&بغداد: حمل فنانان تشكيليان، زوجان، من محافظة السليمانية، تجاربهما الابداعية وجاءا بها الى بغداد لينشرها امام عيون المتلقين فأثارت الاعجاب.

احتضنت قاعة شهرزاد للفنون التشكيلية بوزارة الثقافة والسياحة ببغداد معرضاً تشكيليا مشتركا للفنان ماهر ستار وزوجته الفنانة شارا رشيد حمل عنوان (حكايات)، ضم المعرض37 لوحة مختلفة الاحجام منها 24 لوحة لماهر و13 لوحة لشارا، وقد حملت لوحاتهما بألوانها وعلاماتها التي تمتلك جاذبية النظر اليها وتأملها لا سيما انها تحمل هموم ومعاناة الانسان العراقي بشكل عام والمرأة العراقية بشكل خاص.

&حكايات ومعاناة
&وقد عبر الفنان التشكيلي ماهر ستار عن سعادته بتواجده في بغداد، وبمشاركته في المعرض بـ ( 24 ) لوحة، وقال : معرض "حكايات" يتضمن لوحات زيتية وأخرى اكرليك،.
&واضاف: لا أريد أن أعبّر عن معنى لوحاتي وأحددها بفكرة معينة،ولأترك للمتلقي أن يفسرها، ولكن كفكرة خاصة بي حاولت أن أعبّر عن قصص نسمعها يومياً في العراق، وتتضمن الواقع المر الذي نعيشه من ظروف صعبة ومعاناة يعيشها العراقيون، رغم ذلك تبقى الثقافة الرافد الوحيد لوصف هذه المعاناة وتحويلها إلى مساحة جمالية محسوسة.
من جهتها قالت الفنانة التشكيلية شارا رشيد: مشاركتي في المعرض كانت بواقع (13) لوحة تشكيلية وبأحجام مختلفة، حملت كلّ لوحة في طياتها موضوعا واحدا يخص العراق من شماله إلى جنوبه وهي المرأة العراقية والكردية، وهمومها المشتركة،فالذي يجمعنا هو العراق الواحد.
&واضافت: إنّ الباعث الذي دفعها للمشاركة في معرض في بغداد، هو أن بغداد تبقى الباعث الأصلي للفن، وهي قاعدة للفن العربي، وعبرها تصل اللوحات إلى ذائقة الجمهور.

رأي لوزير الثقافة&
&الى ذلك بارك وزير الثقافة فرياد راوندوزي اقامة هذا المعرض في بغداد وقال : هذا المعرض يعدّ باكورة التعاون التشكيلي بين بغداد والسليمانية، ويأتي بمشاركة الفنانين ماهر ستار وزوجته شارا رشيد لتقوية هذا التعاون الفني، وهذه خطوة أولى ضمن خطة شاملة لغرض استضافة فنانين من المحافظات العراقية الأخرى.
وأضاف : لوحات المعرض بشكل عام تعبّر عن الحالات العراقية وما تمر بها الحياة من إسقاطات موجودة، فالفنان لا يمكن أن يكون بعيداً عن ظروف بلده.
وتابع: نحن على يقين أنّ هذا المعرض سيلاقي الاستحسان لدى محبي الفن التشكيلي وجمهور الفنانين، وعلى الرغم من الأوضاع الأمنية والاقتصادية التي يمرّ بها العراق إلا أننا نشجع مثل هذه الأعمال من أجل التواصل والاستمرار في كلّ المجالات، وذلك لتعزيز جسور التعاون بين بغداد وسائر المحافظات.

