إيلاف من بغداد: أعلنت وزارة الدفاع العراقية، السبت، انتشار قواتها في منفذ "الوليد" الحدودي بين العراق وسوريا، والسيطرة الكاملة على المثلث الحدودي بين العراق وسوريا والأردن، ما يعني خنق ابرز معقل لتنظيم داعش في مدينة القائم بأقصى غرب العراق، في حين انطلقت عملية عسكرية ثانية لتطهير مناطق راوة وعانة من سيطرة التنظيم غربي محافظة الأنبار.

وقالت خلية الإعلام الحربي التابعة لوزارة الدفاع العراقية في في بيان عاجل أذاعه التلفزيون الرسمي إن قوات من الجيش والحشد العشائري بدعم من سلاح الجو العراقي وطيران التحالف الدولي، شنت عملية عسكرية من ثلاثة محاور للسيطرة على منفذ الوليد الحدودي والشريط الحدودي مع الأردن.

الفجر الجديد

وقال نعيم الكعود، رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار، أن "لواءين من قيادة حرس الحدود العراقية باشرت صباح اليوم بتحريرومسك منفذ الوليد الحدودي العراقي مع سوريا (460 كم غرب الرمادي)، غربي محافظة الأنبار".

وأضاف أن "اللواءين باشرا أيضا بمسك الشريط الحدودي العراقي بين منفذ طريبيل الحدودي العراقي مع الأردن، وصولا إلى منفذ الوليد الحدودي العراقي مع سوريا، غربي الأنبار".

وتابع الكعود، أن "تلك القوات وضعت تحصينات أمنية لحماية الشريط الحدود العراقي مع سوريا ومنفذ الوليد الحدودي العراقي أيضا، تحسبا لهجمات لتنظيم داعش الإرهابي".

واطلقت الخلية في بيانها على العملية تسمية "الفجر الجديد".

خنق معقل داعش في القائم 

وتعد سيطرة القوات العراقية اليوم على منفذ الوليد الحدودي بين العراق وسوريا خنقا لداعش في القائم والتي تعد آخر معاقل التنظيم الكبيرة في الأنبار، فيما يشير توقيت العملية، وانعزالها عن سياق العمليات العسكرية الجارية، الى تغيير كبير في استراتيجية الحرب على داعش .

لكن خبراء عسكريون يلفتون الى ان السيطرة على المنفذ لا تعني مسك كامل الحدود البرية مع سوريا والأردن ولا تعني أن "داعش" لا يمكنه التسلل أو شن المزيد من الهجمات على القوات التي ستتولى ضبط الشريط الحدودي، فيما تكمن أهمية عملية الفجر الجديد بالسيطرة على المثلث الحدودي بين العراق وسوريا والأردن والذي يصل إلى أكثر من 600 كم طولا وهي مساحة كبيرة ولا توجد قوات كافية لمسكها بشكل محكم في حال عدم الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة من كاميرات مراقبة متطورة وطائرات مسيرة (بدون طيار).

ويؤكد الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية هشام الهاشمي ان "منفذ الوليد‬ تم تحريره في اب 2016، لكن المناطق المحيطة به كانت تحت احتلال داعش وان عملية التحرير التي تمت فجر اليوم شملتها والمثلث السوري الاردني العراقي".

وأوضح ان "قوات حرس الحدود وقوات صقور الصحراء وقوات حشد الغربية وقوات كتائب الحمزة وابناء عشيرة البومحل، هي من ترابط داخل بنايات المنفذ لحمايته من داعش".

ولفت الى انه و‏منذ 10 شهور فان تنظيم داعش "نفذ 30 عملية انتحارية بعجلات مفخخة و70 عملية تعرض بعضها عنيف، وتم التصدي لكل تلك التعرضات، علما ان بنايات المنفذ مدمرة بالكامل"

واكد ان "أهمية المنفذ الحدودي تقاس باهمية المثلث العراقي السوري الاردني، وبأهمية المحافظة على مفرق طريق عكاشات وايضا رصد واستهداف حركات داعش في القائم‬".

ومنذ سنوات طويلة تشكل الحدود العراقية - السورية هاجسا أمنيا لحكومة بغداد، حيث يتسلل من خلالها مسلحو "داعش" وقبلهم مقاتلو "القاعدة".

عملية في راوة وعانة 

تلى ذلك أفاد ضابط عراقي كبير، السبت، بانطلاق عملية عسكرية لتطهير مناطق راوة وعانة من سيطرة تنظيم داعش غربي محافظة الأنبار 118 كم غربي بغداد.

وقال قائد عمليات الفرقة السابعة للجيش العراقي بمحافظة الأنبار اللواء الركن نومان الزوبعي، في تصريح صحفي تابعته " ايلاف " ان " عملية عسكرية انطلقت اليوم لتطهير محاور قضائي عانه وراوة غربي الأنبار، أسفرت في مستهلها عن مقتل ثمانية من عناصر تنظيم داعش الإرهابي، بعد أن اقتحمت القوات العراقية هذه المناطق، ودمرت ثلاث عجلات مفخخة وصهريجا مفخخا ومنصة لإطلاق الصواريخ".

