بغداد: بعث ادباء عراقيون رسائل حب الى الكاتب الروائي السوري الكبير حنا مينا،بعدما تناهى الى اسماعهم خبر يفيد برحيله عن الدنيا لكنهم تمنوا في الوقت ذاته ان يكون الخبر كاذبا.& لم يؤكد& احد خبر رحيل الروائي العربي الكبير حنا مينا (91 عاما)، بسبب وصيته التي يؤكد البعض ان من يهمهم امر الكاتب قد عملوا بها، وقد طلب فيها (ألا يُذاع خبر وفاته في أي وسيلة إعلامية)،ورفضه إقامة تأبين له، الا اننا هنا نحترم وصية الكاتب الكبير ولن نذهب في خلافها،بقدر ما هو استذكار للكاتب الكبير،الذي كان قد رحل نقول رحمه الله، وان لا زال حيا، نقول اطال الله في عمره وشافاه وعافه، فهو كاتب ترك بصمته على اجيال عديدة من الكتاب وشغفت رواياته القراء، هنا يبعث الادباء العراقيون رسائل حب للكاتب الكبير.

ألا يُذاع خبر وفاته!
&&& نشر الروائي السوري المعروف حنا مينه وصيته يوم الاثنين 18-8-2008 عبر الصحف الرسمية، بعد أن بلغ من العمر 84 عاماً، معرباً عن شعوره بأنه "عمّر طويلاً".
وطلب مينه في وصيته ألا يُذاع خبر وفاته في أي وسيلة إعلامية، ويحمل نعشه 4 موظفين من دائرة دفن الموتى، وليس أي أحد من معارفه.
وتابع: "بعد إهالة التُّراب عليّ، في أي قبر متاح، ينفض الجميع أيديهم، ويعودون إلى بيوتهم، فقد انتهى الحفل، وأغلقت الدائرة".
&كما أوصى بألا يُقام له أي عزاء، أو شكل من أشكال الحزن، مشددًا على عدم إقامة حفل تأبين له، وقال: إن "الذي سيُقال بعد موتي سمعته في حياتي، وهذه التأبينات، وكما جرت العادات، منكرة، منفرة ومسيئة إليّ.. استغيث بكم جميعاً أن تريحوا عظامي منها".
وختم الروائي السوري وصيته بترك حرية التّصرف بما يتركه من إرث لـ "من يدّعون أنهم أهلي"، ماعدا منزله في مدينة اللاذقية الذي أوصى به لزوجته مريم دميان سمعان، طوال حياتها. وذيّل وصيته بتوقيعه وبالتاريخ (17-8-2008).

نزار: علامة الزهو الكبرى
&&&& فقد قال الروائي نزار عبد الستار : منذ كتاب المصابيح الزرق في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي وحنا مينة هو رجل مهم جدا في حياتنا الثقافية وفي تكويننا الجمالي. لقد ساهم أدب حنا مينة في توجيه مشاعرنا نحو الطاقات الخلاقة للانسان المكافح والمعلق بين الأرض والحلم لذلك حنا كتب الكثير عن البحر وعن العصاميين والعشاق الخارقين والمغامرين المندفعين نحو المجهول.
واضاف : أدب حنا مينة كان من الجدية والصدق الی درجة أنه كون لنفسه مسطبة خاصة له في وجداننا.& إنه الرائي الذي كتب أجمل التصورات عن قدرة الإنسان في الانتصار علی الاعاصير وعلی قوی الفقر والجهل والظلم.& حنا له عين كانت ترى المرأة في إطار جمالي وامومي.& كان يرسم النساء بقلب دونكيشوتي وياخذنا بعيدا ليؤسس عالم الطبقة البرجوازية بكل وجوه كفاحها.& لقد حقق حنا مينة مكانة كبيرة بسبب موهبة الروي التي كان يمتلكها وبسبب إيمانه بقوة الإنسان. امتلك موهبة صناعة لغة للصورة ونجح في أن ينمو في أعمال حافظت علی قوتها في الابهار وفي تمثيل الواقع.
وتابع : لاشك أن حنا مينة هو علامة الزهو الكبرى في السرد العربي الحديث وكان يمثل لنا مدرسة فنية متكاملة الأركان وفاعلة النضج الأمر الذي مهد لانجازات سردية لاحقة في كل البلدان العربية.& حنا مينة هو معلم فائق المكانة.

