مشعل: علاقتنا بقطر لم تتأثر بالمصالحة الخليجية وحريصون على العلاقة مع مصر ولا قطيعة مع إيران


أشرف الهور

&

&

&

أعلن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن حركته «تمر في مرحلة معقدة وصعبة»، لكنه شدد على أن الحركة لن «تغير جلدها»، ولن تقدم تنازلات في رؤيتها وبرنامجها السياسي، وأكد حرصها على العلاقة مع مصر، ونفى أن تكون المصالحة الخليجية الأخيرة مع قطر قد أثرت على وجود حماس في الدوحة.


وقال مشعل المقيم في العاصمة القطرية في حوار مطول أجرته صحيفة «الرسالة» المقربة من حماس، وتصدر في قطاع غزة، وهو يتحدث عن تقييم الحركة للمرحلة بعد 27 عاما على تأسيسها «لا شك أننا نمر في مرحلة غاية في التعقيد في الساحة الفلسطينية وفي المنطقة وعلى المستوى الدولي، وبالتالي نحن نبحر عبر عباب هذا المحيط المتلاطم في الأحداث والصراعات والاستقطابات وتغير الاصطفافات وتبدل المعادلات».
وأضاف «حماس وفي ظل التحولات السياسية المختلفة، تقف حماس أمام محطة مهمة في تاريخها وهي مسيرة تجاوزت ربع قرن، لا شك أنها تمر في مرحلة معقدة وصعبة».
لكن مشعل قال إنه رغم التحديات الاقليمية ومستوى الاستهداف الذي تتعرض له حماس، لن تضطر للخضوع والانكسار أو التكيف، مضيفا «حماس تعرف ما لها وما عليها وتعرف قدراتها وحجم التحديات والبيئة التي تعمل فيها، وتستطيع أن تواصل مسيرتها في استجابات واعية ومدروسة ولكن ليس بتغيير جلدها».
وأكد أن حماس «لم تقدم تنازلات في رؤيتها وبرنامجها السياسي بما يمس ثوابتنا الوطنية وحقوق شعبنا»، مشيرا إلى أن برنامج الحركة قائم على «مقاومة الاحتلال، وتحرير المقدسات، وإنجاز المشروع الوطني الفلسطيني، وخوض الصراع مع العدو بصف وطني موحد وبعمقنا العربي والإسلامي».
وأكد أن «السياسات تتغير لكن الثوابت والحقوق لا تتغير» مضيقا، أن تمارس حماس حراكا سياسيا واعيا وفيه من الأخذ والعطاء فهذا أمر طبيعي، وهو تكتيك، ولكن المهم أن ذلك هو طريقنا للوصول إلى أهدافنا التي لا تغيير عليها».
وعن علاقة حماس بتحالفات المنطقة قال «حماس وعلاقاتها السياسية في جوهرها تنطلق من أسس ثابتة، ولكنها في أشكالها ومقارباتها لا شك أنها متغيرة»، مضيفا «في حماس لدينا قضية وثوابت في الصراع مع المحتل، فقضية فلسطين هي قضية الأمة العربية والإسلامية». وأضاف «في سياق التباينات في الساحة العربية والإسلامية، نعم تتبدل العلاقات، ولكن هذا التبدل سببه الآخرون، بمعنى أن البعض يغير سياسته تجاهنا، بسبب تغير ظروفهم سواء في ما يتعلق بطريقة تعاطيهم معنا أو بسبب ظروف قهرية قسرية».
وأكد في الوقت ذاته أن حماس لا تغير سياساتها في التعامل مع الآخرين ولا تتدخل في شؤونهم، وقال «نتعاون معهم بما يخدم قضية فلسطين».
وعن العلاقة مع حركة فتح قال إن «مشهد المصالحة غير مرض، ومتعثر»، معتبرا أن هذا الأمر «شيء مؤلم ومؤسف»، وأكد أن ما اسماه «العامل الخارجي» هو سبب أساسي في إفشال المصالحة ووضع العراقيل أمامها». وقال «أما بخصوص العامل الداخلي، فلا توجد قطيعة مع فتح فهي شريكة لحماس في النضال والحياة السياسية الفلسطينية»، مشيرا إلى وجود اختلافات في جملة من القضايا، غير أنه قال «لكننا حريصون على العلاقات المشتركة والتواصل والعمل المشترك»، وفي هذا السياق أشار مشعل إلى أن الساحة الفلسطينية «لا تقبل انفرادا في القرار من أحد».


