بغداد: صدر للباحث التراثي العراقي رفعت مرهون الصفار (بغداد – 1929) كتابان تراثيان، الاول (محلات بغدادية قديمة في الذاكرة) عن دار الحكمة – لندن، والثاني (تراثيون في الذاكرة) على نفقته الخاصة.
&& في اطار سعيه الى جمع كل شاردة وواردة عن تراث بغداد القديمة والاشخاص الذين كتبوا عن تراث المدينة، وعلى الرغم من كبر سنه (86 عاما) الا ان الباحث التراثي رفعت مرهون الصفار لا زال متحمسا ومواظبا للكتابة عن مدينة بغداد ومحلاتها القديمة وشخوصها وابرز معالمها من خلال ذاكرته وبحثه المستمر عن اشخاص احياء عاشوا في المدينة القديمة وعاصروا سنواتها البعيدة ويستذكرون حكايات ووقائع حدثت لهم او لغيرهم وقد امتدت استذكاراتهم الى نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين ليرسم خرائط الاحياء القديمة وهي بكامل تقاربها وتضاريسها وبيئاتها،وقد دوّن اسماء الذين التقاهم مع صورهم، والغريب ان اغلب اسماء هذه المحلات لا يمكن للجيل الجديد ان يعرف امكنتها لان امتلكت اسماء غير اسمائها وتغيرت خرائطها بفعل التهديم وشق الشوارع الحديثة.
&& الكتاب الاول (محلات بغدادية قديمة في الذاكرة) يقع في 342 صفحة من الحجم الكبير& تضمن تسعة فصول فضلا عن ملحق للصور ضم اكثر من مئة صورة لشخصيات واماكن وخرائط لتلك المحلات البغدادية، الفصل الاول تحدث فيه عن (صبابيغ الال والقشل والهيتاويين) والثاني عن (ثلاث محلات متجاورة) والثالث عن (باب الاغا) والرابع عن (الشورجة والدهانة) والخامس عن (سراج الدين والصدرية والعوينة والدوكجية) والسادس عن (محلة بني سعيد وما جاورها) والسابع عن (محلة قنبر علي والتوراة وتحت التكية) والثامن عن (محلة ابو شبل وما جاورها) والتاسع عن (محلة السور وما جاورها)، وفي كل محلة يذكر تاريخها وسبب تسميتها ونشوئها وكل ما يخص المحلة من اسماء الطرقات (الدرابين) واسباب تسميتها الى اصحاب المهن والحرف والمدارس والمساجد والكتاتيب والأسواق والمظاهر الثقافية فيها فضلا عن تفاصيل دقيقة تتعلق بكل محلة.
&&&&& وقد اهدى المؤلف كتابه لذكرى المرحوم والده (الذي ربانا فأحسن تربيتنا وغرس في نفوسنا محبة الوطن وخدمة ابنائه ووضعنا على سلم الثقافة والادب والمباديء الوطنية الحقة، واوصانا بنكرات الذات والحفاظ على صداقة الناس والدفاع عنهم ومؤازرتهم والكتابة عنهم وعن احيائهم الشعبية الاصيلة)، فيما كانت المقدمة بقلم الاستاذ الدكتور عماد عبد السلام رؤوف وجاء فيه (لقد رصد لنا الكاتب طبيعة ما كانت تحتضنه مجموعة متجاورة من المحلات في بغداد الشرقية وهي محلات أصيلة بمعنى أنها ورثت محلات سابقة كان له وجود منذ قرون مضت وإن تغيرت أسماؤها وتعاقبت أجيالها وهي على الرغم من التنوع الخلاب الذي تبدو عليه فإنها تؤلف نسيجاً واحداً قوامه الألفة والتعاون والقدرة على تجاوز الصعاب ومن ثم القدرة على ادامة الحياة بزخمها المستمر من دون توقف)، واضاف : (لقد احسن الاستاذ الصفار في ما جمع من مادة، وفي ما عرضه منها، وفي ما قدمه من صورة لبغداد التي احبها ملء قلبه).

&& اما الكتاب الثاني (تراثيون في الذاكرة) فيقع في 192 صفحة من الحجم الكبير وتضمن السير الذاتية المصورة لـ (125) شخصية عراقية كتبت في التراث البغدادي من اجيال مختلفة رتبهم حسب الحروف الابجدية، وقد استطاع المؤلف ان يجمع كل ما يتعلق بهؤلاء التراثيين وما كتبوا في مجال التراث البغدادي مما يجعل الكتاب عرفانا بالجميل لهم وكتب المقدمة للكتاب الاستاذ سالم الالوسي وجاء فيها : الكتاب تدوين لسيرة حياة مجموعة من الكتاب والباحثين العراقيين الذين ارتبطت بهم ذاكرة الكثير من القراء ومنهم محمد رضا الشبيبي وجلال الحنفي وجعفر الخليلي وعبود الكرخي وعزيز الحجيه وغيرهم ممن رحلوا وبعضهم على قيد الحياة.
&&&& ورفعت مرهون الصفار& من مواليد 1929 في محلة صبابيغ اللآل في بغداد وانتقل مع والده الموظف الى مدينة النجف الاشرف ليعيش فيها ولتسير به مثلما سارت بغيره نحو الادب والثقافة فتاثر اولا بوالده شاعر الفصحى والشعبي اضافة الى ماكان يرى من ادباء ومؤرخين وشعراء كبار كانوا يرتادون مجلس ابيه كل خميس في ندوات ومجالس ادبية ومنهم(الشيخ محمد رضا المظفر والشيخ محمد علي اليعقوبي ومحمد الحبوبي وجعفر الخليلي وصالح الجعفري وابراهيم الوائلي )وكلهم يتبارون في الشعر والادب وكل هذه جعل رفعت الصفار متابعا ومنتهجا النهج الادبي.
&&&& وله اهتمامات عديدة فهو في وجهه الآخر رياضيا وعضو الهيئة الإدارية لنادي الشباب الرياضي في الستينيات واخر وظيفة شغلها سكرتير في عمادة كلية الطب جامعة بغداد، ويبدو ان الصفار رغم شغفه بالادب والتراث الا ان نشاطه وجهوده ازدادت بعد احالته على التقاعد اذ بدأ اهتمامه اولا بالكتابة للطفل فالف وترجم الكثير من الكتب كان اكثرها قد طبع ونشر على نقفة دار ثقافة الاطفال.ولازال مستمرا في عطائه رغم انشغالاته كعضو في إتحاد الادباء واستشاري في المركز الوطني لحقوق الإنسان وخبير في دار الشؤون الثقافة ورئيس تحرير سلسلة المنابع التابعة الى دار الشؤون الثقافية العامة.
&