملة، مع إيجاد آليات فاعلة للتنفيذ الصحيح يهدف الى إعادة بغداد إلى ألقها ومكانتها الرفيعة، لتستعيد الأذهان الصورة المتخيلة التي يعرفها العالم عنها، مدينة الجمال والثقافة والعراقة الممتدة في عمق التاريخ الحضاري والإنساني.
bull; ونطالب بأن يتم تفعيل القوانين العراقية بشكل طارئ وسريع، خصوصا تلك التي تمنع إزالة أو إضافة أو ترميم عشوائي يتداعى إلى تشويه الأبنية التراثية. وكذلك يحرم قطع الأشجار والنخيل بل نطالب بزيادة غرسها، كما نطالب بتفعيل الرقابة والمحاسبة الشديدة لمن يخالف تلك القوانين بما يشكل رادعا للتجاوزات المستمرة. كما نطالب بمنع تمليك الأراضي على طول ضفتي نهر دجلة، حيث إنها من محرمات النهر التي يجب أن تبقى ملكا خاصا ببغداد وحدها وليس لاشخاص مهما كانت مناصبهم. حيث ان بغداد فقدت صلتها المشيمية بجبهة الماء، ودرست شرائعها، وهو مايخالف سجيتها حينما وجدت كهبة للنهر متطلعة إليه، فلا يوجد نهر في مدائن العالم قد ادبر جبهة الماء وألغى إطلالة المدينة على شاطئه بهذه الطريقة التي تدعوا للاسى، بما تداعى أن ينقطع الوصل بين بغداد وشريانها الدجلوي، بعدما كانت تنفتح وظيفيا وجماليا وبيئيا عليه.
bull; ونحن إذ نضع هذه المطالب نصب أعين كل المسؤولين في الهيئات الرسمية العليا، فإننا نشدد على دور مجلس النواب بشكل خاص ليتحمل، وفق الصلاحيات الدستورية التي يملكها كجهة تشريعية ورقابية، مسؤوليته الكاملة تجاه عاصمة جمهورية العراق الاتحادية.
bull; كما نطالب منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة بان تمارس دورها في الاهتمام بمعالم بغداد التراثية وهويتها الحضارية.
أملنا كبير بحرص أبناء العراق على عاصمتهم وتراثها المعماري والبيئي، وعلى هويتها المعمارية والحضارية،لأن التاريخ لن يرحم من يقف مكتوف الأيدي راض بهذا الخراب الذي يعم بغدادنا، سرة الدنيا وتاج المدائن، وسيدة الحواضر، وملهمة الشعراء ومرهفي الحس، ومدينة العلم والثقافة والسلام.
الموقعون: (والاسماء في الساعات الاولى من الحملة)
1. د.علي ثويني / معماري وباحث اكاديمي
2. د.إحسان فتحي/ معماري وباحث اكاديمي
3. د. خالد السلطاني/ معماري وباحث اكاديمي
4. موفق جواد الطائي/ معماري واكاديمي
5. شروق العبايجي / مهندسة وناشطة مدنية
6. حيدر سعيد / باحث واكاديمي
7. يحيى الكبيسي / باحث واكاديمي
8. نبراس الكاظمي / باحث اكاديمي
9. د. حميد عبد / استشاري معماري
10. عدنان حسين / رئيس النقابة الوطنية للصحفيين العراقيين
11. دكتور بارق شبر / شبكة الاقتصاديين العراقيين
12. د. سعد اسكندر / مدير عام دار الكتب والشؤون الثقافية
13. مناضل داوود / فنان مسرحي
14. زهير الجزائري / كاتب واعلامي
15. شاكر لعيبي/ شاعر واكاديمي
16. د. أحمد الشيخ علي / شاعر وأكاديمي وإعلامي
17. عماد الخفاجي / اعلامي ومدير مؤسسة برج بابل
18. سعدون محسن ضمد/ كاتب واعلامي
19. لطفية الدليمي / كاتبة وروائية
20. قاسم سبتي / رئيس جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين
21. نعمان منى / مهندس معماري
22. مشرق عباس / صحفي وكاتب
23. علي حسين / صحفي واعلامي
24. عبد المنعم الاعسم / كاتب وصحفي
25. افراح شوقي / صحفية
26. احمد عبد الحسين/ شاعر واعلامي