ايناس: مينا ايها الجميل
&اما القاصة ايناس البدران فقالت : كنهر يجري سراعا بحثا عن مصب، كالمحطات اليتامى فوق اسلاك الحديد، كالحصى الضامئ واوراق الشجر وقت الخريف.نتبعثر..& نتناثر على قارعة طريق او قائمة انتظار طويلة، بانتظار قطاره المهيب، ليأتينا بالحقيقة العظمى، تللك التي تتضاءل امامها كل الحقائق، حقيقة اننا منذورون لهذا الحدث الجلل
واضافت : من يعيد الزمن الى الوراء? من يقيس عمر لحظة خاطفة او يوقفها، لحظة تسرق في كل مرة لونا من الالوان التي طرزت لوحة حياتنا لتفترشها اللافتات السوداء، وكغيمة اتعبها الرحيل وقفت انت على برزخ الانتظار حاملا بهاء الجمر في موقد الصبر& على نوائب الدهر... تتكئ على جرحك برمح قلمك وانت تغادرنا بصمت...مخافة ان توقظ احلامنا.
وتابعت : وانت تغادرنا بحزنك النبيل المكابر& ايا حنا مينا ايها الجميل لا نقول وداعا لروحك الصفاء… بل نقول الى لقاء.

المجر: كاتب الكفاح والفرح
فيما قال الروائي عبد الامير المجر : هبت نسمة شامية& قادمة من صيف السواحل الشمالية لسورية الجميلة، باتجاه العراق فجاء محمولا على اكتافها الناعسة،& رجل موغل في عشق الحروف، وحط& مثل حمامة ارهقها طيران طويل في المكتبات قبل ان يدخل القلوب.
&واضاف : انه حنا مينة، الكاتب الذي ملا اسمه اسماع الجميع، وهو يتنقل بابطاله بين مناقب ومشارب ليقول من خلالهم كلمته الاخيرة، انه فعلا، وكما قال عن نفسه، كاتب الكفاح والفرح الانسانيين، لانه تبنى قضية الانسان بوعي المكافح وهو يشق طريقه من اجل الخلاص.

حمدان: قيمة الصدق
من جانبه قال الشاعر حمدان طاهر : حنا مينا أنسان وروائي كبير ليس على مستوى الثقافة العربية بل العالمية،قرأت له المصابيح الزرق ومأساة ديمتروف وحكاية بحار وثلاثيته الرائعة عن سيرته الذاتية ورائعته التي تستحق أن تكون في مصاف الروايات العالمية الثلج يأتي من النافذة وغيرها من الروايات التي لاتسعفني الذاكرة بها.
واضاف : منذ أول رواية قرأتها لمينا أحسست أن هناك خيط رفيع سري يربطني بهذا المبدع الكبير هل هو قيمة الصدق في أعماله أم هو سعيه الانساني لكتابة هموم والألأم الناس والوطن , كيف يؤلف بين الشخصيات والمكان والزمان بصورة سحرية ربما كانت هذه الاشياء وغيرها هي من تجعلني أحب حنا مينا وأجعله في مصاف الروائيين العالميين , وهذا أيضا يقودني الى عدم تصديق موته الذي لايحب الأعلان عنه , لأن مثل حنا مينا لايمكن أن يطويهم والغياب& والنسيان.

جابر: البحر يناديك سيدي
اما الشاعر والروائي جابر محمد جابر فقال : حنا مينا عاشق البحر، ايها البحار الغارق في الضوء، والمفتون بليالي دمشق الساحرة....ايها الحارس المؤتمن على جبل قاسيون ، يامن تركت حلمك دون ان تحققه ولم تستطع ان تنقل دمشق الى البحر او تنقل البحر الى دمشق...هل تعلم يا سيدي& ان جوهرة العرب الفاتنة الساحرة دمشق العروبة قد داهمتها غربان الشر والظلام واستباحت غوطتها .....!
واضاف : البحر يناديك سيدي وانت واقف على اليابسة تلوح بقلادة ياسمين الى ليالي دمشق الصيفية الفاتنة، نعم& تركت لنا ( المصابيح الزرق ،الشراع والعاصفة،الياطر، الابنوسة البيضاء، ووووووووو.. لكنك لم تكمل لنا " حكاية بحار " و نهاية رجل& شجاع.

