أسفر التدخل العسكري الروسي في سوريا عن توحيد فصائل مسلحة في المعارضة السورية كانت منقسمة، وباتت الآن تقاتل جنبًا إلى جنب ضد قوات النظام.


منذ بدأت الطائرات الحربية الروسية ضرباتها الجوية قبل اسبوعين نشأت ثلاثة تحالفات محلية بين فصائل المعارضة في محافظات تحاول قوات الأسد أن تستعيد السيطرة على اراض فقدتها فيها. &وقالت مصادر المعارضة المسلحة إن الأسابيع المقبلة ستشهد مزيدا من هذه التحالفات.
&
وكانت قوات النظام استعادت لفترة وجيزة جزء من بلدة كفر نبودة التي تسيطر عليها المعارضة في محافظة حماة. &وقال أبو المجد قائد جماعة صقور الغاب المدعومة من اميركا في حماة ان أكثر من 700 صاروخ أُطلقت على الثوار ونفذت الطائرات الروسية عدة ضربات جوية. ولكن بعد ساعات تمكن مقاتلو المعارضة من طرد قوات الأسد نتيجة التنسيق من خلال تشكيل قيادة مشتركة مع فصائل اخرى. &&
&
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن القائد العسكري في جماعة فيلق الشام المعتدلة الرائد ياسر عبد الرحيم "إن أي تحالف سيكون لصالح الثوار، ولكن المرة تلو الأخرى تظهر مشاكل واختلافات ولا تستمر هذه التحالفات". &&
&
وأوضح آرون لوند الذي يحرر موقع "سوريا في أزمة" التابع لمؤسسة كارنيغي للسلام العالمي "ان مشاريع للوحدة المحلية وتحالفات مرحلية تُقام طول الوقت وتكون عادة خلال التحضير لمهاجمة شيء ما أو لهدف معين أو لعملية هجومية معينة". &واضاف "ان غالبية هذا التجارب لتحقيق الوحدة تميل الى التلاشي بعد تحقيق الهدف أو الاضمحلال من دون تحقيق الهدف".&
&
ولكن التدخل الروسي عمل على تغيير هذا الوضع باتجاه تحالفات أكثر ديمومة. &وقال محمود اللوز المتحدث باسم فرقة الجيش السوري الحر في حمص لصحيفة وول ستريت جورنال "ان التدخل الروسي كان حقا من الأسباب المهمة لاتفاق الفصائل على تشكيل غرفة عمليات لأن الجميع يفكرون في المعركة المقبلة" مشيرا الى "ان النظام السوري يحشد قوات حول المنطقة".
&
ويرى محللون ان مثل هذه التحالفات يمكن ان تصبح هدفا لخطة الأسد في ضرب المعارضة المعتدلة وإبقاء الجماعات المتطرفة التي يرفض الغرب التعامل معها. &ونقلت صحيفة وول ستريت عن كريستفور كوزاك المحلل في معهد دراسة الحرب في واشنطن قوله "ان الضربات الروسية تستهدف المعارضة المعتدلة مباشرة وتركز بشكل غير متناسب على فصائل الجيش السوري الحر المعتدلة". &
&
وحذر كوزاك من ان جماعات ذات توجهات معتدلة قد تُدفع الى التحالف مع جماعات متطرفة طلبا للحماية والدعم. & ففي شمال حماة مثلا تعمل عدة فصائل صغيرة مدعومة من الولايات المتحدة لكنها معرضة لأن يبتلعها جيش الفتح وهو تحالف شُكل قبل اشهر يضم احرار الشام وجبهة النصرة ، كما اشار كوزاك. &وبحسب كوزاك فان هذه الفصائل المعتدلة مسلحة بصواريخ تاو الاميركية المضادة للدبابات ولكنها تنسق تنسيقا وثيقا مع جيش الفتح ايضا.
&&
ويقول مقاتلون ان صواريخ تاو دمرت عشرات من دبابات النظام ودروعه في المعارك الأخيرة. &
&
وكانت جماعة احرار الشام احد الفصائل التي انضوت العام الماضي في الجبهة الاسلامية مع ست من اكبر الجماعات المسلحة لتشكيل جيش موحد. &وكان من المقرر ان تقوم الجبهة الاسلامية بدور قيادي في اعداد مشروع سياسي لمستقبل سوريا. &ولكن بعد أشهر من المفاوضات انفرط عقد الجبهة الاسلامية لتعذر الجمع بين فصائل معتدلة وأخرى سلفية جهادية. &
&
وقال براء الحلاق المتحدث باسم احرار الشام "ان الفصائل ليست كلها تؤمن بضرورة الوحدة" واعرب عن الأمل بأن يدفع التدخل الروسي بعضها الى تغيير موقفها. &واكد الحلاق ان "هناك خطوات ولكنها بطيئة بكل تأكيد".&