أوقفت السلطات السورية صباح الأحد منذر خدام المتحدث باسم هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي، التي تعد جزءًا من معارضة الداخل المقبولة من النظام.


بهية مارديني: أعلنت زوجة منذر خدّام، العضو البارز في هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي المعارضة في سوريا، اعتقاله اليوم من قبل الأمن السوري على حاجز القطيفة في ريف دمشق.

وقالت عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك: "تم تحويله للأمن العسكري، اعتقال خدّام جاء بعد أن كتب في وقت سابق أن التدخل الروسي "يزيد تعقيد" الأزمة السورية".

وقال مصدر قيادي في الهيئة لوكالة فرانس برس: "تم توقيف منذر خدام عند الساعة 9:30 (6:30 تغ) من صباح اليوم لدى مروره على حاجز القطيفة، الذي تشرف عليه اجهزة امنية عدة" في ريف دمشق.

واوضح ان خدام "اتصل به لإبلاغه بخبر توقيفه عند الحاجز"، مضيفاً انه "اقتيد بعد ذلك الى جهة مجهولة، وحاولت الاتصال به مرارًا عبر هاتفه الخلوي، لكن خطه كان مقفلاً".

واكدت زوجة خدام لوكالة فرانس برس نبأ توقيفه، وقالت "اتصل بي صباح اليوم لإبلاغي بتوقيفه على حاجز القطيفة"، مضيفة انه أعلمها "بوجود مذكرة توقيف صادرة بحقه من فرع الأمن العسكري".

وخدام (67 عامًا) كاتب وسياسي واستاذ في جامعة تشرين في اللاذقية (غرب)، وهو عضو في هيئة التنسيق، التي تتخذ من دمشق مقرًا اساسيًا لها، وتضم مجموعة من الاحزاب والشخصيات السورية من معارضة الداخل المقبولة من النظام.

كما يرأس المكتب الاعلامي للهيئة. واعتقل خدام في الفترة الممتدة من ايار/مايو 1982 لغاية تشرين الاول/اكتوبر 1994 بسبب مواقفه السياسية المعارضة.

وتعد هذه المرة الثانية التي يتم توقيفه فيها منذ اندلاع النزاع السوري في منتصف اذار/مارس 2011، اذ اعتقلته السلطات الامنية على حاجز طرطوس (غرب) للأمن العسكري في كانون الاول/ديسمبر 2013 ثم افرجت عنه بعد ساعات على توقيفه بعد "ضغوط روسية ودولية"، وفق ما اكد احد زملائه في وقت سابق.

واعتقلت سلطات النظام عددًا من قياديي الهيئة في السنوات الثلاث الماضية، ابرزهم رجاء الناصر وعبد العزيز الخير اللذان لا يزالان مسجونين بدون أن ترد أي معلومات عنهما.

وطالب القيادي في الهيئة في تصريحاته لوكالة فرانس برس السلطات "بالافراج عن معتقلي الهيئة كافة وعن جميع المعتقلين السياسيين في سوريا".

وتم توقيف الناصر في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2013 في حي البرامكة في وسط دمشق. وقالت الهيئة إن "دورية امنية اعتقلته، وانه كان ينوي زيارة موسكو"، حليفة النظام.

وتحتجز السلطات منذ ايلول/سبتمبر 2012 عبد العزيز الخير الذي اوقف في دمشق لدى عودته من رحلة في الخارج، ولم يعرف عنه شيء منذ ذلك الوقت.

ويرى معارضون أن للاعتقالات لدى النظام السوري تاريخاً طويلاً ومؤلماً ما بين سجون واختفاء قسري دون القدرة على حصر الارقام، اذ يبقى مصير المحامي خليل معتوق مجهولاً، كما أن الدكتورة رانيا العباسي بطلة العرب في الشطرنج وأطفالها الستة وزوجها في السجون مع عشرات الآلاف من المعتقلين، وبقي مازن درويش لسنوات في الاعتقال دون أن توجه له تهم محددة غير التهم الجاهزة مثل اضعاف الشعور القومي ووهن نفسية الامة، والتي يستخدمها النظام كما يريد.

