إقرأ أيضاً:

الحكومات الخليجية تراقب quot; الدراما القبلية

محمد عطيف من الرياض: سواء صحت الروايات التي تناقلتهابعض وسائلالإعلام غير الرسمية عن توقيع الداعية الشهير سلمان العودة عقدًا خياليًا مع مجموعة mbc بمبلغ 12 مليونًا لمدة عام واحد فقط، فإن هذه الأيام التي تسبق شهر رمضان لن تخلو ككل عام من كذا خبر عن توقيع عقود من دعاة مشهورين ndash; وإن لم تعلن - لصالح قنوات فضائية تسعى للحصول على حضورهم لجمهورهم الكبير، وخصوصًا الدعاة المشهورين بالوسطية والاعتدال من أمثال العودة والقرني والعريفي وغيرهم .

المصادر التي أشارت في حديثها عن الخبر إلى تاريخ العودة مع القناة نفسهاوأنه طالما - في ماضيه طبعًا- حذر منها وبثها للسموم والمغريات أبدت استغرابها من تحوله المثير للتعامل معها ومع العديد من القنوات ذات الثقل الإعلامي التي أدركت حجم التأثير للدعاة المعتدلين ومدى الإقبال على برامجهم مما يعني بالتالي المزيد من الإعلانات التي يقال أن العقد مع الداعية يحددها بدقة .

* سلمان العودة .. الأشهر

يستحوذ الداعية الشهير سلمان العودة على شهرة كبيرة في أوساط الدعاة على مستوى العالم العربي، وهو قد حقق جزءاً كبيراً من هذه الشهرة مؤخراً عقب انتهاجه المعتدل الذي كاد يقارب الانفراط فيما كان يعد ثوابتاً لديه في سنين ماضية . حيث حظيت برامجه وخطبه ومقالاته التي تدعو للتسامح والعودة لحقيقة روح الإسلام في المعاملات، وتسهيل وتبسيط الحياة والبعد عن التكفير والتصنيف، لاقت ترحيباً كبيراً وأصبح يظهر في الكثير من القنوات وبعضها في برنامج متسلسل كما في قناة mbc .الطريف أن المدير العام لقناة quot;العربيةquot;، عبد الرحمن الراشد سبق أن صرح لصحيفة المدينة السعودية بقوله quot;الشيخ سلمان العودة أكثر ليبرالية مني وفق مشاهدتي لبرنامجه الناجح على mbc وكتاباته، فهو - يضيف - جزاه الله عنا كل خير، قدّم صورة حديثة ومنفتحة للمتدين بعيدًا عن التطرفquot;.

* الدعاة في مواجهة التهم

المؤكد أن العديد من الدعاة البارزين من أصحاب نفس التوجه الذي يتبعه العودة،يواجهون العديد من التهم مثل المتاجرة بالفتاوى، وتحقيق مكاسب شخصية ومادية، بالإضافة للبحث المحموم عن الشهرة مما إعتبر ظاهرة تصاعدت في الفترة الأخيرة إلا أنهم حرصوا على التعامل مع كل التهم الموجهة بأساليب التجاهل والترفع فيما عدا بعض التصريحات التي نفى فيها أكثرهم حصولهم على مقابل مادي من وراء المواعظ والخطب والبرامج، فيما تظل هناك فئات كثيرة ترى أن الدعوة يجب أن تظل مسؤولية العلماء والدعاة وأن ذلك يجب أن يتم دون أخذهم أي مقابل . وبالتالي رأى هؤلاء أن هذه العقود والمبالغ التي تدفع للدعاة هي متاجرة بالدعوة الإسلامية وهي محاولة في ظاهرها تثقيف الناس بما يناسب في الشهر الكريم وفي باطنها جلب المزيد من الإعلانات الفاحشة الثمن .

