كابول: توقع افغانستان الثلاثاء الاتفاقية الامنية المنتظرة منذ فترة طويلة والتي تسمح ببقاء بعض القوات الاميركية في البلاد السنة المقبلة بعد انسحاب قوات حلف الاطلسي ما يدل على ان الرئيس الجديد اشرف غني ينوي اصلاح العلاقات المتوترة مع الولايات المتحدة.

وكان الرئيس السابق حميد كرزاي رفض توقيع الاتفاقية ما ادى الى توتر في العلاقات الافغانية-الاميركية بعد التقارب الذي حصل عام 2001 اثر اطاحة نظام طالبان. وقال داود سلطانزاي ابرز مساعدي اشرف غني ان "الاتفاقية الامنية الثنائية ستوقع الثلاثاء ليس من قبل الرئيس بل من قبل وزير بارز".

واضاف ان "التوقيع يحمل رسالة بان غني يفي بالتزاماته. فقد وعد بان يتم التوقيع بعد يوم من تنصيبه، وهذا ما سيحدث". وقال "كما يدل على التزام الرئيس بالقوى الامنية الافغانية والثقة في علاقتنا المستقبلية مع الولايات المتحدة. نحن نستبدل الشك باليقين".

واكدت المتحدث باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي ان البلدين وافقا على توقيع الاتفاقية. وقالت ان السفير الاميركي في افغانستان جيمس كانينغهام "سيوقع باسم الولايات المتحدة". وتابعت بساكي ان "هذا الامر سيخول افغانستان والولايات المتحدة والمجموعة الدولية الحفاظ على الشراكة التي اقمناها لضمان ان افغانستان ستحافظ وتوسع نطاق الانجازات التي تحققت في العقد الماضي".

وستوقع الاتفاقية في القصر الرئاسي في موازاة اتفاق مماثل بين افغانستان وحلف شمال الاطلسي. وستنضم قوات من المانيا وايطاليا ودول اخرى من حلف الاطلسي الى قوة من 9800 جندي اميركي ما يرفع عدد القوة التي ستبقى في البلاد الى 12500 عنصر.

وبعد انتهاء المهمة القتالية لحلف الاطلسي في كانون الاول/ديسمبر ستتولى القوة الجديدة تدريب ودعم الجيش الافغاني والشرطة في مواجهة متمردي طالبان. وكانت المفاوضات للتوصل الى الاتفاقية شهدت مماطلة من كرزاي الذي كان يضيف مطالب جديدة ما ادى الى تغير المواقف واثارة غضب الولايات المتحدة، اكبر جهة مانحة لافغانستان.

ورفض توقيع الاتفاق رغم ان اللويا جيرغا، مجلس الاعيان التقليدي، الذي دعاه الى اجتماع صوت لصالح توقيع الاتفاقية كما ان الرأي العام الافغاني كان مؤيدا لبقاء قوات اميركية في البلاد. وخلال الحملة الانتخابية الرئاسية تعهد كل من اشرف غني ومنافسه عبد الله عبد الله بتوقيع الاتفاقية.

وكانت واشنطن هددت بسحب كل القوات الاميركية بحلول نهاية السنة، لكنها تريثت بسبب المأزق الانتخابي الطويل الذي ادى الى ازمة سياسية في البلاد قبل ان تحل اخيرا مع تنصيب رئيس جديد الاثنين.
وفيما تتقدم حركة طالبان في عدة ولايات افغانية، يعتبر دعم حلف شمال الاطلسي للبلاد السنة المقبلة اساسيا رغم ان القوات الافغانية تحقق انجازات ايضا.

وكان عدم توقيع اتفاقية مماثلة مع العراق في 2011 ادى الى انسحاب كامل للقوات الاميركية من البلاد التي تغرق حاليا في اعمال عنف جديدة مع سيطرة عناصر تنظيم "الدولة الاسلامية" على مناطق واسعة.

وهناك حاليا 41 الف عنصر من قوة الاطلسي في افغانستان، فيما كان يبلغ عددهم في 2012 حوالى 130 الف عنصرا. وفي خطاب تنصيبه الاثنين دعا اشرف غني حركة طالبان الى الانضمام لمحادثات السلام بعد 13 عاما من الحرب.

والثلاثاء بدأ غني اول يوم عمل له بزيارة الى المدارس في كابول. وحفل تنصيبه الاثنين شكل اول عملية انتقال ديموقراطي للسلطة في البلاد رغم ان الامم المتحدة قالت ان الانتخابات شابتها "اعمال تزوير".

وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما اعلن انه عند توقيع الاتفاقية سيتم خفض عدد القوات الاميركية الى النصف بنهاية 2015، على ان يخفض بنهاية العام 2016 بحيث يقتصر على العاملين في السفارة الاميركية في كابول.