قال نقاد ان فيلم "سيلما" عن حركة الحقوق المدنية ومسيرات مارتن لوثر كنغ في هذه المدينة بولاية الباما جنوبي الولايات المتحدة إبان الستينات، مرشح قوي للفوز بجائزة اوسكار. ويركز الفيلم على كنغ في عام 1965 بعد عامين على خطابه الشهير "عندي حلم" ثم نيله جائزة نوبل واحباطه رغم ذلك بسبب عدم تحقيق تقدم جوهري على جبهة الحقوق المدنية للسود الاميركيين. وكانت مدينة سيلما أصبحت ساحة معركة ضارية من اجل حق الاميركيين السود في التصويت بحرية. وبرعت المخرجة آفا ماريا دوفرناي في معالجة البعد الاستراتيجي لقيادة كنغ وكيف ان الاحتجاج اللاعنفي يكون في أقصى فاعليته لدى مواجهته بالعنف. واختيرت مدينة سيلما تحديدا بسبب وحشية شرطتها وقسوة حاكم الولاية العنصري جورج والاس لإشعال مواجهات تثير انتباه الاعلام اليها وبذلك إيصال رسالة النضال الى الشعب الاميركي عموماً وفي نهاية المطاف الى البيت الأبيض نفسه. وتقع الاشتباكات المنشودة للفت انتباه العالم خلال ثلاث مسيرات نجحت المخرجة في تصويرها سينمائيا بطريقة مثيرة للغاية. ولكن قصة الفيلم تدور في احيان كثيرة حول الاتفاقات والمساومات التي كانت تجري وراء ابواب مغلقة حيث يتفاوض كنغ (يقوم بدوره الممثل البريطاني ديفيد اويلو) مع الرئيس المشاكس لندن جونسون (يقوم بدوره توم ويلكنسون) ومع منظمات أخرى منخرطة في الحملة من أجل الحقوق المدنية ومع زوجته المتمردة عليه كوريتا.
ويلاحظ الناقد السينمائي ستيف روز في صحيفة الغارديان ان الحوار يتنحى في احيان كثيرة امام المونولوغ الحماسي ولكنه يضيف ان هذا قد يكون ثمن التعامل السينمائي مع أحداث كبيرة في التاريخ حيث يكون من المحال تقريباً اتخاذ خطوات تتسم بالمخاطرة الفنية أو ترك بصمة شخصية على الأحداث.
ينتهي فيلم "سيلما" بخطاب انتصاري يلهب العواطف القاه كنغ على مدرج برلمان ولاية الباما حين أعلن مطمئنا جمهوره "ان حريتنا ستبزغ علينا قريبا". ويمكن القول ان انتخاب باراك اوباما كان خطوة عملاقة على طريق النصر ولكن احداثاً مثل قتل مايكل براون وترافون مارتن برصاص الشرطة في فيرغسون ونيويورك تضع النصر الذي وعد به كنغ في اطار من المفارقة. إذ كانت شكوى كنغ الأصلية ان السود يشكلون 50 في المئة من سكان ولاية الباما ولكن 2 في المئة فقط يحق لهم التصويت. واليوم تتبدى شكوى كنغ على نحو لافت في مدينة فيرغسون بولاية ميزوري ذات الأغلبية السوداء ولكن غالبية شرطتها من البيض. ولعل توقيت الفيلم يأتي تذكيرا مناسبا بقوة الاحتجاج اللاعنفي ولكن "سيلما" قد يعطي انطباعا مخدِّرا بأن المعركة من اجل الحقوق المدنية حُسمت في الولايات المتحدة ، بحسب الناقد روز.
سيطلق فيلم "سيلما" في الولايات المتحدة بمناسبة اعياد الميلاد والسنة الجديدة. ومن الأسماء اللامعة التي ارتبطت به المنتجة والممثلة اوبرا وينفري.&

ومن ناحية أخرى، تتنافس 10 إنتاجات هوليوودية كبيرة على جائزة "أوسكار" أفضل مؤثرات خاصة. وقد أعلنت أكاديمية العلوم والفنون السينمائية (أوسكار) عن الأفلام المرشحة لهذه الجائزة وهي "كابتن أميركا" و"فجر كوكب القردة" و"غودزيلا" و"حراس الغالاكسي" و"الهوبيت" و"بين الأفلاك" و"الشرّيرة" و"ليلة في المتحف"& و"ترانسفورمرز: و"رجال الإكس: أيام المستقبل الماضي"
&ومن المرتقب أن تعلن أكاديمية "أوسكار" عن المرشحين الخمسة النهائيين لكل الفئات في 15 كانون الثاني/يناير. وسينظم حفل توزيع جوائز "أوسكار" السابع والثمانين في 22 شباط/فبراير.