علامات مهمة
مؤيد محسن : في الملاحظة ان على المشتغل في المجال الابداعي ومنه الرسم ان يخطو دائما في البحث وتقصي شرائط حضور المادة والمضمون وفعل حدودها الابلاغية عبر تطور التقنية والمعنى الذي يحقق الوجود الخطابي وعلاماته الادائية والفكرية،حصرا الاخلاقية منها،بزعم ان الفن ومنه الرسم مفهوم اخلاقي لسلوك الجماعات، وبالنتيجة يتحقق هدف الحضور الانساني كذات او ذوات تعين طرائق التفكير والاشتغال والتلقي وتستقر مجتمعة كوثائق.
&واضاف: ان تجارب الصديقين شارا وماهر تتمتع بحضور متزن جدير بالاحترام والاحتفاء معا لانها تتعلم من الاخر وانها تصف الحرص على الدرس بنوعيه البحثي والتطبيقي،وايضا جديرة ان تكون علامة من العلامات المهمة في الرسم العراقي،في هذه المرحلة على اقل تقدير، بزعم انها مرحلة مهمة وخطيرة لما يتعرض له الرسم العراقي من تأثر غير صحي احيانا وتحول لا ينتمي الى اصول او الغزو العلامي المسخر بشكل سلبي عليه عبر تعدد الانماط على حساب الوعي الخاص بالرسم لاسيما مطلع الالفية الثالثة وما فرضته الجدران والتجارب المباحة قسرا.
&وتابع : حرص التجربتين في (حكايات) شارا وماهر جاء من اثر الحب العميق للانتماء بنوعيه الانساني والجماعي ثم للمشاركة الانسانية للوجود والاحتفال بالمنجز، وهذا بحد ذاته نوعا من الالتزام الاخلاقي تجاه البحث بزعم ان فن الرسم ليس ممارسة لقضاء الوقت وانما تقصي دائم عن المكونات ومراجعها لتحقيق الحضور الجمالي.

رسالة محبة واخاء
&من جهته ابدى الفنان النحات خالد المبارك اعجابه بلوحات الفنانين وقال :ازدانت جدران القاعة الرئيسية لوزارة الثقافة في بغداد بمعرض مميز واشراقة امل من عبق الجميلة كوردستان العراق، حمل الفنانان ماهر ستار وشارا رشيد لوحاتهما كباقة ورد ليقدماها لبغداد الالق والسمو بعنوان ( حكايات ) في معرض مشترك.
&واضاف: تميزت اعمال الفنانين ماهر وشارا بطابعها التعبيري تارة وبرمزية تارة اخرى بين الايقونة واللوحة المتوسطة الحجم...وبتنقلات وبرشاقة فيها الشيء الكثير من التناغم والانسجام بل واستثمار للخامة البسيطة والمتوفرة وتحويل مخلفات الباليت الى اعمال تكاد تكون نواة مشاريع للوحات كبيرة فيها رسالة محبة واخاء لانسان يتعرض لهجمة شرسة من العنف والقهر.
واضاف: لقد كانت أشكال الفنان ستار في ذلك الوقت أشكالا تعبيرية مشخّصة ومحتفظة بملامحها بشكل كبير، وتكسوها مسحة لونية تماثل ألوان الفنانين التعبيرين الاوائل، فقد كان احترام الجسد الإنساني دالة كبيرة في أعمال ستار باعتبار موطنا للقداسة، والتي تناولت موضوعة الشهادة، كما هي شاهدة في اغلب اعماله التي عرضها..وهذا الاحساس والانطباع يترك اثرة لدى المتلقي لدى تمعنه في حيثيات اللوحة وهي تحاكي الواقع المآساوي الذي نعيش.

ماهر وشارا ؟
&يذكر أنّ الفنان ماهر ستار من مواليد خانقين 1969 بكالوريوس فنون تشكيلية، ومدرّس في معهد الفنون الجميلة بالسليمانية وعضو نقابة الفنانين في إقليم كردستان، وله معارض مشتركة عديدة ويعدّ هذا المعرض الشخصي الثاني للفنان، أما الفنانة شارا رشيد فهي من مواليد السليمانية 1974، دبلوم معهد المعلمات التربية الفنية وبكالوريوس في العلوم الإنسانية ولها مشاركات عديدة في معارض مشتركة...كما انهم من الفنانين الاكثر حضور وفعالية في المشاركات في اغلب الانشطة الثقافية والفنية المحلية والدولية
&