الجيش يتفقد موقع الانفجار

تواصلت التحقيقات في ملابسات الانفجار الذي وقع مساء أمس في بلدة طيرفلسيه في جنوب لبنان، وكان نفى الجيش اللبناني أمس، ما نقلته وكالات أنباء فور وقوع الانفجار عن مقتل خمسة أشخاص بينهم مسؤول في quot;حزب اللهquot; ونجله، بينما أشار حزب الله في بيان الى quot;وقوع انفجار في مرآب تابع لمنزل أحد الاخوة في بلدة طير فلسيه ما ادى الى اصابة احد الاشخاص بجراح واستدعي نقله إلى المستشفى للمعالجةquot;. وفي الوقت الذي تقدمت فيه إسرائيل بشكوى الى مجلس الأمن، بث الجيش الاسرائيلي شريطا يظهر فيه اشخاص ينقلون قذائف من المنزل الذي وقع فيه الانفجار.

بيروت: انشغلت الأوساط السياسية والأمنية بالانفجار الذي وقع داخل أحد المنازل في بلدة quot;طيرفلسيهquot; الجنوبية، مساء أمس، وأدى إلى جرح مواطن وإلحاق أضرار بالمنزل. وقد تضاربت بدايةً المعلومات حول الحادث إذ تحدثت إحدى وكالات الأنباء الأجنبية في خبر أولي عن مقتل خمسة أشخاص في الانفجار المذكور بينهم مسؤول بارز في quot;حزب اللهquot; ونجله، فيما ذكرت وكالة أخرى أن الانفجار شبيه بما حصل قبل

إقرأ المزيد:

إسرائيل تتهم حزب الله بإختراق القرار 1701 وترفع شكوى في مجلس الأمن

أشهر في بلدة quot;خربة سلمquot; في جنوب لبنان أيضاً، والناجم عن احتكاك حراري في مستودع للذخيرة من مخلفات الجيش الإسرائيلي في العام 2000. وقد سارع عدد من كبار المسؤولين اللبنانيين للاتصال بقيادات في quot;حزب اللهquot; للاستعلام عن حقيقة ما جرى حيث أفيدوا بعدم وجود قتلى واقتصار الأمر على اصابة صاحب المنزل سعيد عيسى بجروح طفيفة نتيجة محاولته إستئصال شظايا قنبلة من مخلفات الحرب الإسرائيلية في العام 2006، مع التأكيد أن لا أسلحة أخرى داخل المنزل كما أن الجريح متعاطف مع الحزب وليس مسؤولاً فيه.

وفيما كانت المحطات الفضائية تعرض خبر الانفجار بصفة quot;عاجلquot; وتبدل في شريطها الإخباري كلما وردتها معلومات جديدة حوله، لوحظ أن quot;حزب اللهquot; وقناة quot;المنارquot; التابعة له لم يأتيا على ذكره لفترة من الوقت، الأمر الذي اثار تساؤلات وتفسيرات شتى منها أن الحادث اكبر من انفجار قذيفة وربما يكون أودى بحياة مسؤول بارز في الحزب آثر الأخير عدم الكشف عن اسمه ريثما تتخذ الترتيبات والاجراءات اللازمة على غرار ما تم يوم اغتيل القائد العسكري عماد مغنية، إذ quot;أخفيquot; النبأ لأكثر من ساعة قبل الإعلان عنه في quot;المنارquot; وإذاعة quot;النورquot;.


وقوات quot;اليونيفيلquot; تباشر تحقيقاتها

إلا أن بياناً صادراً عن quot;حزب اللهquot; في ساعة متأخرة من الليل وضع حداً للتأويلات إذ قال الحزب في بيانه المقتضب quot;إن الانفجار وقع في مرآب تابع لمنزل أحد الإخوة في بلدة طير فلسيه ما أدى إلى إصابة احد الأشخاص بجروح استدعت نقله إلى المستشفى للمعالجةquot; وذكر البيان quot;أن التحقيق جارٍ لمعرفة طبيعة الانفجار وأسبابهquot;، كما نفى الحزب سقوط أي قتيل في الحادثة.

وعلمت quot;إيلافquot; أن التحقيقات الأولية أظهرت أن القذيفة الموجودة داخل المنزل سبق لصاحبه أن عثر عليها في الإحراج المجاورة وهي من مخلفات الحرب الإسرائيلية على لبنان في يوليو تموز العام 2006. وقد حاول نزع محتوياتها مما أدى إلى اشتعالها وإصابته بحروق نتيجة النيران المنبعثة منها بشدة، والتي طالت أيضاً قسماً من الجدران ومن مفروشات المنزل. وذكرت المعلومات أن القذيفة خالية من صاعقها وهذا ما حال دون انفجارها لكن لم يعرف بعد إذا ما كانت في وضعها الحالي يوم عثر عليها أم جرى تعطيل الصاعق بعد ذلك. وأكدت المعلومات خلو المنزل من أي أسلحة أخرى، والتوسع في التحقيق لمعرفة ملابسات الحادث.

من جهته لم يضف quot;حزب اللهquot; بجديد إلى المعلومات الواردة سابقاً. وفي سؤال لـquot;إيلافquot; عن هوية مقتني القذيفة وما يظهر من وجود خبرة لديه في الأسلحة الحربية اكتفى مصدر مسؤول في الحزب بالقول: quot;قد يكون الأمر كذلك أو أن ما جرى يمكن إدراجه في باب الفضول وحب التعرف إلى الأشياء. وهذا ما سيكشفه التحقيق الجاري في الوقت الحاضرquot;. ولُفت في هذا الإطار ما قاله النائب حسين الحاج حسن (حزب الله) في تصريح له أمس من quot;أن أسباب الانفجار غير معرفة وننتظر التحقيقاتquot;.

وكانت قوات من الجيش اللبناني وquot;اليونفيلquot;، التي ضربت طوقاً أمنياً حول مكان الانفجار، باشرت تحقيقاتها على الفور، وأعلنت الناطقة باسم قوات الأمم المتحدة العاملة في لبنان ياسمين بو زيان أمس أن دوريةً تابعة لـquot;اليونيفيلquot; قامت مع دورية تابعة للجيش اللبناني بتفقد مكان الحادث ليلاً. وهذا الصباح زار فريق تحقيقٍ من quot;اليونيفيلquot; الموقع والمنطقة المحيطة، ولا نزال في مرحلة تحليل المعلومات والبراهين المتوافرة للتثبت من الظروف وتأسيس الوقائع المتعلقة بهذا الحادث. كذلك تفقد قائد منطقة جنوب الليطاني العسكرية العميد الركن خليل المسن مكان الانفجار، وانتشرت وحدات من القوة الإيطالية وعناصر من الجيش اللبناني بالقرب من المنزل علماً أن البلدة المذكورة تقع خارج نطاق القرار 1701 وهي شمال نهر الليطاني.

وبانتظار الحصول على الإجابات المطلوبة التي تضع حداً لما أثاره الحادث المذكور من ردود فعل على الصعيد الداخلي أعيد معه الحديث عن سلاح quot;حزب اللهquot; والإستراتيجية الدفاعية وسلطة الدولة، سجل دخولٌ إسرائيلي على الخط فقد أعلنت الإذاعة الإسرائيلية أن quot;تل أبيبquot; تقدمت بشكوى إلى قيادة القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان، واعتبرت مصادر في الجيش الإسرائيلي أن الحادث يثبت مرة أخرى انتهاك quot;حزب اللهquot; لقرارات الأمم المتحدة واستخدامه الأماكن السكنية لمواقع عسكرية.