سيدني: منحت جامعة "كومبلوتينسه" في &مدريد، خلال الإسبوع الفائت، المخرج اليوناني الأصل كوستا غافراس، البالغ 83 عاماً، شهادة الدكتوراه الفخرية، تقديراً لمسيرته الطويلة في السينما.

&
لو شئنا أن نصنّف سينما كوستا غافراس، لن يبدر إلى ذهننا غير كلمة "مقاومة". إذ، منذ شريطه الفيلمي "زد" 1969، الحاصل على جائزة أوسكار، وحتى فيلم "رأس المال" 2012، لم يتوقف المخرج والسيناريست اليوناني الأصل، عن التنديد بإنتهاكات السلطة، رغم أنه لا ينسى أن يقول "أن السينما، قبل كل شئ، عرض".
وقبل أيامٍ قليلة من بلوغه 83 عاماً، إستلم كوستا غافراس شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة "كومبلوتينسه"، تقديراً لمسيرته الطويلة في السينما. ويعد غافراس ثالث شخصية سينمائية تقوم الجامعة بمنحها هذه الشهادة، بعد كارلوس ساورا، ولويس غارثيا بيرلانغا. &وخلال لقاءٍ أجرته معه وكالة أنباء &"إيفي" الإسبانية، أكد المخرج غافراس أنه لا يزال مستمراً في البحث عن قصصٍ تتحدث عما يجري حالياً في أوروبا.
ويتحدث غافراس في هذا اللقاء قائلاً "أوروبا كانت بمثابة حلم جميل، غير أن ذلك تلاشى منذ أن إستلم السلطة اليمين المتطرف والإقتصاد والبنوك. أؤلئك هم من يحكمون أوروبا اليوم، إنها الكارثة بعينها".
ويعتقد غافراس أن ما نشهده اليوم بداية لحرب عالمية ثالثة، وإقتصادية. ومن ثمّ يؤكد "أن عدد الضحايا هائل جداً، بدءاً من المهاجرين الذين يلقون حتفهم في البحر، وحتى قتلى حروب بوش. ويقال بصوتٍ غير مسموع، أنه في كل يوم الأغنياء يصبحون أكثر ثراءاً، والفقراء أكثر فقراً، لكن، علينا الوقوف ضدّ ذلك". ويضيف "هناك شباب أوروبيين يحملون أفكاراً جديدة من أجل تغيير الأوضاع. إذ أن وصول هؤلاء إلى السلطة لا يغيّرهم. ففي اليونان تبذل الحكومة جهوداً عظيمة، لكن ليس هناك من يساندها، وأن مطالب الإتحاد الأوروبي الإقتصادية أصبحت تشدد الخناق على الناس".
وعودة إلى بعض الأعمال السينمائية لكوستا غافراس، نرى أن فيلم "زد" 1969، تناول الحقبة السياسية المتوترة والتي سبقت الإنقلاب العسكري في اليونان ووصول العسكريين بموجبه إلى السلطة، بينما سلّط فيلم "الإعتراف" 1970، الأضواء على معسكرات التعذيب أثناء الحكم الستاليني.&
وكان المخرج اليوناني قد عاد في العام 1982 ليثير ضجة بعمله السينمائي "مفقود"، الذي يتهم فيه الولايات المتحدة بتورطها في الإنقلاب العسكري في تشيلي عام 1973، ولاحقاً بفيلمه "آمين" 2002، الذي تحدث عن سكوت جهات سياسية رسمية، وأخرى مرتبطة بالفاتيكان، لما كان يحدث في معسكرات الإعتقال في المرحلة النازية، وفيلم "رأس المال" ويتناول فيه غافراس دور الأسواق المالية والمضاربين في تأزيم الوضع الإقتصادي الأوروبي.&
يؤكد السينمائي اليوناني أن قرار الهجرة إلى باريس وهو في سن 20 عاماً ، أثمر عن كل تلك الأفلام، إثر هروبه من بؤس الحياة، بعد الحرب في اليونان "خياري الأول كان الولايات المتحدة، إذ كان لديّ بعض الأقرباء في ميلواكي". ويستطرد "لا أريد التعمق في العوامل النفسية، لكن أعتقد أن إنجازاتي كانت بسبب من تداخل الثقافة اليونانية والفرنسية. لم أتمكن من إنجاز هذه الأفلام في الولايات المتحدة. ولم أستطع أيضاً أن أصنع في فرنسا أشرطة فلمية كما الفرنسيين".
بدأ كوستا غافراس مشواره السينمائي بصفة مساعد مخرج إلى جانب بعض المخرجين المعروفين أمثال جاك ديمي، ورينيه كليمنت. وأما الحلقة التي كان يتحرك خلالها في باريس فقد تكونت من إيف مونتان، وسيمور سيغنورت، وكذلك خورخي سيمبرون، وألين ريسنيس، وأندريه غلوكسمان.
وكذلك، يعود فضل إكتشافه سينما من نوعٍ آخر إلى فرنسا. وعن ذلك يروي قائلاً "كانت لجان الرقابة في اليونان هي التي تقرر نوعية الأفلام التي يجب أن تعرض وليشاهدها الجمهور. وعندما وصلت باريس، شرعت بدراسة الأدب في السوربون، لأن الكتابة هي ما كنت أنشد إليه. لكن عندما شاهدت الفيلم الصامت (الجشع) للمخرج اريك فون شتروهايم، ومدته ثلاث ساعات، والذي يجسّد التراجيديا بكل معانيها، بدأت السينما تجذبني أكثر. وإنتبهت إلى أن بمستطاعي أن أروي قصة ما مستعيناً بالصور بدلاً من الكلمات، وببساطة تامة، وعاى إثر ذلك، تركت السوربون وإلتحقت بمعهد السينما".
يتقن كوستا غافراس اللغة الإسبانية تماماً، وعن ذلك يقول "أن العالم الإسباني يشكل نقطة هامة في حياتي. وأول فيلم نفذته بصفة مساعد ثاني تمّ تصويره في (توريفييخا، في أليكانتي، وهناك بدأت أتعلم اللغة بمساعدة التقنيين الأسبان".
ويضيف "بعد ذلك، أصبح الكاتب خورخي سيمبرون من أهم الأصدقاء الذين إشتركوا معي في إنجاز أعمالي السينمائية. وبالإضافة إلى ذلك، قمت بتنفيذ بعض الأفلام في تشيلي. لذلك، أن هذا التكريم من لدن جامعة إسبانية يعدّ الكثير بالنسبة لي". &&
&