واشنطن: خلافا لعامي 2022 و2023 لن ينظّم البيت الأبيض حفلة استقبال عامة بمناسبة شهر رمضان هذا العام، بعد أن رفض بعض المدعوين تلبية دعوة الرئيس جو بايدن بسبب الإحباط في أوساط المسلمين الأمريكيين من سياسته تجاه الحرب بين إسرائيل وغزة.

قالت الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان- بيار إنه من المقرر أن يعقد الرئيس الأميركي "اجتماع عمل" مع "وجهاء من الجالية الإسلامية" الذين أصروا على أن يكون الاجتماع "مغلقا"، موضحة أن هؤلاء الزعماء فضلوا عقد اجتماعٍ على تناول الإفطار، وذلك وفقاً لتقرير "مونت كارلو الدولية".

وأضافت "يأتي ذلك بناء على طلب من أفراد المجتمع المسلم، هذا ما أرادوه ونحن نتفهم ذلك". وبعد هذا اللقاء، سيشارك الرئيس الديموقراطي البالغ 81 عاما في إفطار "صغير" مع أعضاء مسلمين في إدارته.

التقى بايدن بقيادات الجالية الإسلامية قبل تناول الإفطار مع كبار المسؤولين المسلمين في إدارته والذي حضرته أيضا السيدة الأولى جيل بايدن ونائبة الرئيس كاملا هاريس وزوجها.

قال أحد الحاضرين يدعى الدكتور ثائر أحمد، وهو طبيب غرفة طوارئ أمضى ثلاثة أسابيع على الأقل في غزة، لشبكة (سي.إن.إن) إنه انسحب من اجتماع الثلاثاء قبل أن ينتهي.

وأضاف "احتراما لمجتمعي، واحتراما لجميع الأشخاص الذين عانوا والذين قتلوا في هذه العملية، تعين عليّ الانسحاب من الاجتماع".

وأردف أحمد، الذي قال إنه الأمريكي الفلسطيني الوحيد الذي حضر الاجتماع، أنه "لم يكن هناك الكثير من الردود" من بايدن.

ويتناقض هذا الحفل بشدة مع حفل استقبال استضافه بايدن في أيار (مايو) 2023 بمناسبة عيد الفطر، حيث هتف العشرات من الحاضرين لبايدن في البيت الأبيض عندما قال للحشد "إنه منزلكم".

ومن بين أعضاء الكونغرس المسلمين الذين حضروا حفل الإفطار العام الفائت عضوتا مجلس النواب إلهان عمر ورشيدة طليب، الأمريكية من أصل فلسطيني، وهما الآن من أشد منتقدي سياسة بايدن في غزة.

وقالت منظمة إمجيدج أكشن، وهي مجموعة مناصرة للمسلمين الأمريكيين، إنها رفضت دعوة الإفطار، مشيرة إلى "استمرار مساعدات بايدن العسكرية غير المشروطة لإسرائيل"، والتي تقول إنها أدت إلى "كارثة إنسانية مروعة".

ويشعر كثير من المسلمين والعرب والناشطين المناهضين للحرب بالغضب من دعم الإدارة الأمريكية لإسرائيل وهجومها العسكري في غزة الذي أودى بحياة عشرات الآلاف وتسبب في مجاعة في القطاع الساحلي الضيق الذي يسكنه نحو 2.3 مليون نسمة.