وفي رده على سؤال حول كيفية تعامل حماس مع خليفة الرئيس محمود عباس، قال «إن شاء الله ستنجح المصالحة ونرجو ألا نبقى في مربع الانقسام، أمّا بالنسبة للانتخابات الرئاسية فلكل حادث حديث، وحماس ستحدد موقفها في حينه.»
إلى ذلك تطرق اللقاء إلى استعدادات المقاومة الفلسطينية للصراع مع الاحتلال، قال «الذي يقدر أن صراعه مع المحتل شرس وتاريخي ومعقد، يعلم أنه بحاجة إلى كثير من أدوات الصراع والإبداع والابتكار».
وبخصوص تهديدات حركة حماس بانفجارات قطاع غزة، قال مشعل «نؤكد أننا لا نفرط بحقوق شعبنا مهما كلف ذلك من ثمن، ونحن مستعدون للدفاع عن شعبنا كما حصل من قبل في محطات الحروب الثلاث الماضية وما بينها من معارك تصعيد متكررة».
وأكد أن من حق قطاع غزة أن يكسر الحصار المفروض عليه، وأن يتم التسريع في عملية الاعمار والإيواء، مضيفا «لا نعلق الآمال العريضة عليه، ولا نراهن على التزام الطرف الآخر، وخياراتنا كلها مفتوحة، لكن ذلك لا يعني أننا ذاهبون إلى حرب».
وتطرق إلى علاقة حماس بإيران، وقال مشعل إن الإعلام تحدث كثيرا في موضوع العلاقة «وجعل عليها كثيرا من الركام والالتباسات وبدت وكأنها تحتاج لكثير من المعالجة»، مؤكدا أن هذا الأمر ليس صحيحا، مضيفا «بالنسبة إلينا لا توجد قطيعة مع إيران، ولدينا تاريخ طويل من العلاقة معها». وتابع «وقد حدث تباين خاصة فيما يتعلق بالموضوع السوري ولكنه وإن أثر على بعض جوانب العلاقة إلا أنه لم يصل إلى درجة القطيعة».
وأكد أن زيارة وفد من حماس مؤخرا إلى إيران تأتي في هذا السياق وهو زيادة التواصل والعلاقات، وقال «أما زيارتي لإيران فستأتي في سياقها وترتيباتها الطبيعية في وقتها المناسب».
وجدد في الوقت ذاته على حرص حماس على العلاقة مع مصر، وقال «لم نسئ لمصر يوما»، وأضاف «لا شك أننا ظُلمنا بتوجيه الاتهامات لنا، خاصة أن كثيرا من المسؤولين في مصر عندما نراجعهم يعبرون عن الحقيقة»، مشددا على أن حماس «حريصة على الأمن القومي المصري».


وعن العلاقة بالأردن قال «لا شك أن التطورات الراهنة تؤثر على العلاقات بصورة عامة، لكننا في جميع الأحوال حريصون على ثبات العلاقة مع دولنا بل ومع تطورها».
وحول إن كانت المصالحة الخليجية أثرت على وجود حماس في قطر، قال بعد أن بارك هذه المصالحة «هذه التفاهمات لا علاقة لها بعلاقتنا مع أي دولة، ولا يوجد انعكاس على علاقتنا مع قطر نتيجة هذه التطورات الأخيرة، فالعلاقة مع حماس لم تكن من ملفات الخلاف في علاقات قطر بالمنظومة الخليجية، ولا نقبل أن نكون طرفا في أي خلاف، والعلاقة مع قطر لديها من القوة والرسوخ والتفاهم بما يجعلها بمنأى عن أي تقلبات سواء كانت سلبية أو إيجابية في العلاقات الداخلية».
وعن العلاقة مع تركيا قال رئيس المكتب السياسي لحماس في ظل التحريض الإسرائيلي «العلاقة مع تركيا جيدة». وأضاف «هناك تحريض خاصة بعد معركة «العصف المأكول»، نتيجة تحرك بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي مع المجموعات الصهيونية في أوروبا وأمريكا، بهدف الضغط على تركيا وقطر وتشويه صورتها لدعمها القضية الفلسطينية».


وعن الخشية من انتشار فكر التنظيمات الإسلامية المتشددة كـ»الدولة الإسلامية، بعد سقوط الإخوان المسلمين في مصر وحزب النهضة في تونس، بما تحمله من فكر وسطي، قال «ينبغي أن نصر على نهج الاعتدال والوسطية ولا نسمح لنجاح مخطط هذه الأطراف لأنه مدمر لشعبنا وأمتنا».
وأكد أن حماس وشقيقاتها من فصائل المقاومة «ملأت هذا الفراغ بطريقة ذكية وطبيعية»، مضيفا «لا أخشى على الساحة الفلسطينية من أن تتأثر بهذه الظواهر لكنني قلق مما يتم في الدول العربية والإسلامية».
&