بغداد: تحت شعار( المسرح يصنع السلام ) اقام مجموعة من شباب المسرح والسينما مهرجانهم (داتا شو) المسرحي في نسخته الثانية، فكانت البهجة في هذا الحضور البهي والنشاط الذي اضاء مساحة في ظلمة شارع الرشيد ببغداد.
&&&& على مدى خمسة نهارات امتدت الى مساءات بغداد، على ضفاف نهر& دجلة، حيث مكان منتدى المسرح في شارع الرشيد الذي ينغلق على عتمته مع اول الليل،احتفل شباب عراقيون بمهرجانهم الذي عبروا فيه عن طموحات تنمو في دواخلهم، كل يوم من ايام المهرجان كانوا يحتفلون ببهجة غامرة،يبتهجون بأنفسهم وحاضرهم ومستقبلهم الذي يرونه من خلال حضورهم مع اساتذتهم من الفنانين الكبار الذين احتضونهم، لاسيما مع اعتراف جميل للفنان الدكتور فاضل خليل (تنفست الندم من ضمور الحركة المسرحية العراقية، الآن اشعر بالامل الكبير في شباب المسرح )، فيما كان ردهم عليه (كان يوماً مميزاً ونحن نتحلق حولك يا مخرجنا واستاذنا الكبير د. فاضل خليل وانت تتحدث لنا عن الاخراج المسرحي، في مهرجان داتاشو …شكراً لك استاذنا الجليل لانك تشعرنا بالفخر وتدفعنا الى العطاء)، والكلمات كانت ذاتها للفنانة الدكتورة شذى سالم وللفنان الدكتور ميمون الخالدي والسينوغراف التشكيلي الدكتور نجم عبد حيدر، فضلا عن الكثير من الفنانين المعروفين الذين حضروا الفعاليات.

جائزة واحدة فقط
&&& هناك على مدى ايام المهرجان الخمسة نسمع من هؤلاء الشباب قولهم:( داتاشو..التقينا بعيداً عن الارهاب بعيداً عن التقشف بعيداً عن الظلام، قريباً من العراق قريباً من الجمال قريباً من الحب، لنؤكد باننا ننتمي الى مسرح عراقي عظيم عمره بعمر العراق)، ونسمع منهم ايضا كلماتهم& في اخر ساعات المهرجان: (ها نحن اذآ.. انتهى موسمنا الثاني من مهرجان الحب والفن والسلام مهرجان داتا شو، شكرآ للشباب شكرآ للبسمة شكرآ للتعاون شكرآ لبث الحياة شكرآ للثقافة شكرآ لصناعة شيء للأمل والمستقبل، شكرآ للاساتذة من رئيس المهرجان الى كل عائلة داتا شو ومستعدين منذ الآن لموسمنا الثالث..، كلنا ثقة بأن مهرجاننا سيمتد الى اكثر من 100 سنة)، كما نسمعهم يرددون بحماس ومحبة:(المسرح يصنع السلام) لان الكلمات الثلاث شعار مهرجانهم.
&& في المهرجان كانت هناك الجائزة واحده فقط، وهي جائزة افضل عرض مسرحي وذهبت الى العرض اﻻلماني (مقهى مولين)، الجائزة عبارة عن خاتم منقوش علية لوغو داتا شو مع شهادة شكر وتقدير...اما التوصيات التي خرج بها المهرجان فهي تتحدث عن طول زمن العروض وعن وجود عروض جسدية اكثر من الحوارية وعن مراعاة الذائقة العراقية من ناحية العروض المختارة وعن ترجمة العروض اﻻجنبية الى العربية كي يفهم الجمهور وغير ذلك.