27. حامد المالكي / كاتب
28. د. ميثم لعيبي / باحث واكاديمي
29. ازهر عبد الجبار احمد/ معماري
30. د. بلاسم محمد / اكاديمي وفنان
31. محمد غازي الاخرس / كاتب واكاديمي
32. جبر علوان / فنان تشكيلي
33. عفيفة لعيبي / تشكيلية
34. ذكرى سرسم/ فنانة واعلامية
35. مؤيد الحيدري / اعلامي وتشكيلي
36. صالح الحمداني / كاتب
37. علي السومري / كاتب واعلامي
38. سعد الشديدي/ ناشط مدني
39. نهرين البغدادي / ناشطة مدنية
40. علي الحسيني / كاتب وصحفي
41. علي السراي/ صحفي
42. عبد الخالق كيطان / كاتب
43. عدنان الطائي / كاتب
44. مهدي الحسيني / فنان
45. زياد تركي / سينمائي
46. د. نصير غدير / كاتب واكاديمي
47. لؤي الصفار / تاجر وناشط مدني
48. قاسم السنجري / صحفي
49. حسنين سلام / مسرحي وناشط مدني
50. مقداد عبد الرضا/ فنان
51. عماد جاسم / اعلامي
52. احمد سعداوي / كاتب وروائي
53. صابرين كاظم / اعلامية
54. شمخي جبر / صحفي وناشط مدني
55. حسام الغزالي/ رجل اعمال
56. ريا عاصي / اعلامية وناشطة مدنية
57. ﺯﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻴﺎﺣﻲ / صحفية
58. رلى بحر العلوم / ناشطة مدنية
59. فلاح هاشم / كاتب وشاعر واعلامي
60. مازن الزيدي / صحفي
61. ربيع العبايجي / مهندسة معمارية
62. فاتن الجراح / مخرجة مسرحية
63. محمد مسير / فنان
64. فهد العزاوي / طالب
65. ابو ذر البهادلي / اعلامي
66. حذام يوسف طاهر / اعلامية
67. مصطفى عبد الكريم / موظف حكومي
68. وليد عبدالله / كاتب
69. علي جابر النوري / موظف حكومي
70. سالم صبري / موظف حكومي
71. عبير عامر / صحفية
72. مروان عودة جاسم / طالب جامعي
73. رائد حمدان داغر /موظف
74. حسن حاتم الشامي / شاعر
75. د. كاظم علوان حميد/ طبيب
76. وائل روكسي بطرس ndash; مهندس
77. محمد قاسم الحسني / مهندس معماري
78. نهرين البرت / اخصائية علاج فيزياوي
79. حاتم عودة / مخرج مسرحي
80. الفيض صباح / ممثل ومخرج مسرحي
81. محمد عباس/ مصور فوتوغراف
82. رسول جمال عبد / مخرج وعضو الهيئة الادارية للجمعية العراقية للتصوير
83. ثناء البصام / استاذة جامعية - ماجستير في علم الأمراض
84. إبراهيم الخزعلي/ مقدم برامج
85. فلاح الكردي.... شاعر
86. حسين الموزاني / كاتب
87. قيس حيدر / موسيقي
88. مها شكر / باحثة اكاديمية
89. طه ياسين / مهندس معماري
90. سامي البياتي / استاذ لغة انكليزية
91. احمد نصيف / تشكيلي
92. صادق صبار حسين / اكاديمي
93. فكرت سالم / ممثل
94. حيدر عبد ثامر / ممثل
95. حسنين سلام / ممثل
96. ضياء سالم / كاتب وقاص
97. اسراء سعيد صالح/ استاذة جامعية
98. حسن سحاب/ مهندس اتصالات
99. محسن الذهبي / ناقد تشكيلي
100. زينا مكي عبد الحسين/مدرسة لغة فرنسية
101. جمال أمين / ممثل ومخرج سينمائي
102. د.حسام رشيد / معماري واكاديمي
103. كرار عبد الرسول الاسدي / مصور فوتوغرافي
104. ابتسام لعيبي / تدريسية
105. انسام العبايجي / مهندسة
106. عباس الوادي - صحفي ومصور فوتغراف
107. علي طاهر.مصمم طباعي
108. جبار جودي سينوغراف ومخرج وباحث مسرحي
109. عبير تركي / طالبة هندسة معمارية
110. د.زيد حبة / مهندس واستشاري معلوماتية
111. د. سلام سميسم / خبير اقتصادي
112. ناصر الحجاج / كاتب