أشرف أبو جلالة – إيلاف: ما إن مر شهر على افتتاح العرض المسرحي The Glass Menagerie على خشبة مسرح برودواي في نيويورك، للكاتب والمؤلف الشهير تينيسي ويليامز، حتى تم الاحتفال بذلك اليوم الذي أطلق عليه يوم "النصر في أوروبا"، وهو اليوم الذي سجل نهاية الحرب في أوروبا، وبعدها توفي الرئيس فرانكلين ديلانو روزفيلت.
وبشعوره بالفقدان والاشتياق، بدأ يتبني الجمهور الذي أرجأ أحلامه على مدار 15 عاماً من الاكتئاب و 5 أعوام من الحرب زخماً جديداً عبارة عن سباق مجيد مغلف بالشعور بالذنب نحو تعزيز فرص بقائه على قيد الحياة. وبتذكره تلك الفترة على اعتبار أنها " أعظم لحظات السكر الجماعي في تاريخ أميركا" في روايته "American Pastoral"، كتب فيليب روث " انتهى زمن التضحية والقيود .. ورُفِع الغطاء".
وبينما كانت تشير توقعات آنذاك إلى أن دخل الفرد الأميركي سيزداد بمقدار ثلاثة أضعاف، وأن ذلك سيكون أكبر نمو في تاريخ الحضارة الغربية خلال العقد التالي، فإنه وبالنظر لمثل هذه التغيرات الاجتماعية والاقتصادية الكبرى، نجد أن الوعي الأميركي قد خضع هو الآخر لشكل من أشكال التغير. وقال آرثر ميلر " كل شيء كان لقمة سائغة. وهم كانوا في الصدارة. وجاءت وفاة روزفلت لتشكل ضربة كبيرة لنفسية البلاد. فقد مات الأب. وهو ما يعني أن محور التركيز قد تحول على نحو عنيف وسريع للغاية بعيداً عن المجتمع متجهاً إلى الذات. وهو ما كان فارقاً في فكرة الفرد".
وبمزجها بين الإنهاك والابتهاج، جاءت مسرحية The Glass Menagerie لتلقي الضوء على الماضي والمستقبل وعلى ما هو بالداخل وما هو بالخارج. وجاءت وضعيتها الرومانسية وطبيعتها النقاشية بين التضحية بالنفس والمصلحة الذاتية لتجسد على نحو تام الحالة المزاجية للبلاد. وولدت الشخصيات في تلك المسرحية من حالة النقص والركود التي كانت موجودة في فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية خلال عقد الثلاثينات من القرن الماضي وليس من فترة ما بعد الحرب.
ويمكن القول إن المشاركة الذاتية التي صعبت على الجمهور وقت الحرب الوصول لمسرحيات ويليامز قد جعلتها تحظى الآن بأصداء واسعة في زمن السلم. ومن خلال القدرات والمهارات التي يمتلكها على الصعيد الأدبي والكتابي، جاء سرد ويليامز القصصي مميزاً بتلخيصه حياته وحياة الآخرين بمعنى وجمال يبدوان مميزين.
وبعدها مباشرة بدأت تظهر حالة الضجيج التي أحاطت بحياة ويليامز الجديدة، حيث ظهرت له صورة على غلاف مجلة فوغ وهو يحمل معطف شتوي على أحد كتفه، أجرى مقابلة مع مجلة النيويوركر، كما تحدث في حوار مع صحيفة النيويورك تايمز عن أعباء النظام الضريبي الأميركي بعدما بلغت أتعابه الأدبية ألف دولار أسبوعياً.
&