تجربة رائعة ولكن&
&&& من جانبه اكد المخرج المسرحي انس عبد الصمد، انها تجربة سينمائية رارشيفية رائعة جدا، وقال:اية خطوة جديدة لفعل ثقافي لايخلو من البحث عن وسائل جديدة لتقديم العروض المسرحية، وهذه المرة عن طريق شاشات السينما.
واضاف: اشد على ايدي الشباب الذين ابتكروا وخاضوا هذه التجربة بروح الثقافة والمسرح ولابد من دعمهم..ولكن السؤال المهم هل ستكون بديلا عن العرض المسرحي المباشر او هل التلقي كان مثل العروض المسرحية؟ طبعا لا ولن يكون لان سحر المسرح يكمن في التلقي المباشر.
&وتابع: انا اصنفها كتجربة سينمائية ارشيفية رائعة جهود مباركة لكنها ليست بديلة عن المسرح التي يحاول من يحاول تهميشه بكل الاصرار والترصد.
&
حلم شبابي كبير&&
&& اما المخرج السينمائي ثائر عبد علي عضو اللجنة العليا للمهرجان ورئيس الورش والمحاضرات التثقيفية فقال: داتا شو..مهرجان يقيمه شباب المسرح العراقي..وهو فكرة بسيطة لتحقيق حلم شبابي كبير& من ناحية جمع الشباب في لقاء فني مسرحي ومن ناحية الارتقاء بذائقتهم المسرحية التي ترتكز على ثيمة المهرجان بمشاهدة عروض مسرحية عالمية وعربية وعراقية ايضا، عروض حققت نجاحا مهما بمسيرة المسرح العالمي والعربي والمحلي واعادة عرضها مع توضيح مضامينها وطريقة اشتغالها الى الشباب الجدد في الوسط الفني المسرحي والمسرحين الشباب بصورة عامة مع قيام عدة محاضرات تثقيفية في مجال اﻻخراج والتمثيل والتقنيات والتاليف والسينوغرافيا من اجل زيادة ثقافة الشباب المسرحي ومن اجل الحصول على اجابات ﻻاسئلتهم.
&واضاف: مهرجان داتاشو يقدم العروض المسرحية المسجلة من خلال عرضها على شاشة الداتا شو الشبيهة بطريقة العرض السينمائية..داتاشو فكرة بسيطة ولكنها كبيرة بما تحققه، فكرة اتىا بها المخرج والباحث اﻻكاديمي (يوسف هاشم) وتطورت بين احضان الشباب ونجحت بسبب الحب والصدق والديمقراطية العالية التي نتمتع بها بتخاذ القرار..داتاشو..يساعد الشباب على التدرب على كيف يقيمون مهرجان وما هي اللجان وما هو عمل كل لجنة وما هي حدود اللجان وعلاقاتها باللجان اﻻخرى..وغيرها.
&وتابع: الدورة الثانية للمهرجان وماحققته من نجاح كانت بعدم وجود اي تمويل مادي ملموس ابدا..وعمل الشباب على جمع من كل عضو خمسة اﻻف ( نحو 4 دولارات) وبشكل طوعي..اما المكان كان بالتعاون مع دائرة السينما والمسرح..منتدى المسرح..والمطبوعات محمد الربيعي..وجهاز الداتا شو من مركز الفلم العراقي..والضيافة من ملتقى الفنانين العراقيين..وكل ذلك مجانا..مقابل وضعهم كجهات داعمة للمهرجان..وبجهود الشباب المحب للفن المسرحي والمحب للحياة المدنية الحضارية المسالمة يسعون الى تحقيق النجاح وحققوا ذلك.

عروض ومحاضرات&
&& ملتقى الشباب المسرحي في دورته الثانية لمهرجان “الداتاشو” حفل خلال ايامه الخمسة بنشاطات مميزة، فقد شهد اليوم الأول عرض مسرحية “اعتذر أستاذي” من تأليف د. عواطف نعيم وإخراج هيثم عبد الرزاق، أما اليوم الثاني فخصص لمسرحية “في مكان آخر” كيروغراف وإخراج كونستان ماكرس, وعرضت في اليوم الثالث مسرحية “ريتشارد” من تونس إخراج جعفر القاسمي، وفي اليوم الرابع& عرضت مسرحية ” أنا اسمي لا أحد” دراما تورج ايريان كوركي وإخراج مايسلونا فالبين. وتلتها فرقة المستحيل بمسرحية “صمت كالبكاء” من إخراج الفنان انس عبد الصمد. أما اليوم الخامس فعرضت فيه مسرحية “مقهى مولير” كيروغراف بينا باوتس, تلتها مسرحية “ثورة الجسد” للمخرج مخلد راسم.
&&& وقدمت على هامش المهرجان ورش ومحاضرات لعدد من الأساتذة المختصين في الفن المسرحي بينهم: محاضرة عن الأخراج المسرحي للدكتور فاضل خليل، ومحاضرة عن السينوغرافيا للدكتور نجم عبد حيدر، ومحاضرة عن التمثيل للدكتورة شذى سالم،ومحاضرة عن الصوت والالقاء للدكتور ميمون الخالدي.

شموع ودجلة ورقص
&&& والاجمل..تلك اللحظات الختامية من المهرجان حين نزل الشباب الى ضفاف نهر دجلة وأوقدوا على سطحه الشموع وجعلوها تطفو راسمة دعاءات الرحمة على ارواح شهداء العراق، ومن ثم تعالت الالعاب النارية لتمزق الظلمات والسكوت الذي يعشش هناك لتختتم الفعالية برقص على كل الايقاعات السعيدة شارك فيه الجميع.
&