خدام عضو المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطنية اعتبر في آخر ما كتبه على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي أن "حل الأزمة السورية ليس قاب قوسين أو أدنى كما يتصور الحالمون، والتدخل الروسي ربما يزيدها تعقيداً".

وقال خدام إنه "إذا كان لدينا نظام جاذب للإرهاب، بحسب الخطاب السياسي الغربي، فسوف تزداد هذه الجاذبية من جراء التواجد العسكري الروسي".

وقال: "صار واضحًا أكثر أن أميركا وحلفاءها مع إطالة أمد الصراع المسلح في سوريا، وهذا ما ردده كثير من المسؤولين الأميركيين منذ بدء الأزمة وحتى اليوم فهو تطبيق لإستراتيجية الفوضى الخلاقة".

وحذر خدام من امتداد الحرب إلى دول الخليج، وقال "ألم يقل أوباما منذ بضعة أيام أن الحرب في سوريا طويلة؟!".

وتابع "بل سوف تتوسع لتشمل دولاً عديدة وبصورة خاصة دول الخليج العربي"، معتبرًا أنه "للأسف لا أحد يهتم بما يعانيه السوريون أو العراقيون أو الليبيون أو اليمنيون، بل بما يدره هذا الصراع من أموال على خزائنهم؟!"

من جانبه، اعتبر المجلس الإسلامي السوري الوجود الروسي في سوريا، قوة احتلال تمارس دور المحتل في العدوان والقتل، ودعا الدول العربية والإسلامية لاتخاذ المواقف الحازمة من هذا "التدخل السافر والعدوان الغادر".

وأكد المجلس الإسلامي السوري في بيان نشره على موقعه الرسمي: "ها هي الأمم تتداعى علينا كما يتداعى الأكلة إلى قصعتهم، وكان آخرهم الروس الذين جاؤوا إلى بلادنا بخيلهم وخيلائهم، وبدأت طائراتهم تصول وتجول في سماء سوريا، التي ضاقت عن صنوف الطيران، فها هو الطيران الروسي بدأ يأخذ نصيبه من الإجرام وحظه من القتل والدمار، في تدخل سافر فاضح معلن لحماية النظام المتهالك المترنح، متذرّعاً بمشروعية دعوة النظام له في الحضور لقتل الشعب السوري، بمباركة من راعي الكنيسة (الأرثذوكسية) الروسية بدعوى أنها حرب مقدّسة".

واعتبر أن "هذا التدخل لن يحل القضية السورية بل سيعقدها، وسيزعزع الأمن في المنطقة كلها، ولن يثني الثورة السورية عن بلوغ أهدافها، وإذا ظن الروس أنهم سيجهضون الثورة فهم واهمون، وسيكون مصيرهم كمصير كل القوى المعتدية المتغطرسة في العالم وسيمرغ أنفهم بالوحل إن شاء الله".

وتوجه لراعي كنيستهم بالقول "إنها ليست حرباً مقدسة بل هي حرب قذرة من جانبكم تشن على الأطفال والنساء والعجائز"، وذكّر الروس أنهم بهذا الانحياز السافر إلى المجرم القاتل "يعرضون مصالحهم في المنطقة بل في كل العالم الإسلامي للخطر ويقامرون بها باختيارهم الرهان الخاسر"

وطالب" الدول العربية والإسلامية بأن يتخذوا المواقف الحازمة من هذا التدخل السافر، فلا يُقبل من دول العرب والمسلمين هذا السكوت المريب".

ورأى المجلس الإسلامي السوري "أن الوجود الروسي قوة احتلال تمارس دور المحتل في العدوان والقتل، وانها جاءت لنصرة طاغية مجرم على شعب مظلوم، وعلى هذا يجب على كل الفصائل قتالها وإخراجها مدحورة من سوريا بكل الوسائل المتاحة، كما اعتبر قتالها من أعظم الجهاد".

وناشد المجلس الثوار لرص صفوفهم وتوحيد جهودهم والعمل كشخص واحد، "فلن يستطيع الروس ولا غيرهم أن ينالوا منكم ما دمتم على قلب رجل واحد".