شوقي: معلنا مينا
فيما خاطبه الروائي شوقي كريم حسن بقوله : عزيزي المعلم الاكبر، منذ اول الخطوات التي علمتني معنی القراءة.. اكتشفت انك هناك عند البحر.. تنقل احلامه بدهاء ساحر.. وحنكة نجار.. وهدوء حكيم.. تاملت سيجارتك ونظراتك المثيرة للترقب.. ومسحت وجع البحر لحظة بلحظة.. كنت اتابع الشمس وهي تغرف احلام البحر لتاخذها بصحبة السفن الی مرافيء اخری.. سنوات ماغاب عني فارس.. وظلت رقصة الخناجر تبهرني برغم مما قيل من انها الاقرب الی زوربا ولم لا..أليس ثمة للبحار وجع واحد.
&واضاف : معلمنا.. كنت تخوض في غمار السرد ماخوذا بالمجتمع والتاريخ معا.. الحلاق الذي غير وجه اللغة ومنح السرد قوة تعبيرية جميلة... اشعر الان اني احتاج اليك فعلا.. احتاج الی وهج وسلام... وانت شمس احلامنا نحن الذين ادمنا الكتابة.
&وخت بالقول : عزيزي الاستاذ.. حين اغمض عيني اری البحار تلوح تبتسم لك تحاول احتضانك.. البحر انت.. وقد استوعبت كل المرافيء واصبحت فنارا اخاذا.

لفتة: اولى علامات القراءة
من جهته تحدث الروائي علي لفته سعيد عنه قائلا : القامة الادبية الروائية السردية..الحرف الذي عانق الياسمين فكان غرسه الشام، وكان ماؤه الفرات وكان القه السرد العربي..حنه مينه اولى علامات القراءة لجيل كامل جاء بعده بجيل...حتى كان الغذاء للتلقي..كنا نبحر مع حروفه وهي تدور بيننا الى مديات أوسع من المخيلة..وبين ان نحفر في مسارات الطريق مواضع للتأمل ونعلي مثابات عالية للرصد المعرفي..
واضاف : حنه مينه الق الحرف وروح الرواية العربية التي لا يمكن ان تتناساها التاريخية العربية..حتى وان كان اقل حظا من الاخرين الذين ساعدهم الاعلام والنقاد على حد سواء..حنة مينة كتاب لن يغلق كلما حضرت الرواية ولا يغيب حنه مينه اذا ما كان البحر حاضرا فهو الذي كتب عن كل موجة مرت بسوريا واخذت معها الياسمين.
ستار : جزيل الامتنان
مسك رسائل المحبة كانت للكتبي ستار محسن علي الذي بعث له برسالة قال فيها : الاستاذ حنا مينا...اتمنى ان تكون بصحة واستقرار على كل الاصعدة،أسعدت كثيرا بأيجاد وسيلة اتصال بك لاعبر لك عن جزيل امتناني للكاتب الذي استطاع ان يساهم في تكوين ثقافات الكثير من الشباب العربي في اغلب المدن العربية.
&واضاف : وباعتباري كتبي من العراق ومن شارع المتنبي أثرت ان تشكل رواياتك ابرز الكتب التي تتميز فيها مكتبتي وسعدت كثيرا للاقبال من قبل الشباب للاقبال على شرائها، عندما عرضت اغلب اعمالك في شارع المتنبي (شارع الثقافة العراقية) تابعت فرح الكثير من القراء وتم اقتنائها بعد عمليات منع دخولها للعراق قبل 2003، نحن في العراق ننتظر جديدك بفارغ الصبر !!.
&

سيرة ذاتية موجزة&
&&&
حنا مينا من مواليد اللاذقية عام 1924. نشأ في أسرة فقيرة، فعمل في بداية حياته حلاقاً ثم حمالاً في ميناء اللاذقية، ثم بحاراً إضافة إلى أعمال أخرى مشابهة، قبل أن يصبح كاتباً لمسلسلات إذاعية، ثم روائيًا في الأربعين من عمره، حتى أصبح رئيساً لتحرير صحيفة "الإنشاء" في دمشق.
كانت أولى رواياته "المصابيح الزرق"، وأنتج حوالي 30 عملاً أدبياً منها "النجوم تحاكم القمر"، و"القمر في المحاق"، و"نهاية رجل شجاع"، و"بقايا صور" التي تحوَّل بعضها إلى أعمال تلفزيونية.
وهو أب لخمسة أولاد، بينهم صبيان، هما سليم الذي توفي منذ زمن بعيد، وسعد الذي أضحى ممثلاً، أما بناته فهن سلوى ( طبيبة )، وسوسن ( تحمل شهادة في الأدب الفرنسي ) وأمل (مهندسة مدنيّة ).
&