بينا أنا أتحسسُ بطاقة "البان أمريكان"
التي دسسْتُها في جيب معطفي
فإذا صدمةُ طائرٍ هطلت على رأسي
كنت حزمتُ أمتعتي مسافرا إلى وطني
قل لي أيها الرأسُ:
حتامَ تبقى ممرّغا بالذكريات؟
مُبلّلاً بالحنين العاثر؟
فإذا بطائرٍ اسود أخر لطم راسي
واصلت تسكعي باتجاه بيتي الغائص
في حوافي الغابات
ترى هل سأغادرك أيتها الأرض؟
وأصّوب وجهي نحو بغداد
أقفُ على شاطئ دجلة مخبولا !!
ماذا عن العسكرِ والجدران الكونكريتية ؟ !
ونقاط التفتيش والوجوه المرعبة التي تفاجئك
وصفارات الإنذار و....و.....
أوه ,سأتجاهل كلَّ هذه المظاهر
واطوي هذه النشازات
وافتح افقآ احمر
واتاملُ دجلة وأغفو في حضنها قليلا
أتلمسُ رملَها الرطب البارد
أضعُ شيئا منه على خدي كالحنّاء
بعد سويعة مضت
واصلتُ سيري
ماكدتُ أصل البيت
حتى سقط طائر اسود آخر فوق راسي
ياللنحس !!
هززتُ راسي منتفضا كرعْـديدٍ مفزوع
أفرغتُ ما في جعبتي من حنين لوطني
واستقمتُ لأعيدَ توازني
ما أن صعدتُ السلّم
حتى رأيت حمامتي البيضاءَ تلفّـني
وتأخذ بأحضاني
قالت:
أنت يا هذا الحالمُ ستزور بغداد
وتلمّ أحبابك في بيتك
ثم تمر الأيام
ويتغذى جسمُك بالنشوة
تشمّرُ عن ساعديك وتطير إلي
سيملُّ& جسدُك عنفوانَ بغداد
لم يعد للأصدقاءِ بقية
إلاّ في شقوق جدران ذاكرتك الحاوية بالسحالي

[email protected]

" كُتبتْ هذه القصيدة أواخر كانون الثاني سنة / 2011 إثر سقوط طيور سود على رأس صديق لي من العراق عزمَ على زيارة بغداد وقتذاك وهو عائد الى بيته في آركنسو بالولايات المتحدة بعد ان اقتطع تذكرة السفر استعدادا لزيارة منبته ومحتدهِ& ولم أنشرها في حينها "