الرافضون لعقود الدعاة يرون أن الأمر لم يتوقف عند ذلك الحد بل تجاوز الأمر إلى تقديم بعض الدعاة الجدد في سلك الدعوة وتقديمهم بنفس طريقة تقديم نجوم السوبر ستار المبتدئين، مع السير على أخر ما انتهى إليه الدعاة الكبار من التركيز على المنهج الدعوي الميسر والانفتاحي، بل وبدأت تظهر بعض الداعيات والفقيهات على نفس الخط وهو أمر يتوقع له اكتساح هذه المساحة الإعلامية في السنوات القليلة القادمة . من ناحية أخرى بقيت القنوات الدينية تحتفظ ببعض الدعاة الذي يعتبرون الأقرب للتحريم أكثر منه للإباحة ، والحذر الشديد في الفتاوى المبيحة .

الملاحظة الأكثر حسبما يرى بعض المتابعين أن هذه العقود مع الدعاة أصبحت أشبه ما تكون حصرية . أو أن القناة تحتكر الداعية بعقد فيصبح (حصرياً ) مثله مثل أي عمل أو مسلسل درامي، بل إن الداعية كما يصف البعض أصبح عقده لا يكاد يقل عن أجور نجوم السوبر ستار عن أدوارهم في المسلسلات والأعمال التلفزيونية والسينمائية ، بل قد يتطور الأمر إلى جعل الإعلانات حول برنامج الداعية نفسه حصرية لجهة ما .

* حتى لو قناة يهودية !!

ولم تخلوا الساحة من بعض المواجهات بين المشائخ و بين من يراهم خارجين على التيار الديني . فعلي سبيل المثال وفي فترة سابقة قبلت قناة روتانا الغنائية ظهور الداعية السعودي الدكتور غازي الشمري لتقدم برنامج دعوي في رمضان وعلى شروطه هي كما أوضح حينها . وعندما لاحظ الأصوات الناقمة عليه قال quot;إنه لا يهتم كثيرا بأصوات المحافظين التي تهاجمه، بسبب ظهوره في قناة غنائية، فالداعية يجب أن يظهر في كل مكان ويزاحم الباطل حتى لو دُعي من قناة يهودية وليست غنائية لظهر بها، ما دام أنها تحقق شروطهquot;.

* أجور وعقود الدعاة

ووفقًا للعديد من المصادر والمتناقل في بعض وسائل الإعلام فإن أجور الدعاة عن الحلقات في حالة عدم وجود عقد يتراوح مابين 2000ريال - 5000 ريال، ومؤخراً أصبح العديد من الدعاة يرفض الظهور في القنوات التي لا تمنح مقابلاً . ولم تجد هذه القنوات بداً من الرضوخ لشروط أكثر المشائخ بحكم حاجتها لهم في المواسم الدينية على وجه الخصوص فبدأ يظهر ما يشبه بورصة أو قائمة أسعار غير معلنة بحسب شهرة الشيوخ،في ظل وجود أكثر من ثلاثين داعية في درجة تعتبر على مستوى عال من العلم والحضور لدى الجماهير .وغالباً ما تعرض برامجهم في أوقات مهمة جداً بعد الإفطار أو قبل السحور أو بعد صلاة العصر .

وفي كل الأحوال فإن السباق المحموم على الشيوخ النجوم برغم أنه غير ظاهر بشكل كبير على الساحة إلا أنه محموم جداً في الخفاء بين القنوات، وبعضها قد بدأت الإعلان عن برامج مجدولة لبعض المشائخ في محاولة لاستقطاب فئات معينة أو جيل شبابي معين متعلق بداعية معروف، وهذا كله واضح في أهدافه الظاهرة والباطنة وفيما يراه البعض عملاً تجارياً مشروعاً،وحرفية مهنية، إلا أنه أكد تلك الظاهرة التي كثر الحديث عنها عن الدعاة والعقود المغرية التي تقوم بها القنوات معها . وهو أيضا ما يراه البعض الأخر أنه حق مشروع للاثنين بعيداً عن التثقيف الديني والدعوة والتي ستحقق هدفها أيضا من خلال تلك البرامج وبالتالي حقق الثلاثي هدفه فلا داع لأن يغضب أحد .