قبل الرحيل،
عرجت على مجاز الحقيقة
قلت: لعلها المرة الأخيرة..
ولست متأكدا من صفاء قلبها تجاهي
.. وقبل الرحيل الأخير، ينصح الحكماء بالتخفف
وحمل الماضي بيننا لا شك ثقيل
قلت- دون مقدمات- :
لنجلس كصديقين، ولنحيد جراح الأمس
فلا تؤذينا بعد اليوم
قالت: حسن، ما دمنا أصدقاء
.. بحر الأسبوع
والتراجيديا كوميديا، في عرف القدر
تبادلنا سلاما وأسئلة سريعين عن الحال،
والأهل والمآل
وديانا تعد ما فصل بيننا
من سنين طوال
وموسيقى جلستنا فالس من الصوائت والصوامت
أتحدث، بهدوء، أتأمل
هذا التوتر خيولا تعدو في قسمات وجه ديانا الأندلسي
ديانا، ما كل هذا التوتر؟ قلت
فأجابت: هكذا أنا كتاب مفتوح، أردتك أن تكون..
ولطالما وددت تكسير سننك،
إلى أن جرحتني سنانك ساعة الحقيقة
وكان كل منا،
لم يبحر في الحب بما فيه الكفاية
ليتبين موقع اليابسة
وكلانا تألم لأن كلا منا عجز عن وأد الماضي
في مقبرة النسيان
فأنبت في حديقة كل واحد منا
مترا مربعا من الريحان
لا عليكِ، هونت على ديانا الأمر
ولم أذكرها بأشعار لي أحرقتها
.. وسبة في حقي قد لفظتها
وقسوة قلب فيها كانت في جسدتها
قلت: اهدئي، سكنت رياح الود بيننا
وأنزلتِ شراع الثقة
فكيف تبحر بنا سفينة الحب؟!
والساعة نسترجع إرثنا
وما لنا ترك للقيصر بغير حق
واذكري فيما تستقبلين من الأيام
أني لم أغلق في وجهكِ بابا
ولم أكذبكِ يوما جوابا
ولم أكافئكِ يوما عقابا
ردت: زاد عن حبنا الكفن
فنسجت منه الأمل
ولامني فيك القاسي والداني
كل عاتبني، وذاك آذاني
قاسيت وحدي، وتفطر وجداني
ولكم وددت لو صانوا ذات بيننا من الشنآن
ما كان، ولا ينبغي لهم، أردفت
قضي الأمر
وأنا أحدثها كنت أسحب،
بالهدوء نفسه،
أوراق عقود ملف حبنا
فأمزقها قطعا صغيرة
وأطعمها لنار مدفأة في الجوار
وكذلك كانت تفعل بنا الأقدار
ولولا أن قديستي أخذت بيدي
لهلكت، ولما اتخذت اليوم هذا القرار
أسفت ديانا قائلة: أعتذر مجددا إن لزم الأمر
وكم جميل أن نفرغ الماضي من الأسى
ولكم جميل أن نقطف اليوم سوية العبر
أنا ما زلت أثق بك
وكثيرا ما فاجأتني معجباتك
غير أني اليوم
بكل إخلاص أبارك حبك لقديستك
فهي الأولى ودنياك
.. وهي الآخرة
قلت: حبي خبز يومي
وقسما إن نازعتني إياه الأقدار ثانية،
ورب الأنبياء،
لأقسمن في اللاحقات ظهرها
كن قويا، قالت
هيهات تحسرت
فما القوة أحتاج بل الشجاعة
والشجاعة تاج على رؤوس النساء

&