دخلنا المستشفى وكأننا دخلنا علبة زجاجية غسلتها دموع الطفولة فأصبحنا نرى الكون من خلالها بشفافية مطلقة..& وحين كنا نحاول الاقتراب منه نصطدم بالزجاج،& وكأن الحياة تمنح ساكني العلبة الزجاجية الحق فقط بالمشاهدة..

استقبلنا المستشفى معاً ضيوفاً كراماً في بهوه الكبير.. هكذا تعرفنا.. كل منا يحمل فوق كتفه أعواماً صغيرة من العذاب.
ومجتمع البهو الكبير يتمتع بعاداته الخاصة الفريدة المختلفة.. فحين تلتقي أيادينا للسلام.. تصلب ببعضها البعض لتشكل الحلقة... والبهو يتسع مع اتساعها والمسامير كثيرة.. وتبقى المأساة الأكبر حين تقع إحدى المسامير وتفلت اليد الدامية من الحلقة...
حينها نضعف جميعاً... لأن قوتنا رغم الآلام تبقى في التماسك...

هكذا تعرفنا، ويومها قالت لي: "لاتحزني..
ولكن صغيرتي سترحل..."
كانت تعزيني بغاليتها...
أسرعتُ إلى غرفتي.. وأغلقتُ الباب بهدوء شديد.. وكأني خائفة أن أوقظ ظلم المسمار فيتمرد ويفلت يدي ويطردني من الحلقة..