وأضاف أن "القوات تمكنت أيضاً من تفجير 79 عبوة ناسفة وتأمين وتفكيك سبعة منازل مفخخة وتدمير مضافتين لتنظيم داعش وان العملية مستمرة لتطهير المحاور غربي الأنبار".

وتمكنت القوات العراقية قبل عام من تحرير أكبر مناطق محافظة الأنبار من سيطرة داعش وهما الفلوجة والرمادي، وإعادة الحياة الطبيعية لها، إضافةً إلى مناطق أخرى، إلا أن التنظيم مازال يسيطر على المدن الصحراوية والمحاذية لها، أبرزها القائم والرطبة وراوة وعانة.

وتاتي العملية العسكرية في راوة وعنه وانطلاق عملية الفجر الجديد لاستعادة المثلث الحدودي مع سوريا والأردن بعد ساعات على هجوم شنه تنظيم داعش واستهدف رتلا من حرس الحدود وادى الى إصابة منتسبين من قوات حرس الحدود العراقي.

وحسب مصدر امني فان الهجوم نفذ بانفجار بعبوة ناسفة اعقبه هجوم مسلح من قبل عناصر من تنظيم "داعش" على الطريق السريع الدولي بين قضاء الرطبة، غربي العراق، ومنفذ طريبيل الحدودي مع الأراضي الأردنية.

وأوضح المصدر، أن تنظيم "داعش" استهدف بالأسلحة الخفيفة والثقيلة، رتل حرس الحدود، وهو يضم منتسبين مجازين، قرب مطعم بلاد الشام، على الطريق السريع، بين الرطبة وطريبيل، غربي محافظة الأنبار.

واكد المصدر تلقي قوات الحرس، دعما ً في إحباط الهجوم الذي كان كمينا نصب للرتل، من قبل الطيران العراقي الذي وصل المكان وقصف عناصر تنظيم "داعش" في الصحراء، وقتل عددا منهم.

ويضع هذا الهجوم ملف إعادة الحماية للطريق البري بين بغداد والحدود الأردنية في الواجهة من جديد .

ويذكر أن مجلس الوزراء العراقي صوت في جلسته المنعقدة، الثلاثاء 28مارس الماضي، على تأمين الطريق الدولي الرابط من بغداد إلى الحدود الأردنية، بعد دراسة الجدوى الاقتصادية والفنية لبناء المنفذ الحدودي في طريبيل كجزء متمم لمشروع الطريق الدولي.

طريق الزيتون 

ومن المتوقع أن تبدأ الشركة الامريكية المكلفة بتأمين الطريق الدولي في غرب العراق، أعمالها خلال الشهر الحالي.

وتنتظر الشركة المعروفة باسم مجموعة الزيتون اجراءات التعاقد مع وزارة البلديات، بعد ان تنافست خمس شركات أجنبيّة لتأمين الطريق بين بغداد ومعبر طريبيل الحدودي بين الاردن والعراق، حيث كانت تحرص الحكومة العراقية على ترك مهمة تأمين الطريق الدولي الممتد من الحدود الاردنية حتى العاصمة بغداد، الى شركة أمنية امريكية وهو ما أكده اكثر من مرة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.

ومن المؤمل ان توظف مجموعة الزيتون الامريكية عناصر عراقية من اهالي محافظة الانبار، فضلا عن التعاقد مع شركات ثانوية عراقية لتأمين اللوجستيان والخدمات الثانوية وهو ما خلف صراعا في محافظة الانبار بين مسؤولين وسياسيين فيها وصل حد تسقيط بعضهم بوثائق مزيفة، بهدف الحصول على الاستثمارات الثانوية. 

وتعتبر مجموعة الزيتون او (olive group)، شركة امريكية حصلت على العقد لحماية الطريق الدولي، لكن اطرافا سياسية عراقيا تتهما بالارتباط بشركة "بلاك ووتر" ذات السمعة السيئة لدى العراقيين، على خلفية تورطها بقتل مدنيين بشكل متعمد في ساحة النسور بوسط بغداد عام 2007.

ومن المفترض ان تبني الشركة سياجا على طول الطريق بعرض 5 كم، وتوفر الحماية على جانبيه. فيما سيتواجد الجيش والشرطة على مسافة 2.5 كم عن آخر نقطة ضمن صلاحيات الشركة الامريكية.

وستحصل الشركة، بحسب التسريبات، على الايرادات من رسوم ستفرض على الشاحنات المارة بالطريق، كما يتعين على الشركة ان تدفع ضرائب للحكومة العراقية.

ومن المقرر ان تتعاقد الشركة الاستثمارية مع شركة حماية عراقية، مسجلة لدى وزارة الداخلية، يكون كادرها من العراقيين ويخضعون للتدقيق الامني. 

ويكتسب هذا الطريق الاستراتيجي اهميته من كونه القناة البرية التي تربط العراق بالاردن عبر منفذ طريبيل، الامر الذي وضع اعادة تأمينه اولوية بالنسبة للجانبين الاردني والعراقي

وتقوم القوات العراقية مدعمة بالطيران الحربي وطيران التحالف الدولي بقصف تجمعات داعش في مناطق اقصى غربي العراق المحاذية للحدود العراقية السورية، حيث يتمركز التنظيم هناك ويشن عمليات ضد القوات العراقية.